الوقود والمصباح

عندما يتسابق العظماء مع عجلة الزمن العَجِلة فيغلبون ويغلبون، يبقى ـ عَلَمُ الفقهاء ـ الإمام الشيرازي مُـتْـعِباً

لدولاب الزمن، متمكناً من القيادة في أقصى سرعتها، مع جميع منعطفات الحياة التي غمرت الكثيرين بلأوائها.

فكم تساءل المتأملون دفاتر هذا العظيم: كيف يستطيع هذا الرجل أن يُكَثِّر ساعات اليوم الواحد حتى يوصلها إلى

ما يذهل العقل ويحير الفكر؟!!

ساعاته مباركة .. وأيامه مثمرة .. و جميع لحظاته تحث الخطى لتبني صرح مشروع ما، وتعاود الكَـرَّة لتبني ..

تبني ولا تهدم .. كل لحظة من لحظاته لَبِنَةٌ في بناء، وليس مهماً لمن يكون هذا البناء ومن يسكنه، المهم أن يكتب
عليه اسم الله .


هكذا عاش الإمام الشيرازي دافعاً للبناء بكل كيانه .. قلمه .. نظراته .. ابتسامته .. حركته .. سكونه .. كلامه ..

صمته ...!!!


هذا ما يسجله كل من لقيه أو سمع حديثه.

فكم تأثر بإشعاع روحه المتوقدة من هو بعيد عنه آلاف الأميال، مجرد أن تسمع اسم الشيرازي فذلك يعني وقود

الحركة.


فما ترتسم صورته في مخيلتك أو تصل كلماته سمعك حتى تمتلئ حماساً لعمل ما .


.. وكم يحترق القلب أسفاً و كم تمتلئ النفس حسرة حين يأتي عليه الرحيل ...


ويروح القلم الحزين يَعُبُّ من كأس الأسى لوعة بعد لوعة

الشيرازي حبٌ لا يعرف الصَّد.. وإقبالٌ لا يشوبه كدر .. و جهدٌ لا يتعبه الكد ..وسعي لا تجاريه السيول.. وقلب

لا يضيق به الأفق .. وشَأْوٌ لا يرقى إليه البصر ..


المشكلة بين أنامله تذوب، والخلاف في حضرته يضمحل، و الصعوبة أمامه تتراجع ..

صلى عليك مليك السما ذكراك صرح قد سما

شاعر واديب ( مدينة سيهات )