زهد محمول على النعش

زهد محمول على النعش

الشعر يقطف من فمي الأزهارا

فترف فوق قصائدي أطيارا

وأنا أشمر عن سواعد مدحتي
وأعوم أقطع نحوه الأبحارا

والموت يسبقني بخطوته التي 
كشفت لنا عن كنهه الأسرارا 

ما كنت  أبصرغير شيخ
عابر
بالصمت لاذ فأتقن الأدوارا 

رسم الملامح في هدوء وانتهى
وفم الحقيقة لم يزل محتارا

أتراه أفصح عن مقام سامق 
حتى عرفنا شيخنا عمارا ؟ ؟


فعلام غيبت القطيف سماته
عنا  وألبست البعيد وقارا ؟؟


قفزت مقالات المديح
فأجهشت 
عين القريحة تنظم الأشعارا 

ما هكذا  يا سعد لا ما هكذا
فاملأ فديتك عيننا إبصارا

هذا ابن جلدتنا وكوكبنا الذي
قد سار يقدم في المدى ٱقمارا

هذا رسالي ومن غيماته
غيث تنزل ساقيا مدرارا

ضمته حوزات وضم صفوفها
شوقا فألقت خُمرها إكبارا

إخلاصه وعد تنفس من شذا
آياته فتكونت أسفارا

ولد التواضع من عمامته التي
أعطى لها بصفاته مقدارا

هو هكذا النبل المهيمن لا يرى
حتى أزاح نبيلنا الأستارا

قم أيها الراثي وقبل نعشه
فعساك تدرك طيفه السيارا
 
نعش عليه الزهد محمولا يرى
صلت عليه ملائكك تكرارا

هذا هو الوطن الحسيني الذي
وجد الحسين فطلق الأمصارا


عشق تخلق فيه من أمشاجه
فاختار يوم رحيله ما اختارا  

وهبَ الحسينَ حياته موسومةً
بولائهِ فتناسلت أعمارا
 
ومضى تودعه السنابل باسما
هشا بشوشا طيبا صبارا

فليبكه القرآنُ في محرابه
ولتذرف الدمعَ الصلاةُ نثارا
 
سيهاتُ يا أمَّ الحمام بعبرةٍ
جئنا نؤبنُ شيخنا عمارا 

نطوي سجلَّ الرمزِ نفتح صفحة
من قلبهِ فتزيدُنا أنوارا 


30.10.2015
16.01.1437