سقوط الشيخ الشجاع في حفل «العاصيات»!

علي آل غراش *
وصف الشيخ محمد النجيمي نفسه بالشجاع خلال مداخلته الهاتفية على قناة فضائية، للرد على ضيفة البرنامج الناشطة عائشة الرشيد، التي قامت بنشر صور للقاء الذي جمع الشيخ النجيمي مع مجموعة من النساء الكويتيات منهن بدون حجاب على طاولة واحدة، خلال مؤتمر الذكرى المئوية ليوم المرأة العالمي، وقد أظهرت الصور مدى ارتياح الشيخ وسعادته بينهن.
 
ولان الشيخ الشجاع له تصريحات نارية ومن المؤيدين للفتاوى التي تحرم الاختلاط، لم يجد طريقة للخروج من تلك القضية - الجلوس مع النساء - سوى التبرؤ من الصور، وإيجاد مبرر شرعي اسمه الاختلاط العارض، والتصريح لجريدة المدينة قائلا: «إن جلوسي مع النساء يسمّى “اختلاطًا عارضًا” إذ كن ملتزمات بالحجاب الشرعي وان القاعة مقسومة أولها للرجال وآخرها للنساء ولكل منهما مخرج منفصل، وأن الحاضرات أكثرهن من القواعد، واني تبادلت معهن النكت ولكن مع كبيرات السن اللاتي أعتبرهن في منزلة والدتي وهن يمثلن أكثر من 90 في المئة، وموضحا: بان أكثر ما نشر من صور فهي مزورة ومدبلجة، وقال واصفا عائشة الرشيد بانها لا تحترم الآخرين»، والكلمة التي تحولت إلى قضية قوله بان بعض النساء في الجلسة قد اعترفن له بأنهن عاصيات.
 
الشيخ الذي يدعي الشجاعة – عاشق الأضواء والإعلام - اثبت انه شجاع بالجلوس والضحك مع السيدات ومنهن غير المحجبات لاسيما انه من الذين يرون حرمة الاختلاط، وانه شجاع في تمرير وتبرير المواقف والأحكام كالاختلاط، شجاع في الخروج على المحطات الفضائية والدخول في عرض فني لتبادل الشتائم والافتخار بالقبيلة، ولكن الشجاع تراجع أخيرا عن كلامه واعترف بان الصور صحيحة وغير مدبلجة.
 
نعم ان الشيخ النجيمي شجاع بتغيير ارائه، وبالتفاني بالدفاع عمن يثير بعض الآراء والفتاوى الغريبة والمتشددة كحرمة الاختلاط، وكدفاعه وتضامنه ومساندته للشيخ العريفي الذي كاد يشعل نار الطائفية في الوطن والعالم الإسلامي، لاسيما ان عددا من العلماء والمفكرين والكتاب في الوطن استنكروا موقف العريفي ولكن الشيخ الشجاع رأى العكس!.
 
لقد سقط الشيخ في أحضان الغرور و(وربما العاصيات والمعصيات كما هو يقول)، وتجاوز آداب العلماء والزيارة، وفقدَ الاتزان والحكمة باللجوء إلى الإساءة للسيدات اللاتي استضفناه بالكرم العربي النسائي وبالابتسامات والارتياح إلى درجة (الميانة) وسقوط جدار الرسميات والحديث عن الخصوصيات - حسب تصريح الشيخ - ولكن الشيخ لم يكن أمينا على الأسرار والخصوصيات، هذا إذا صدق الشيخ الشجاع بأنهن اعترفن له بأنهن عاصيات، وإذا كان ذلك غير صحيح كما صرحن السيدات فالمصيبة أعظم أيها المدعي للشجاعة.
 
هل سقط الشيخ النجيمي الذي يدعي الشجاعة ويتفاخر بأنه ابن القبائل وصاحب المراكز والمكانة...الخ - نتيجة الغرور- في وحل مستنقع غضب العاصيات كما وصفهن، وفي المعصيات لان الاختلاط لديه معصية؟
 
ماذا سيكون رد سيدات المجتمع الكويتي وبالتحديد الناشطات اللاتي اجتمعن مع الشيخ، بعدما وصفهن بالعاصيات، وهل هناك فصول أخرى لحكاية رجل دين شجاع - كما يدعي - سقط في وحل التهمة للنساء بالعاصيات، والتهديد لقناة فضائية من بث مقاطع من اللقاء، يا جماعة؛ هل التهديد من بث اللقاء دليل على الشجاعة أم خوف من نشر الحقيقة؟
 
كاتب سعودي