يكفي هتكاً لأرواح الشباب

بسم الله الرحمن الرحيم

ها هي قرية الخويلدية تودع أحد شهدائها الشاب الذي رحل بسبب حادث مروري سببه جملٌ سائب أثناء سفر الشاب إلى عمله الواقع قرب وادي الدواسر .

وكم ودعت قرى أخرى شبانها بنفس الكيفية أو أعظم ؟ وهل ستودع قرى و عوائل شبانها ليكونوا شهداء محتسبين عند الله سبحانه وتعالى ؟ فالجميع يعرف عظم فقد الشباب ومدى تأثيرها على كل إنسان ليس فقط الأسرة والأقارب .

نحن نعلم أن أي قانون وضعي من قبل البشر قابلٌ للأخذ أو الرد ( إما أن يكون في مصلحة البشر أو لا ) ولا يمكن معرفة ذلك إلا بعد التجربة والتنفيذ ، وهذا ما رأيناه في قانون فرض على كل من يمتهن التدريس بأن يتغرب عن بلده سنة أو أكثر حتى تقرر الوزارة نقله إلى منطقته ليستقر أخيراً بعد عناء السفر والغربة .

إلا أن المتتبع لمعاناة الكثير من المدرسين والمدرسات لا يرى بأن هناك فائدة قد حُصلت من مثل هذا القانون إلا التعب والغربة الطويلين اللذين يفقدان الإنسان صبره وجلده من كثرة التنقل ، فمأساة انتظار نقل المعلم أو المعلمة تطول حتى تصل إلى أكثر من ست سنوات أو تزيد ليتم نقلها ، وقبل فترة سمعنا بالمعلمة التي لم تستطع أن تقرأ خبر نقلها والسبب يعود إلى أنها فارقت الحياة وأصبحت شهيدة لأنها كانت تؤدي عملها في مكان نائي بعيدة عن أهلها .

أوجه رسالتي هذه إلى وزير التربية والتعليم ولكل من يضع قوانين العملية التعليمية في المملكة العربية السعودية .

لماذا هذا القانون الذي يجعل ممن يقطنون المنطقة الشرقية الذهاب للمنطقة الغربية للتدريس هناك والعكس ومن بالشمال يذهب للجنوب ؟

ألا يمكن للوزارة أن تقوم بعملية جرد للمدرسين قبل التوظيف وترى حاجة المنطقة للمدرس ذو الاختصاص المناسب وتبحث عن شخص يقطن نفس المنطقة أو قريب منها حتى توظفه هناك ؟ أيجب علينا أن نستمر في تغريب الناس ؟

لم نحصل سوى آلام وفجائع الأهل والأقارب لفقدان أحبتهم من رجال ونساء ، أما بالنسبة للمسئولين فلا أحد يفكر أن يوجد حلاً يريح العاملين في مهنة التدريس من التغريب ، ربما لأنهم لم يفقدوا عزيزاً منهم بسبب هذا القانون ، أو لأن أرواح الأبرياء رخيصة في نظرهم حتى لا يحاولوا جاهدين تغيير مثل هذه القوانين ؟! .

رسالتي هذه لن تصل لهم لأن قبلي كثيرون كتبوا ، وما ( برنامج طاش ماطاش ) الذي تحدث عن مثل هذه الوقائع إلا رسالة من ألاف الرسائل لكن ، لا حياة لمن تنادي ، ولكن لأنني ممن ألامه فقد عزيز له وأحزنه مصابه الجلل خصوصاً بسبب هذه القوانين الوضعية لزم عليَّ أن أكتب لعل شخصاً يقرأ ما كتبت فيوصل رسالتي للمسئولين أو يتطفل عليها مسئول بالصدفة فيقرأها ويشعر بمعاناتي ومعاناة بقية الأسر لفقد شبابها فيفكر بحلول أخرى مفيدة للجميع .

إلى كل من فقد عزيزاً على قلبه بسبب هذا القانون الإلزامي أرفعوا أصواتكم مطالبين بتغييره علنا بكثرة الأصوات نحصل على مبتغانا إن شاء الله تعالى إنه على كل شيء قدير .