قناة (العراقية) الفضائية : تحاور الإمام المدرسي دانت بركاته

شبكة مزن الثقافية

أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي ـ دام ظله الوارف ـ على ان القضية الحسينية هي محور حركة التاريخ الانساني في اطار الصراع بين الحق والباطل.

واضاف سماحته في لقاء اجرته معه قناة (العراقية) الفضائية، إن يوم عاشوراء كان يوما واحدا الا انه اختصر كل مسيرة الرسالات الالهية عبر التاريخ وبالذات مسيرة الدين الاسلامي الحنيف وذلك لان يوم عاشوراء تجسدت فيه المظلومية الكبرى التي تعرض لها اهل بيت النبي على يد الزمرة الاموية المستبدة.

وتابع سماحته بالقول: ان الامام الحسين عندما خرج لملاقاة جيش يزيد (عليه اللعنة) لم يكن خروجه لطلب الملك اوالجاه او المال، وهو الامام الذي صاغته يد الرسالة المحمدية وعاش في كنف الزهراء وتحت ظل الامام علي ، وانما كان خروجه لاصلاح الاعوجاج الذي اصاب الدين الاسلامي في ظل الدولة الاموية، فهو القائل "اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي محمد .

وتطرق سماحته في حديثه الى الدروس والقيم المستقاة من يوم عاشوراء، حيث اصبح هذا اليوم رمزا للثائرين، وإلهاما للحركات الاسلامية التي خرجت ضد النظام الاموي، الامر الذي سرّع زوال نظام صدام الذي كان جاثما على صدر الامة الاسلامية.

وبين سماحة المرجع المدرسي ان يوم عاشوراء هو يوم كل المسلمين في جميع انحاء العالم ولا يقتصر على الشيعة فقط، فالمسلمون يحيون ذكرى استشهاد الامام الحسين في كل مكان من ارض المعمورة، وذلك لسببين: اولهما ان الامام عليه السلام ابن بنت رسول الله والامر الثاني ان ما تعرض له الامام الحسين واهله كان بمثابة الدفاع عن هوية الاسلام وتجسيدا للرسالة المحمدية التي بقيت بفضل الامام الحسين باقية الى هذا اليوم وفي كل زمان ومكان.

ويضيف سماحة السيد المدرسي، ان الامام الحسين كان من ابرز المدافعين عن الحرية والكرامة الانسانية فقد خاطب جيش يزيد بالقول (كونوا احرارا في دنياكم)، وحول خروجه بصحبه وابناءه ونساءه، قال المرجع المدرسي: "ان السلطات الاموية الباغية ارادت طمس معالم الجريمة في صحراء كربلاء بمقتل الامام الحسين قبل وصوله الكوفة، الا اهل بيت الامام وهم ذرية النبي الاكرم كانوا حاضرين وتحولوا الى شهود للواقعة وحملوا راية المشروع الحسيني الى الاجيال"، ويتابع سماحته مستطردا: "ان عبد الله المحض هو محور التاريخ، وكذلك الامام زين العابدين والعقيلة زينب وحتى الاطفال الصغار كلهم تحولوا الى رسل الثورة الكبرى، حتى الرأس الشريف للامام كان له الدور الكبير في هذا المشروع وهذه المسيرة.

وعن دور العقيلة زينب تحدث سماحته مؤكداً الدور الاساسي والمؤثر الذي قامت به منذ الساعات الاولى لاستشهاد الامام الحسين ، حيث وقفت امام جيش عمر بن سعد وخاطبت الاخير بان (ابو عبد الله يقتل وانت تنظر اليه).. واستمرت في مهمتها في الكوفة وهي اسيرة في قافلة السبايا، حيث ألقت خطبتها في مجلس ابن زياد وتحدثه مع إدعائه بالنصر وقد ألقمته السيدة زينب الحجر، وفي الشام حيث اقام يزيد حفلا دعا فيه كل السفراء والشخصيات الاجنبية بمناسبة ارتكابه هذه الجريمة ويدعم سلطته بذلك وكان يقول صراحة: (يوم بيوم بدر)، اي اننا اخذنا بثأرنا وانتهى الحكم الاسلامي وقام محله الحكم الاموي الذي يستمد شرعيته من ابو سفيان، لكن زينب افسدت عليه ذلك بخطبتها العظيمة.

وعن دور الامام زين العابدين في احياء واقعة كربلاء وخطبته في مجلس يزيد قال سماحته: "ان الامام في تلك الخطبة بيّن منظومة المعارف الالهية كلها، فهو لم يبدأ بالحديث عن مقتل ابيه وانما تحدث عن يوم القيامة وعن القبر وذكّرهم بمصيرهم وايضا ذكّرهم بالنبي والامام علي وبعدها تحدث عن مصائب كربلاء".

وطالب سماحته مستطردا باننا لابد ان نتخذ من خطبة الامام زين العابدين في الشام مصدرا للالهام لجميع الخطباء السائرين في هذا الطريق ليتحدثوا عن منظومة المعارف الالهية على منابرهم، واضاف سماحته: ان الحسين لم يقتل من اجل نفسه وانما من اجل المبادئ التي لابد من احياءها في مراسيم عاشوراء، مثل الكرامة والحرية الانسانية، بل ان الامام قام بعمل عظيم عندما ربط بين الحرية والعروبة فهو عندما خاطب جيش بن سعد قال : "... كونوا احرار في دنياكم وكونوا عربا كما تزعمون"، وذكر الناس بان الحياة مع الظالمين (برما)، فعلمهم كيفية الدفاع عن الحق والكرامة.

وفي هذا الاطار دعا سماحة المرجع المدرسي دامت بركاته الى ان يكون الجانب العاطفي داعما للجانب الفكري والثقافي والعقائدي في اشارته الى المواكب الحسينية.