أسماء شيعية لتلميع (كتاب)

حسين أحمد بزبوز *

 كتاب ضد طائفة، يقدح في العقائد الشيعية بطريقة هادئة وتوازن وإعمال للمنطق والدليل (1) ... ثم ماذا بعد؟!.

 في الحقيقة يمكن (حرق) هذا الكتاب كغيره بتجاهله تماماً، وإسدال الستار على كل ما جاء فيه بعدم تسليط الضوء عليه في الوسط الشيعي، وبالتالي في الأخير عدم ترويجه ... هذا طبعاً لو كنا نخشى من قراءة والحديث حول هكذا كتاب ومن ثقافته ومن ما فيه.

 لكنها موجة زائلة بلا شك - وإن حلم الحالمون -، صنعتها يد معروفة ألفنا أساليبها من قبل، وقد روجتها عبر مواقعها الإلكترونية على الإنترنت في إطار التنافس بين مذهبين، وهذا واضحٌ للباحث الواعي الفهيم، من أول صفحة بحث في جوجل عن (عنوان هذ الكتاب): "صرخة من القطيف"(2)، أو عن صاحبه المزعوم: "صادق السيهاتي" - المعدوم والمنتحر -. ونحن هنا في النهاية، لا تخيفنا كل هذه النقاشات والاستدلالات، لأنها في الأخير، إن لم تصب في صالح تقوية وتمتين البيت الشيعي، فإنها أقلاً لن تضره ... وليس العكس كما قد يتوهم بعض الواهمين والحالمين.

  •  ما هي غاية هذا الكتاب؟!.

 - إذا كانت الغاية هي تحريك المراجعات الداخلية والتفكير النقدي داخل البيت الشيعي ... فهذا تحصيل حاصل ... والأمر ليس بحاجة "لصرخة" من خارج المذهب ... فهو موجود ومفعل - حالياً - بقوة مناسبة بفعل وحراك العلماء والمثقفين والكتاب الشيعة ... وذلك قبل وجود هذا الكتاب وخروجه للهواء مستفيداً من ذلك الحراك ... والدخول على الخط هنا من قبل فئة من خارج المذهب يمكن أن يضر بدل أن ينفع ... لأنه يمكن أن يقتل أو يقلل ذلك الحراك الناقد ... بتحويله إلى تهمه.

 - وإذا كانت الغاية هي بيان وجود بعض الأخطاء أو المغالطات داخل الفكر الشيعي، فهذا أيضاً معروف، وكل المذاهب الإسلامية بل كل الأديان السماوية لم تسلم بعد التنزيل من أن يكون فيها أخطاء ومغالطات وانحرافات ... لذا فلا يمكن لأيٍ من المذاهب أو المدارس الإسلامية الأخرى أن تلقي بتلك التهمة على الشيعة والفكر الشيعي لتنجوا وتنأى بنفسها بعد ذلك عن تلك التهمة فتدعي العصمة ... فما الجديد في هذا الكتاب ... لنرفع وتيرة (الصراخ) تلك؟!.

 - وأما إذا كان الهدف هو ... (تقويض المذهب والفكر الشيعي برمته) ... ونقل الشيعة من البيت الشيعي ... إلى أي مكان أو بيتٍ آخر في هذا الكون الفسيح ... فتلك أحلام من السراب يصنعها المخدوعون والواهمون ... ممن لا يدركون حقيقة التشيع ومتانة قواعده وأصوله الدينية والروحية والإنسانية الثابتة والمنيعة(3).

  •   بماذا تميز هذا الكتاب؟.

 - تميز الكتاب بلغة حوار جديدة معصرنة، تتخطى كل القديم المألوف، وذلك بالخروج من لغة السب والشتم والاستفزاز الفاشلة والاستشهادات من خارج الدار الشيعية بأدلة لا تسمن ولا تغني من جوع، للغة حوار أكثر هدوءً وأكثر انسجاماً مع المنطق السليم، والفكر الشيعي والإنساني المعاصر والمتحضر، وطبيعته الهادئة في النقاش الجدي المتزن.

 - وتميز الكتاب أيضاً، بالإشباع بالأفكار والنقاشات الجادة المركزة.

 - وتميز الكتاب كذلك، بعدم التعرض لأئمة المذهب ورموزه الدينية المقدسة بالسب والشتم ... بل استعمال عبارات شيعية مثل (صلى الله عليه وآله وسلم) و (عليه السلام)، عند ذكر النبي أو الإمام.

 - وتميز الكتاب أيضاً، بكثرة استخدام المصادر والمراجع الشيعية وتفعيل الألقاب والأسماء الشيعية داخل الكتاب واحترامها بشكل واضح وملموس.

 - وتميز الكتاب كذلك، بكثرة الاستشهاد بآراء وكتابات ناقدة معاصرة لمثقفين ومفكرين وكتاب شيعة من داخل المنطقة ومن خارجها، بغرض تقوية الحجة والاستدلال وتدعيماً لموقعية الكتاب داخل الوسط الشيعي.

  •   ثم ماذا بعد؟! وإلى أين؟!.

 فإذا كان الهدف هو:

 - "تورى بورى".

- أو "نهر البارد".

- أو تكسير "تمثالي بوذا".

- أو منع المرأة من الخروج من المنزل.

- أو منع تعليم المرأة.

- أو تحريم: الأكل بالملاعق والجلوس على الطاولات أو مشاهدة الفضائيات واستعمال التلفاز.

- أو ثقافة الأحزمة الناسفة، وتفجير (الــ ...).

 فنحن الشيعة غنيون عن كل ذلك، وكل أخطائنا مجتمعة لا تعادل خطيئة واحدة أتت من عند بعض المتطرفين في الجانب الآخر - الذين لا يرضى بأفعالهم حتى معتدلوا إخواننا السنة -، من مثل تفجير (المقاعد الخلفية) ... المخصصة للجلوس والراحة من التعب والهموم والأحزان.

  •   لذا في الختام، نقول:

 دعونا يرحمكم الله في نقدنا الداخلي ... واذهبوا وفقكم الله لنقدكم الداخلي ... فإن تلك (الحسناء الإرهابية التكفيرية) ... التي تسعون أو تحاولون الإغواء بها في أوساطنا الشيعية ... تلك (الحسناء)!!! ... مخلوعة الأسنان ... مجعدة الخدود والجبهة ... مشرومة الأنف ... مشقوقة الشفة ... لن تفلح أبداً في غواية ... أي واحدٍ منا ... "فتيسروا يرحمكم الله".

 ونحن في الأخير إخوة للمعتدلين منكم - ومن غيركم - ... وأعداء للمتطرفين في كلا الفريقين - وفي كل الكون - ... ولن تغشنا العناوين المخادعة والبراقة والأسماء الملفقة.

والسلام.

 

(1) طبعاً منطقهم هم ... ودليلهم هم.
(2) والصراخ طبعاً على قدر الألم، في قلب ذلك المؤلف الحقيقي الموجوع المجهول.
(3) فكفانا تعظيماً لآل البيت ، قوله تعالى في حقهم - إبرازاً لقيمهم الإنسانية الراقية والعظيمة - : (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا * إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا * فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) سورة الإنسان 8 - 12.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
أبويقين علي الأمرد
[ الخويلدية - القطيف ]: 7 / 11 / 2009م - 12:16 ص
أحسنت أخي الكاتب .. وفقك الله لكل خير ..

اسلوب جميل وراقي في الرد على هذا الكتاب الفاشل !! والذي لم يكن الأول ولن يكن الأخير ..

واني لأعتقد انك أحسنت الظن بهم كثيراً وهم لايستحقون مثقال ذرة من ذلك !!..

انا شخصياً اطلعت على هذا الكتاب المفضوح !! ووجدت فيه محاولة قوية للتشكيك بالعلماء والمراجع .. الذين هم سر وحدتنا وعطائنا وقوتنا ..

ولعل ذوي الثقافة العقدية الضعيفة تنطلي عليهم أمثال هذه الخزعبلات ..

فالحذر واجب ، وتكثيف نشر مذهب أهل البيت وعقائدهم الحقة أوجب ..

شكراً لشبكة مزن وللكاتب على هذه الجهود ودمتم بألف خير ،،