المحقق النراقي

الشيخ عادل ال جوهر * قصص وعبر (مخطوط)/ عادل الجوهر. ... قناة الشيخ على التلقرام

يمتاز الشيخ محمّد مهديّ النراقي (١) بشخصيّة قويّة وملكات نفسيّة فريدة، فقد عُرف عنه الشيخ محمّد مهدي النراقيالصبر وقوّة الإرادة، وتفانيه في طلب المعرفة، وعزّة النفس، وهذه الصفات كانت راسخة في أعماق نفس النراقي، وعلى درجة ملحوظة، فممّا يُنقل عنه: أنّه كان فقير الحال شديد الفاقة أيّام تحصيله الدراسيّ، حتّى أنّه لَيعجز عن تدبير ثمن السِّراج الذي هو من زيت أو شمع في ذلك العصر، فيدعوه حرصه على العلم إلى المطالعة ليلًا في ممرّات المدرسة ودهاليزها، وتأبى عليه عزّته أن يدَعَ غيرَه يشعر به وبحاله.

  • ومما ينقل في أحواله:

أنّ أحد الكسبة ـ وكان حانوته في طريق المدرسة العلميّة بكاشان حيث كان النراقي يسكن فيها ـ قد لاحظ على هذا الطالب رثّة ثيابه، وكان معجَبًا بأخلاقه حينما كان يشتري منه بعض ما يحتاج كسائر الطلاب. فرأى هذا الكاسب أن يكسوه تقرّبًا إلى الله تعالى، فهيّأ له ثيابًا تليق بشأنه وقدّمها له عندما اجتاز من أمامه، فلم يقبل النراقيّ ذلك إلاّ بعد إلحاح، ولكنّه عاد في اليوم الثاني إلى الكاسب وأرجع إليه الثياب قائلًا له:
إنّي لمّا لبستها لاحظتُ على نفسي ضَعةً لا أُطيقها، لا سيّما حينما اجتاز عليك، فلم أجد نفسي تتحمّل هذا الشعور الثقيل. ثمّ أرجعها إليه شاكرًا، ومضى معتزًّا بكرامته.
 

(١) الشيخ محمّد مهدي النراقي، المعروف بالمحقّق النراقي(قدس سره)(1).(1128ﻫ ـ 11٤٥ﻫ).
الشيخ أحمد بن الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي الكاشاني ، المعروف (بالمحقق النراقي) ، والملقب( بالفاضل النراقي).

ولد في قرية نراق من قرى كاشان في اليوم الرابع عشر من شهر جمادى الآخرة سنة 1185هـ .
توفّي الشيخ النراقي (قدس سره) في الثالث والعشرين من المحرّم 1245 هـ، بمدينة النجف الأشرف، ودفن فيها وقد ناهز عمره الستين عامًا، وقد حمل نعشه(قدس سره) إلى مدينة النجف الأشرف حيث دفن في الصحن العلوي بجانب والده في الإيوان جهة باب الطوسي من أبواب الحضرة الشريفة .
اُنظر: جامع السعادات.