المؤسسات والبرامج القرآنية في المجتمع الاسلامي

الأستاذ محمد الشبيب *

 

    قد لا ينهض المجتمع إذا أراد الاصطباغ بالصبغة القرآنية والتي يطلق عليها القرآن ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ) قد لا ينهض فقط بالأفكار والرؤى الثقافية ولكن ذلك يحتاج إلى مؤسسات تكون مؤهلة وقادرة على تنفيذ هذه الرؤى ونشر المفاهيم القرآنية بين أطياف المجتمع .

  وإذا كانت هناك مؤسسات تعنى بمختلف الجوانب المتعلقة بالقرآن الكريم نكون قد خطونا الخطوات الأولى في تأسيس علاقة صحيحة بين القرآن والمجتمع لكي لا يأتي الرسول الشاهد على أمته في اليوم المشهود ويشتكي إلى الله سبحانه وتعالى قائلاً ( يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) .

  ويحتاج المجتمع إلى مؤسسات تعنى بجانب تعليم قراءة هذا القرآن القراءة الصحيحة وتعليم تلاوته وطريقة ترتيله كما أمرنا الله  وتكون تلك هي الخطوة الأولى
   ويحتاج المجتمع إلى مؤسسات تعنى بجانب حفظه وتعليم الناشئة خصوصاً في السنوات المبكرة كي يختلط هذا القرآن بلحمهم ودمهم كما أخبر ووصى بذلك النبي الأكرم .

  ثم نحتاج إلى مؤسسات تهتم بثقافة القرآن والتأصيل الثقافي وتفسير القرآن والتدبر في آياته وفتح القنوات الإعلامية والثقافية بين القرآن والمجتمع سواء عبر الإنترنت أو الصحافة أو التلفاز لكي يكون ما يقرأه ويسمعه هذا المجتمع هو القرآن أولاً وآخراً فهو ينظر لكل جوانب الحياة نظرة قرآنية ، عندها يكون هذا المجتمع مجتمعاً قرآنياً ، يخلو فيه من العبث والأفكار الهدامة والمشاهد المنحرفة عن الفطرة والسماع للباطل المنتشر في كل آفاق المعمورة إلا ما رحم ربي ، إنه الموفق والهادي إلى كتابه كل محب للقرآن الكريم سواء كان فرداً أو مجتمعاً ، قال تعالى (الم ، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )

 

عضو اللجنة الإشرافية بمركز القرآن الكريم بأم الحمام