الشيخ الحائري وقضاء حوائج الناس

الشيخ عادل ال جوهر * قصص وعبر -٢-(مخطوط)/ عادل آل جوهر .
الشيخ عبد الكريم الحائري
الشيخ عبد الكريم الحائري

نقل الشيخ علي خادم  الشيخ عبد الكريم الحائري مؤسس الحوزة العلمية في قم المقدسة، قائلًا: في منتصف ليلة من ليالي الشتاء الباردة كنت نائمًا في ديوانية البيت، فسمعت طرقًا على الباب وعندما فتحته رأيت امرأة فقيرة تقول: ان زوجي مريض وليس لدينا دواء ولا غذاء ولا فحم للتدفئة، فقلت لها: في هذه الساعة من الليل لا يمكن مساعدتك، واني أعلم ان الشيخ ليس عنده مال هذه الأيام فعادت المرأة حزينة قلقة "والكلام ما زال للشيخ علي" وكان الشيخ الحائري يسمع بعض الاصوات فناداني من غرفته، ولما عرف الموضوع

قال لي: إذا سألنا الله تعالى يوم القيامة: لماذا خيبتم في هذه الساعة من الليل امرأة فقيرة كانت تأمل فيكم خيرًا، فماذا يكون جوابنا؟

فقلت: ماذا يمكننا ان نقدم لها في هذه الساعة؟

قال: هل تعرف بيتها؟ قلت: نعم ولكن الوصول إليه في الزقاق بين الثلوج والطين امر صعب فقال: قم لنذهب فانطلقنا معًا حتى وصلنا إلى بيتها وتأكدنا من حالها ومرض زوجها فقال لي الشيخ الحائري أذهب إلى الطبيب صدر الحكماء وابلغه الخبر ليأتي الآن فورًا فذهبت واتيت بالطبيب فعاينه وكتب له دواءً فقال لي الشيخ: خذ هذه الوصفة إلى الصيدلية واشتر الدواء بدين على حسابي، فذهبت وجئت بالدواء ايضًا، ثم امرني الشيخ ان أذهب إلى دار بياع الفحم وآخذ منه فحمًا على حسابه ايضًا فجلبت معي الفحم ومقدارًا من الطعام، وفي تلك الليلة من الشتاء تهنئت العائلة الفقيرة بالطعام والدفء وانتعشت من ازمتها فالمريض باستعماله الدواء استعاد قواه "بعون الله تعالى"

وبعد ذلك سألني الشيخ الحائري "قدس": في اليوم كم تأخذ لنا من اللحم ولما اخبرته قال: أعط نصف هذا المقدار لتلك العائلة يوميًا. وعند ذلك قال الشيخ: الآن قم لنذهب وننام."
 
 

(١)عبدالكريم بن محمد جعفر اليزدي، أما لقبه ـ الحائري ـ الذي به اشتهر، فعائد إلى الحائر الحسيني في « كربلاء »، حيث أقام هناك مدّة من الزمن.

ولد الشيخ عبدالكريم في قرية تسمى مهرجرد من قرى يزد في إيران، وذلك في العام 1276هـ الموافق 1859م.

تُوفّي الشيخ الحائري عام 1355هـ الموافق لعام 1936م.
قد ترك مؤلفات جليلة أهمها: درر الفرائد في الأصول، وكتاب الصلاة.

انظر: مقدمة کتاب درر الفوائد : الحائري اليزدي، الشيخ عبد الكريم ج :١، تاريخ الفقه الاسلامي وأدواره/ الشيخ جعفر السبحاني.
ــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
قصص وعبر -٢-(مخطوط)/ عادل الجوهر.