أم الحمام: ندوة «حقوق القرآن الكريم» ضمن برنامج علوم القرآن

شبكة مزن الثقافية
سماحة الشيخ غازي الشبيب حفظه الله

وسط أجواء روحانية وحميمية عامرة بالحب والإيمان وشغف يستحث النفوس العطشى للانتهال من فيوضات شهر الله الأعظم شهر هو عند الله من أفضل الشهور ، أيامه من أفضل الأيام وساعاته من أفضل الساعات شهر دعينا فيه لضيافة الرحمن على مائدة القرآن استهل برنامج علوم القرآن الكريم بأم الحمام فاعلياته لاستقبال شهر رمضان  بندوة قرآنية مشتركة تحت مسمى


                                                                       (حقوق القرآن )

وذلك في الجمعة الأخيرة من شعبان المعظم  ليلة السبت الموافق 24/8/1425هـ  بمشاركة كل من :-

سماحة الشيخ غازي الشبيب المشرف العام على برنامج علوم القرآن بأم الحمام وسماحة الشيخ حسن المطوع ، وبحضور لفيف من المهتمين والفاعليات القرآنية كبرنامج القرآن نور بالقطيف وعلى رأسه سماحة العلامة الشيخ فيصل العوامي وبحضور سماحة الشيخ عيسى المحسن  وفرقة المجتبى للتواشيح الدينية والمساهمين في تمويل هذا المشروع وعلى رأسهم المحسن الوجيهة عبدالجبار أبو مرة وجمع من أهالي أم الحمام  والضيوف الأعزاء .

افتتح الحفل الطالب معتوق آل عبداللطيف بآيات قرآنية شريفة .

ثم قدم للندوة القرآنية الأستاذ صالح سعود نائب الرئيس ومسئول الشئون الثقافية بالبرنامج ،  بحديث مقتضب حول هذه المناسبة طعمها بلآلىء القرآن السنية والأحاديث النبوية المطهرة

تضمنت الندوة مجموعة من المحاور الرئيسية ، كان من أهمها :-

1 – مبحث لغوي وفقهي حول مصطلح الحق والواجب كمدخل لفهم الحق المتبادل بين البشر والقرآن
2 – دور حضور القلب في فهم القرآن.
3 – ما هو واجبنا تجاه القرآن ؟
4 – كيف نفهم القرآن الكريم  ؟
5 -  تسليط الضوء على برامج علوم القرآن الكريم بالمنطقة .

   تخلل ذلك مجموعة من مداخلات الجمهور .

 استهل سماحة الشيخ غازي الشبيب حفظه الله الندوة بقوله : سماحة الشيخ غازي الشبيب

هناك التزام وعلاقة  تبادلية بين الحق والواجب  وهو ما تعارف عليه البشر باسم الواجب أو الحق  فهما يختلفان بحسب الجهة محل الإطلاق مما للإنسان ومما عليه فإن كان له سمي حقاً وإن كان عليه سمي واجباً

لغوياً يرى ابن منظور في لسان العرب في تعريفه لكلمة الواجب والحق أنهما بمعنى واحد وهو الثبوت قال تعالى ﴿قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ (63) سورة القصص  ، أي ثبت وكذلك وجب يجب وجوباً إذا ثبت ولزم والثبوت الإلزام

أما الفقهاء فلم يحيدوا عن هذا الرأي فقالوا أن الواجب هو الإلزام بالفعل وقالوا أيضا أن الحق نوع من السلطنة والتملك ولكنه أقل ،  وعادة ما يتعلق بأحد الأمور الثلاثة أما الشخص أو العين أو العقد ومن الشواهد على ذلك :
 
• ما يتعلق بالشخص كحق القصاص وحق الحضانة وما شاكل ذلك
• وما يتعلق بعين الشيء كالرهن
• وما يتعلق بالعقد كالخيار سواء بفسخه أو الاستمرار فيه

ثم تطرق سماحة الشيخ حفظه الله للألفاظ المطلقة على القرآن الكريم قائلاً :
سمي القرآن  بأسماء عديدة مشهورة .  فلدى المحدثين والأصوليين والعلماء يقال  له  (الكتاب) واشتهر عند عامة المسلمين (بالقرآن) وبشكل أقل منهما شهرة  كلمة (مصحف) وإنما سمي المصحف مصحفاً لأنه أُصحِف أي جعل جامعاً للصحف المكتوبة بين الدفتين كما يقول أبن منظور في لسان العرب ج9 ص 186 مادة صحف  .

وترد كلمة كتاب بمعنيين ، تارة بالمعنى الأخص وأخرى بالمعنى الأعم فالأخص ما نطلق عليه نحن المسلمون لفظ القرآن أما الأعم فنجد أن القرآن الكريم استخدمه بما يشمل  كتاب المسلمين ، وكتاب اليهود ، وكتاب النصارى ، قال تعالى : ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) سورة البقرة .
وقال عز أسمه ﴿وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) سورة البقرة .
أما لفظ القرآن الكريم فيشهد عليه مجموعة من الآيات القرآنية منها  .
قال تعالى :  ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) سورة القيامة
وقال تعالى ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) سورة يوسف
وقال : ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ (185) سورة البقرة

 


بعدها قدم سماحة الشيخ حسن المطوع بعد الحمد والثناء والصلاة على النبي وآله المحور الثاني لهذه الندوة بحديث الرسول 1الأكرم صلى الله عليه وآله (من قرأ في شهر رمضان آية من القرآن كان له اجر من ختم القرآن في غير من الشهور) وحول دور حضور القلب في فهم القرآن الكريم ، صدر حديثه بأن شهر رمضان يدفع الإنسان إلى عمل رابطة قوية مع القرآن ومن يهجره في هذا الشهر لا بد أنه قد هجره في غيره من الشهور وقد كان الإمام الرضا يختم القرآن في شهر رمضان ثلاث مرات ويقول : لاني لا أمر على آية إلا أتدبرها.
وقراءة القرآن تعمل عملها السحري في هذا الشهر لأنه الشهر الذي نزل فيه ، ولأن القلوب تنجذب إليه ،  والقرآن فيه هدى وبينات وهو بلسم شاف للنفوس  ، وما أحوجنا لأن نطهر ونصفي أنفسنا لأن القلب يصاب بالصدأ والقرآن كما هو جلاء القلوب كما ورد عن النبي الأعظم
 وكل إنسان يستفيد من القرآن بحسب تفاعله معه والفارق بين قارئ وآخر هو مستوى حضور القلب والمطلوب في هذا الشهر ألا نتعامل مع القرآن على أنه مجرد طقوس فحسب لنجعل من هذا الشهر منطلق لفهم وتطبيق القرآن الكريم


ثم قدم سماحة الشيخ غازي الشبيب للمحور الثالث حول أهمية القرآن الكريم استتباعاً لكلامه الآنف الذكر فقال :-
عادة ما تكون الواجبات حقوق والحقوق واجبات بفارق ما للإنسان وما عليه والحق هو التزام بين طرفين مبني على أسس عقدية أو إنسانية ومن خلال ذلك تساءل سماحته ما هي حقوق القرآن ؟
وأجاب قائلاً : بمقدار معرفتنا بأهمية القرآن سنقوم بالواجب الذي علينا ومعرفة القرآن تارة تكون :-
1 -  بدليلية القرآن نفسه .
2 - وتارة من خلال تصورنا نحن البشر تجاهه فالأهمية التي نتصورها نحن لن تبلغ في الوصف الدقيق كوصف القرآن لها ، وعلى فرض أننا تصورنا تلك الأهمية فهي أما أن تكون بدليلية القرآن أو بدون ذلك فإن كانت بدليليته فهذا مما يصف فيه القرآن نفسه ، وإن لم تكن مستندة إلى دليل فلا يمكن أن نقنع بها كل المسلمين خصوصاً عندما نجد هذا الاختلاف والتمزق الحاصل بينهم كمذاهب وطوائف ومدارس   .
وأفضل المعرفة لاهمية القرآن ما عرف القرآن به نفسه ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (9) سورة الإسراء فهو يهدي لما هو أقوم في العقيدة وفي الفضائل الاخلاقية والقوانين الاجتماعية وفي اسرار الكون والحياة فهو بشكل عام يرسم خارطة السعادة للبشر .
وكل إنسان بطبعه وفطرته يبحث عن السعادة والطمأنينة ولن يجدها في غير القرآن .
 انطلاقاً من هذه المقدمة يمكننا معرفة واجبنا تجاه القرآن الكريم فالواجب المطلوب تجاه القرآن  في مسارين :


1 – الأول نظري وهو على قسمين :

أ -  معرفة انتسابية أي إلى من ينسب هذا القرآن
ب- معرفة تحليلية

2 – الثاني عملي

هذا القرآن متوفر في العالم بتسعة وثلاثين لغة ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من أكبر المجمعات الطباعية في العالم ويقع على مساحة 200.000 متر مربع ويعمل فيه نحو ألفي شخص وينتج سنوياً  ما يقارب عشرة ملايين  نسخة باللغات المختلفة والذي تم توزيعه إلى الآن ما يقارب 145 مليون نسخة .
 فحينما يجهله القارئ لن يتمكن مثلاً  من فهم قراءة ورش والتي تقرأ في شمال أفريقيا مثال ذلك قراءة ﴿ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ بحذف النقطة من على النون مع نطقها ووضع نقطة واحدة على القاف والاختلاف في أرقام الآيات والسور وهذا اختلاف في القراءة وليس اختلاف في نص القرآن ذاته ومعلوم أن أقدم مخطوطات القرآن الكريم تميّز بوضوح الآيات بعلامات معيّنة مثل النقط أو الأقراص أو الخطوط ، أمّا وضع الأرقام كعلامات لتمييز الآيات وكتابة عددها فلم يظهر إلاّ بعد ذلك وهنا يتداول ما يقرب الثمانين في المائة من المسلمين قراءة حفص بالمشرق وآسيا  ولذلك تسمى بالقراءة الشرقية وهي قراءة حفص الذي أخذها من عاصم أحد مشاهير القراء في الكوفة ،  ونسبة أخرى من المسلمين في المغرب تقرأ القرآن على قراءة ورش أحد القراء الذين درسوا بالمدينة  ولذلك تسمى بالقراءة الغربية وهناك 14 قراءة للقرآن المشهور منها 7 قراءات لذلك قال الرسول "أنزل القرآن على سبعة أحرف.".
وقد حفظ الله القرآن خلاف ما عليه بقية الكتب والدوواين وقد تعهد الله بحفظه بقوله (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) . مثلا إن ما ينسب إلى عمر الخيام من رباعيات بلغ عدده  200 رباعية للخيام بينما المنسوب لعمر الخيام 20 عشرون رباعية فقط وذلك نتيجة استحسان من نسج على شاكلتها فاستحقت هذا الإطلاق وأخذت حظها من الشيوع بينما القرآن الكريم حفظه الله وصانه من التحريف والنقص والزيادة  .

2 – المعرفة الأخرى هي المعرفة التحليلية
هناك مدارس كثيرة جاءت لدراسة القرآن الكريم ، فالأشاعرة مثلاً أخذت بالتفسير الحرفي للقرآن فقالت بيد لله ووقعت في مطب التجسيم وقامت على أساس هذه المدرسة كثير من المباني العقدية الخاطئة التي استمرت إلى يومنا هذا ، ومدارس أخرى أنكرت قدرة العقل على فهم النص القرآني فاقتصرت على حجية الأخبار الواردة ، وفئة ثالثة اتخذت القرآن مطية ومصلحة وفسرته تحاملاً وتأويلاً يتكيف مع رغباتها وهكذا دواليك ،  والسؤال هو أنه هل استطاعت هذه المدارس وغيرها فهم القرآن كما ينبغي له ، أو كما أراد الله لنا أن نفهمه  ؟
هنا نصل للقناعة بأن أفضل فهم للقرآن هو القرآن ذاته لان القرآن يفسر بعضه بعضاً ، وفي الكلام مباحث علمية دقيقة وموسعة فالقرآن صامت وناطق وأهل البيت امتداد الوحي وهم خير من يترجم معاني القرآن الكريم قال تعالى : ﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7) سورة آل عمران.

ثم بعد ذلك تخلل الندوة فاصل قصير من القراءة الجماعية للقرآن والتواشيح  قدمتها فرقة الإمام المجتبى عطرت الأجواء  بنفحات الإيمان

 

بعدها استكمل عوداً على بدء سماحة الشيخ حسن المطوع حديثه قائلاً :-

من المتسالم عليه أن بمقدور أي إنسان التدبر في القرآن الكريم ضمن الضوابط الشرعية وهذا يتأتى على عدة صور

1- التدبر العام في المعاني والمفاهيم من قبيل  النعيم والتقوى كقوله تعالى في سورة النبأ  (حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا)  يقول أمير المؤمنين   في خطبة 193 في صفات المتقين لهمام الواردة في نهج البلاغة « أما الليل فصافّون أقدامهم ،  تالين لأجزاء القرآن ، يرتلونه ترتيلا ، يحزنون به أنفسهم ، يستثيرون به دواء دائهم ،  وإذا مرّوا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وأبصارهم فاقشعرّت منها جلودهم ووجلت قلوبهم ،  فظّنوا أنّ صهيل جهنم وزفيرها وشهيقها في أصول آذانهم ،  وإذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا ،  وتطلّعت أنفسهم إليها شوقا ،  وظنّوا أنّها نصب أعينهم) .
 وإذا تشوق القلب إلى نعيم الله دفعه إلى تطبيق قيم الله والابتعاد عن محارمه هذا الشكل من الحضور والتدبر مطلوب يقول تعالى ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (17) سورة القمر

2 – هناك حضور أعلى من هذه المرتبة تكون صفته أن يكون لدى القارئ إلمام بتأويل وتفسير وأحكام وأسباب نزول الآيات ومعرفة بأقوال الفقهاء وعلى دراية  بعلوم القرآن الكريم مما يؤدي إلى أنتاج ثقافة قرآنية تؤهل الإنسان لحضور القلب الذي يود أن يستزيد للاستفادة من القرآن كلٌ بحسب طاقته وفكره ودرايته ومعرفته ولو تأملنا في آداب قراءة القرآن لعلمنا أنها وضعت لتعميق هذه الحالة من قبيل الوضوء ،  وهذه الآداب هي بمثابة المستلزمات التي تساعد على حضور القلب والتفاعل مع القرآن الكريم لتوفير الأجواء الروحانية لتنعكس على شخصية الإنسان ، ولعل حادثة السقائين الذين كانوا يمرون على الإمام السجاد لاستماع تلاوة القرآن خير مثال على ذلك  قال تعالى  ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) سورة الحشر

 ثم قدم الأستاذ صالح سعود بعضاً من تساؤلات الجمهور المتعطش لاستهلال شهر رمضان المبارك طالباً من سماحة الشيخ غازي الشبيب الحديث عن الصور المشرقة  كمصداق للجانب العملي لفهم القرآن لتسليط الضوء على برامج القرآن الكريم في المنطقة فقال سماحته :

قد لا يستطيع الكثيرون فهم الجانب النظري وإدراكه وهو واجب كفائي فإذا قام به بعض سقط عن الآخرين ،  لكن الواجب العملي هو مسئولية الجميع فالآباء يشجعون أبنائهم ، والأبناء يحفظون ،ورجال الأعمال يدعمون ، والعلماء يقودون .

فكلٌ تقع على عاتقه مسئولية العمل لدفع عجلة النشاط القرآني ،  فكلٌ بحسب تكليفه ، فبحمد الله ومنه نشأت في مج5تمعنا في السنوات الأخيرة مجموعة من اللجان المختصة جاءت امتداداً لحلقات الكتاتيب التي كانت سائدة في أجيال آبائنا ، فهذه اللجان تقوم برعاية القرآن وتعنى بشئونه بجميع أبعاده بدءاً بالحفظ والتلاوة وانتهاءً بالمؤتمرات والندوات   والدراسة والتحقيق مروراً بالتجويد والمعاني والعلوم القرآنية الأخرى
ومجتمعنا الآن يحتضن بين جوانبه عشر لجان قرآنية في مناطق متعددة تضم كوادر نسائية يحق لنا أن نفتخر بهن  ، والأمل معقود على العاملين والناشطين في كل منطقة بأن يساهموا في أشاعة الجو القرآني في كل مدينة وقرية بحيث لا تبقى قرية إلا وقد برز فيها حفاظ وقراء وعلماء يحملون أشعاعات وإضاءت النور المبين من هدي الآيات الكريمة  ، فاللجان العاملة الآن :

• في القطيف ، لجنتين .. مؤسسة القرآن نور تحت أشراف سماحة العلامة الشيخ فيصل العوامي ، وفرقة الإمام المجتبى .
• في أم الحمام مؤسسة علوم القرآن الكريم تحت أشراف سماحة الشيخ غازي الشبيب .
• في الأوجام مجلس أهل البيت تحت أشراف فضيلة  الشيخ علي الناصر
• في صفوى برنامج أصدقاء القرآن تحت أشراف الشيخ صالح آل إبراهيم
• في الاحساء دار الرحمن لعلوم القرآن تحت أشراف الشيخ عبدالله الياسين .
• في تاروت لجنة الذكر الحكيم 
• في الجارودية لجنة سفينة النجاة
• في سيهات لجنة أنوار القرآن
• في الدمام ملتقى القرآن الكريم


وأغلب  هذه اللجان تحتاج إلى  الدعم المعنوي والمادي وهناك اقتراحات لتطوير هذا العمل للتقدم والانطلاق وهي في تداول مستمر بين هذه اللجان خصوصاً ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك شهر القرآن واختتم دعوته بالحديث الوارد عن السكوني عن الإمام الصادق عليه السلام قال :  قال رسول الله : (إن أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميين ما خلا النبيين والمرسلين، فلا تستضعفوا أهل القرآن حقوقهم، فإن لهم من الله العزيز الجبار لمكاناً ) وسائل الشيعة ج6 ص 174 ب4  .
وعنه : "أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل."
وعنه "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.".

وعنه "إن أكرم العباد إلى الله بعد الأنبياء العلماء ثم حملة القرآن، يخرجون من الدنيا كما يخرج الأنبياء، ويحشرون من قبورهم مع الأنبياء، ويمرون على الصراط مع الأنبياء، ويأخذون ثواب الأنبياء، فطوبى لطالب العلم وحامل القرآن مما لهم عند الله من الكرامة والشرف."

في الختام جرى تداول بعض المداخلات أجاب عليها كل من سماحة الشيخ غازي الشبيب وسماحةالشيخ حسن المطوع7
• حول من له حق التفسير
• الفرق بين التفسير والتأويل والتدبر 
• هل استفاد أهالي أم الحمام من برنامج علوم القرآن الكريم حيث أجاب سماحة الشيخ غازي بأن هذا المشروع الذي أكمل عامه العاشر استفاد منه كل بيت في أم الحمام بواقع 1600 طالب وطالبة فهناك أكثر من ألف طالب يحفظ جزء عم بالاضافة لكبار السن الذين حفظوا أغلب القرآن ومنهم الضرير إبراهيم الشبيب

وقد أعلن برنامج علوم القرآن الكريم عن برامجه الرمضانية اليومية والتي ستبدأ في الخامس عشر من رمضان المبارك وكذلك عن موعد تخريج الدفعة الحالية قبيل رمضان
ثم كانت كلمة أخيرة  لسماحة الشيخ حسن المطوع حث فيها الحضور على استثمار أيام الشهر الفضيل شهر رمضان الكريم بالتأمل وإمعان النظر في الآيات القرآنية واستنطاقها لمعرفة الحلول والعلاجات للمشاكل والأمراض .
وكلمة أخيرة للشيخ غازي الشبيب أكد فيها على نقطتين  :
الأولى : عدم التعامل القشري والسطحي مع القرآن .
الثانية : عدم أخراج الذات من الخطابات القرآنية . 
وأختتم اللقاء بكلمة شكر مشتركة والدعوة للاهتمام لشيوع المظاهر القرآنية لاستنطاق القرآن عملياً وفهمه بشكله اللائق .

 

8    2

09    01