قريتي، وضجيج المسافات

أيتها الأنثى المتناقضة بين خشوعٍ ومجون
إنه الحلم المشاغب
تهدهد في ذاكرتي
يحطم أزمنة البقاء تحت رحمة " الريموت كنترول "
وكأنا خلقنا مشوهين فكرياً
قابعون في درك التبعيةِ
عقولنا طُفيليةُ تمشي خلف الظل
 ولا تتقن أن تسابق الضوء.
يا رحمةُ أخطفي جسارة الكلمات
وأتني ببعض المعجزات.
أنا.. وكل القوم أرصفةٌ تُحطم بعضها
ولا تتقن استقبال السفن.
**
...
... يضج الصوت في هذا المفعم غروراً دون أن يتحرك
تحرك .. تحرك ..
تحرك ..
فما للهزيمة مساحة للنقاش بدون تحركٍ ..
... تحرر
وعلمنا أن اليقين صلاة ورثناها من الحسين.
ما أقبح تاريخاً يعتقل الحسين في معزوفة حزن أبدية
هو الأبجديات التي ولدت من رحم الضوء
أما آن الأفول ..
 يا مسرحاً كل أبطاله تنحوا عن الثبات
أنزع حقيقة المبعدين
وأغرس حقيقةَ السماء
هنا الأوطان تستدرج البحار ..
وهل يُستدرج البحار لغير البحر .. ؟
يا لتلك الأوطان المتصحرةٍ..
كيف تستلهم من الشمس الظلام ..
وتتقوى بزاد الليل ضياء
يا لتلك التناقضات المنحرفة
تتملق في كل وقت
ولا تملك إلا المجاملات رغيفاً ضيعه الفقراء، فابتلعته وحدها.
**
وغادرت ملامح الطفولة قريتي
وأُقحمت حمائم الحي في زنزانة برجوازية الشكل ..
وانتهى المضمون
تلك الحمائم المتنقلات بين سطحنا وأسطح جيراننا ..
لم تطرق الباب، فالبيت بيتها.
**
غادرَ الريف، وبقى أهله في تقوقع الذهول.
أنلحق به ..
وحتى الحروف تغادر بساتينها
إذ أرغمها المحتل
ورضا أهلها الرحيل.
**
خذوني إلى المنفى
أطارح الهم
وأغرس أظافر القصيدة في نخيلنا المتوحش ..
فما عاد " النخلاوي " مهتماً بنخلته..
وهو يسابق الناس " يكتتبُ " !
أكتئب ..
وهذا الإسفلت يستعمر حبات الرمل ..
 ويخفي رائحة الكونِ.
أكتئب ..
 وإلى " الطيبة " يستوقفني الحنين ..
وابن التسع سنين لا يعرفها ..
وابن العشرين نساها .. ما عاد يذكرها
وهذي النخيل أراملُ ما أكثرها
 لا تعد، وإن تناقص العددُ.
وأيتامها ؟!
من أيتامها ؟؟
لم تنجب، فهزي بجدعها يا مريمُ ..
لم يبقَ من أثر المعجزات إلا أنتِ ..
وكل الحقيقة وهمُ متلحفٌ بالتمدن المضارع..
فهون عليك ..
وخذ من صور الماضي تزين جدارك الزاهي بألوان " الحداثة ".
**
وكم أنبش في اشتياقي عن الأنثى
تلك البكر التي ضيعني عنها الزمانُ
آهٍ .. أيتها الحلوةُ من أفتض صمتك ..؟
وسرح ليلك الغارق في الهدوء !
أ تذكري ليل تسامرنا .. وقرأتي فنجاني .. ؟
أُصدقكِ ..
فعودي إلى ليلنا القديم ..
نسامر .. ونكركر ونغفو ولا نغفو ..
ونصحو قبل الديك، نسرق البيض البلدي من الدجاجة السوداء ..
أتذكري ؟؟
تعالي لنبكِ الأطلال تعالي ..
ونشد رحلنا باحثين عن الأنثى القديمة ..
 " وثوبها الهاشمي " .. " ورداها المتين "
" حبابتي " وكم يضج الحنين ..
أنا هنا "متزكمٌ" .. وكل الأمراض خطيرةٌ ..!
ورغم جلال ثوبي الأبيض .. أحن للبس الأقدمين !
**
عودي أنثى ، كما كنت ..
عودي وإن أرغمك الزمان
فأنت الحبُ
والأمُ
 "ونصف اشتهاءٍ"
 وجمع غرور ريفيٍ يذوبني
عودي فما أنجب الكعب الرفيع إلا الأذى ..
تعالي ..
لنُغرق باقي المساحيقِ..
.. وليبقى كحلك الأصيل
أنا .. ما رفضت التقدم ..
لكن رفضت الضياع ..
رفضت خضوعاً لزيفٍ مستحيل
تعالي نلملم من سعفاتك الخضر مدينةً ..
ونرفض ما عتقته اليد الأجنبية على جدارنا ..
تعالي أهمس في عينيك ..
وتهمسي في بكائي ..
دثريني
فأنا لا زلت أحبو ..
ومن تعكز من أبنائك ضل طريقه..
وما عاد يرى ..