صفوى : رئيس لجنة مركز القرآن الكريم بجمعية الصفا الخيرية بصفوى سماحة الشيخ / صالح البراهيم

شبكة مزن الثقافية أعداد وحوار .. علي المرهون – يحيى السلمان
سماحة الشيخ صالح البراهيم حفظه الله

 

المصدرُ المُلهمُ لـ كُلِّ من ينشد علو الحرف، و استقامة المنطق ، " القرآن الكريم " الكتاب الذي فجّر النور بين جدران العتمة، و خلق من الحقيقة ما حطم به أساطير الدُّنيا و أفكها، " القرآن الكريم " الكتاب الذي بذر الألق و أثمر الوهج فأينع الكون به ،وَ انتشى الندى فتفتحتْ أزهار العلم، و بزغ عالم المعرفة، و انبلجَ الفجرُ عن أفقٍ جديد..!

أن تحمل قبساً من نور هذا المشعل ، فأنت تنير الدرب لتخطو واثقاً على أرض تأمن فيها من الزلل ، فأنت تخدمه لا لتوفر له شيئاً ، بل لتنهل من معينه رشفات نور تضيء ما أظلمّ من ليلك الحالك .

صفوى بين يديك تنفرد بهذا اللقاء المطول مع سماحة الشيخ صالح البراهيم رئيس لجنة مركز القرآن الكريم في جمعية الصفا الخيرية بصفوى ...

 نص الحوار :  

  •  متى كانت الانطلاقة الحقيقية للأنشطة القرآنية في صفوى؟

بسم الله الرحمن الرحيم " الحمد لله الذي أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان " والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين ، المتتبع للنشاط القرآني في المنطقة يجد أن لمدينة صفوى الأسبقية في بداية النشاط القرآني بحلته الجديد وأطروحته المؤسسية المتميزة .. بداية النشاط القرآني في صفوى كانت عام 1413هـ وكان عبارة عن مجموعة من البرامج والدورات التأهيلية لمجموعة من طلبة الجامعات والأساتذة بغية إعداد مدرسين للدورات القرآنية المستقبلية ، وفي عام 1414هـ كانت الانطلاقة الحقيقة للنشاط القرآني في صفوى ، وأذكر أنه كان تحت مسمى " برنامج أصدقاء القرآن" وكان البرنامج يحمل على عاتقه مجموعة من الأهداف تخريج جيل حافظ لكتاب الله فاهم لمعانيه عامل بما فيه ، وقد أقيمت الدورات القرآنية في مجموعة من المساجد في صفوى هي مسجد الإمام الحسين ومسجد الإمام الحسن ومسجد النور ومسجد الإمام الحجة (عج) ، وقد وُجهت هذه الدورات للأطفال خصوصاً من طلاب الصف الأول إلى السادس الابتدائي ثم توسع البرنامج ليضم بقية شرائح طلاب المدارس وقد كان الإقبال على هذه الدورات كبيراً وهو يدلل على شوق أهل هذه البلد لوجود مثل هذه الأنشطة القرآنية ، ثم أما الهدف الثاني الذي يساند الهدف الأول ، وهو إشاعة الجو القرآني في المجتمع لربطه بكتاب الله ، وبما أن النشاط القرآني بهذه الصبغة المؤسساتية يعد جديداً على المنطقة استلزم تهيئة أرضية مناسبة ، فأقرت مجموعة من البرامج لتحقيق هذا الهدف ، كالمسابقات القرآنية على سبيل المثال وقد لعبت هذه دوراً كبيراً في تحفيز الكثيرين للاشتراك في الدورات القرآنية ، كذلك أقيمت أمسيات وملتقيات قرآنية في سبيل تحقيق الهدف الثاني وهو إشاعة حالة من العلقة المتواصلة بالقرآن الكريم ، كذلك تم تحديد آخر جمعة في شهر شعبان من كل عام يوماً للقرآن الكريم في المنطقة كاملة كان يشتمل على ندوات وأمسيات وإصدار نشرات تحث على تعلم القرآن الكريم . لا ننسى أن امتداد مسيرة تعليم القرآن الكريم في صفوى ضارب في أعماق الماضي فالتاريخ يحكي لنا أن صفوى ضمت العديد من "المعلمين أو الكتاتيب" كان هدفهم الأول تعليم القرآن الكريم للأجيال الناشئة ، لكن كمشروع منظم ومدروس لم يبدأ سوى في 1414هـ رغم العقبات الكثيرة التي واجهها القائمون على هذه الأنشطة والتي لم تزدهم إلا إصراراً وحماس لتطوير هذه البرامج والأنشطة.

  • كيف تصفون النظام التعليمي في بداية انطلاقة الأنشطة القرآنية في صفوى؟


سعى القيّمون على هذه الأنشطة منذ انطلاقتها إلى التعرف على أساليب التعليم وأطلعوا على أمثلة مقاربة خصوصاً في إطار المملكة العربية السعودية فقاموا بمراسلة جمعيات تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في أنحاء المملكة كذلك حلقات القرآن الكريم المنتشرة في المساجد والتي إن دلت على شيء فهي تدل على الاهتمام الذي توليه الدولة لتعليم القرآن الكريم ، فما من مدينة ولا قرية إلا توجد بها جمعية لتحفيظ القرآن الكريم وحلقات قرآنية منتشرة في مساجدها فرأينا من جهة أن نتأسى ببقية المناطق في وجود هذه الحلقات والأنشطة القرآنية ومحاولة الإستفادة من تجارب الآخرين ممن سبقونا من جهة أخرى  فطلبنا منهم مجموعة من التقارير والمناهج التعليمية التي يعتمدونها وحاولنا أيضاً التعرف على طريقة التدريس واستفدنا منهم كثيراً . لذلك اعتمد البرنامج في بدايته على استقبال عدد لا محدود من الملتحقين بهذه الدورات القرآنية حتى وصل في أيامه الأولى  إلى قرابة المائتين مشترك ، في حين كان عدد المعلمين محدوداً لذلك سعينا للاستفادة من خبرات عدد من طلبة كليات المعلمين حيث تولي هذه اهتماماً بالدراسات الإسلامية مما يمنح الطلبة مهارات تتعلق بالتلاوة والتجويد ، كذلك سعينا للاستفادة من خبرات بعض الآباء ممن يتقنون تلاوة القرآن الكريم في سبيل استيعاب الأعداد الكبيرة الملتحقة بالبرامج ، كل هذه المحاولات لم تفلح في سد الحاجة للمزيد من المعلمين مما اضطرنا في بعض الأحيان لزيادة حجم حلقات التدريس لتستوعب عدداً أكبر من الطلبة حتى بلغ 25 طالب وهو عدد كبير بالنسبة لأطفال في حلقة قرآن كريم .


وضعنا مجموعة من المناهج الدراسية شملت الحفظ والتجويد والتلاوة والثقافة القرآنية.واستمرت هذه الأساليب مدة سنتين تقريباً أي منذ الانطلاقة حتى عام 1416هـ ، توقف تشكيل الحلقات القرآنية في هذا العام وامتد الإيقاف قرابة العام ونصف العام ، فتعالت الأصوات المستفهمة لهذا القرار مطالبة بإعادة الحلقات الدراسية في ظل استمرارية بقية الأنشطة كالمسابقات والملتقيات وغيرها ، وقد كان سر التوقف هو محاولة صياغة نظام تعليمي متكامل للحلقات القرآنية بمقدوره تحقيق الأهداف الموضوعة وتوفير طاقم تدريسي متكامل ولذا خلال هذه الفترة قمنا بإلحاق عدد من المعلمين بحلقات الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم  الكريم بغية الحصول على إجازات رسمية بتعليم القرآن الكريم وكسب المهارة المطلوبة  وكانت بداية الأمر بحلقات في جامع صفوى كان يشرف عليها الشيخ عبدالرقيب ، ثم انتقلوا للدراسة في حلقات القرآن في مدينة القطيف ثم إلى الدمام حيث المستوى الأرفع وحصلوا على الشهادات المطلوبة ولقب "معلم" .


ترافق هذا مع عمل حثيث لصياغة خطط واضحة للنظام التعليمي في هذه الحلقات وإعداد المناهج التدريسية المناسبة بالاستفادة  من خبرات الآخرين وكان من أبرز معالم تلك الخطة ألا تزيد حلقة القرآن الكريم الواحدة عن 15 طالباً حتى تتأتى للجميع الفائدة المرجوة.


والإصرار على عدم زيادة عدد الحلقات في حال زيادة أعداد الملتحقين إلا بتوفر معلمين بمقدورهم تغطية العدد المتزايد من الملتحقين بهذه الحلقات سعياً لبلوغ الأهداف المرسومة بشكل صحيح ، رغم التساؤلات والانتقادات التي طالت هذه القرارات. وفي عام 1418هـ كانت الانطلاقة الثانية لأنشطة القرآنية في صفوى وقد كانت الانطلاقة الأقوى بعض ترسيم أنظمة واضحة وتلافي سلبيات العمل السابق ، ووجود طاقم تدريسي ذو كفاءة عالية.

 

  •   كيف كان تعاون المؤسسات الخيرية والاجتماعية مع الأنشطة القرآنية؟

كل المسلمين يستشعرون المسئولية والواجب الذي عليهم تجاه القرآن الكريم ، لذلك فالكل يسعى للتشرف بخدمة القرآن الكريم والأنشطة القرآنية ، سواء كان ذلك على صعيد الأفراد فقد لقينا الدعم المعنوي والمادي من المؤمنين الذين قدموا العون لنا ، كذلك على مستوى المؤسسات فقد لقينا الدعم الكبير فقد قامت المؤسسات الخيرية والاجتماعية بفتح أبوابها لاحتضان هذه الأنشطة القرآنية وعلى رأسها نادي الصفا الرياضي الاجتماعي الثقافي وجمعية الصفا الخيرية وبقية المؤسسات الاجتماعية فالجميع ولله الحمد يستشعر المسئولية تجاه كتاب الله وأهمية وجود الأنشطة العاملة في سبيل تحقيق رسالته وتقوية العلقة وقد عاد هذا التعاون بالفائدة على الطرفين وعلى سبيل المثال فنادي الصفا أول من فتح بابه للعديد من الأنشطة القرآنية كالمسابقات القرآنية الرمضانية والصيفية والمعرض القرآني وغيره وقد كسب النادي من خلال هذا التعاون شرعية وقابلية وتفاعل وحضور من قِبل أبناء البلد واكتسبت تلك البرامج دعم وحرية الحركة وتوفر المكان المناسب . جمعية الصفا الخيرية بدورها وبما تضطلع به من مسئوليات خيرية واجتماعية فقد بادرت باحتضان النشاط القرآني ، فالذاكرة تسعفني لأقول أن الجمعية رفعت طلباً للوزارة لإقامة النشاط القرآني وقد وصلت الموافقة وبالتنسيق مع الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الدمام وتم التنسيق بين عبر ممثل جمعية التحفيظ في صفوى الشيخ عبدالرقيب ، فكان عام 1422هـ كان باكورة النشاط القرآني في جمعية الصفا الخيرية ، ومثل هذا النشاط موجود في كل الجمعيات الخيرية في المملكة ، لذلك رأت أهمية رعاية هذه الأنشطة القرآنية بعد ما رأته من تفاعل طيب وصدى مميز في المجتمع ، وهنا كانت الانطلاقة الثالثة والمميزة للنشاط القرآني عام 1423هـ ، وقد أخذ هذا الدور بعداً أكبر فتحول النشاط القرآني إلى لجنة رسمية ضمن لجان الجمعية الخيرية بمسمى "لجنة مركز القرآن الكريم" شانها شأن بقية اللجان العاملة وقد منحت هذه الانطلاقة النشاط القرآني المزيد من التميز والشفافية في العمل ، وبدأ العمل بباقة من الدورات القرآنية مترافقة مع مراجعة للنظام الدراسي ونظام الامتحانات والمناهج ، وتم تعيين بعض المقرات الدراسية الثابتة والمركز الآن يتمتع بإدارة ومنهجية عمل تجعله أحد أهم المشاريع المؤسساتية في المجتمع.

  •   ما هي الأهداف التي أنشئت من أجلها لجنة مركز القرآن الكريم؟

على رأس أهداف المركز خدمة كتاب الله الكريم وهو الدور الذي يتطلع له كل مسلم ليحظى بذلك على سعادة الدنيا والآخرة وليكون القرآن له شافعاً يوم القيامة ، وكما ورد عن رسول الله صل الله عليه وآله " أشراف أمتي حملة كتاب الله" ، الهدف الآخر هو مواصلة ما بدأ به أهل هذه البلدة الطيبة من السعي لتخريج جيل حافظ لكتاب الله فاهم لمعانيه عامل بما فيه والدورات القرآنية المتنوعة التي يقيمها المركز هي تحقيق لهذا الهدف ، الهدف الآخر وهو أيضاً ليس جديداً بل امتداد للأنشطة القرآنية السابقة وهو إشاعة الجو القرآني في المجتمع حتى لا نكون من المشمولين بالآية المباركة "وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً " ، أمرٌ آخر هو سد حاجة شباب المجتمع في استثمار أوقات فراغهم بالشيء الصالح والمفيد ، خصوصاً في ظل موجة الغزو الفكري التي تجتاح العالم الإسلامي سواء تلك المعلنة الهدف أو تلك التي تلبست بلباس الإسلام والإسلام منها بريء التي تحاول تجيير القرآن لخدمة مصالحها وغاياتها وتسعى باسم القرآن للتغرير بالشباب وتزج بهم فيما يعود بالضرر على الدين والمجتمع.

  •  ما هي الأنشطة والفعاليات التي يزاولها المركز حالياً؟ وما هي تطلعاته في المستقبل؟

حالياً يزاول المركز باقة كبيرة من الأنشطة ، تنقسم لنوعين : دائمة ، وموسمية :
 الأنشطة التعليمية الدائمة :  تضم الدورات القرآنية كدورات الصغار وهي تجربة جديدة استغرقت قرابة الستةأسابيع ونجحت ولله الحمد فقد سجلت الدورة تميزاً بالنسبة لبعض المشتركين إذ تخرج بعض الأطفال وهم يحفظون جزء عم  كاملاً علماً بأنهم في الصف الأول الابتدائي وهو أمر طيب جداً ، الدورات الأخرى وهي دورات البراعم وتضم الطلاب من صف الرابع الابتدائي حتى الأول المتوسط ، وكان المشتركون قرابة ال70 طالب توزعوا على 8 مستويات ، يستغرق الواحد منها نصف عام دراسي ، أي أن الطالب يدرس أربع سنوات ليكمل جميع هذه المستويات ، وكذا من جملة الدورات الأخرى والتي لاقت إقبالاً طيباً وهي الدورات المتخصصة للكبار وقد نفذنا خمس دورات والواحدة منها تستغرق قرابة الثمانية أسابيع ، و للتو انتهت الدورة التي ضمت قرابة ال40 مشترك توزعوا على حلقتين ، وقد استفدنا من جهاز الكمبيوتر في هذه الدورات إذ كانت الدروس تعرض على جهاز العرض الإلكتروني " البروجكتور " وكانت تنقل مباشرةً للقسم النسائي الذي ضم قرابة ال30 مشتركه ، وقد قام بتدريس هذه الدورة الأستاذين المتميزين عبدالحميد الفريد و محمد القزاز وهما حاصلين على شهادة معلم من جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالدمام ، علماً بأن هذه الدورة كانت أول الأنشطة المقامة في جامع الكوثر بعد افتتاحه للدلالة على التعاون بين مركز القرآن الكريم بالجمعية الخيرية  والمساجد في صفوى  ، وهذا أمر يحتاج للتأكيد عليه تشجيعاً للقيومين على المساجد في المنطقة لاستضافة الحلقات القرآنية في المساجد ، وهذا أحد التطلعات المستقبلية لنا إذ نسعى لأن تضم جميع المساجد في صفوى حلقات للقرآن الكريم وقد بدأنا فعلاً في وضع الخطط الكفيلة بتحقيق هذا الهدف ، وإن شاء الله يتحقق هذا قريباً فإن هنالك علاقة وثيقة لا تنفصل ما بين القرآن الكريم والمسجد ينبغي التأكيد عليها وإبرازها ، عن النبي ص الله عليه وآله وسلم قال " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم فيمن عنده" .

الأنشطة الموسمية : وهي باقة من البرامج تسعى لإشاعة الجو القرآني في المجتمع وهذه تضم المسابقات وعلى رأسها مسابقة الحفظ والتلاوة في شهر رمضان المبارك للمشتركين من مختلف الأعمار ولله الحمد تلقى هذه المسابقة تفاعلاً كبيراً يصل في بعض الأحيان إلى 200 مشترك ، وتلقى هذه المسابقة دعماً من أصحاب الجود والعطاء في المجتمع مثل الوجيه " علي الحي -  أبو عبدالله " الذي تكفل برعاية المسابقة في السنتين الماضيتين كإهداء لروح والدته – رحمها الله – وفي هذا الأمر تشجيع وتحفيز لبقية أهل الخير ليدعموا المشاريع القرآنية ليحققوا الأجر والثواب مصداقاً للصدقة الجارية . مسابقة أخرى هي مسابقة الحَفَظَة وهذه تقسم إلى عدة أوجه تبدأ من ثلاثة أجزاء إلى ربع الجزء وهي مقسمة للرجال والنساء كسابقتها الرمضانية. المسابقة الأخرى هي مسابقة البحث القرآني التي بدأناها منذ قرابة السنتين ، وهي عبارة عن البحث في موضوع قرآني معين والهدف منها تشجيع حركة البحث في مجال القرآن الكريم من جهة وإثراء المكتبة القرآنية من جهة أخرى ، أيضاً تضم الأنشطة الموسمية المسابقة الصيفية القرآنية للمجالس وهي عبارة عن مسابقة تضم عدة فرق بنظام الدوري وتستمر قرابة الشهر ولله الحمد فهي تلقى قبولاً وتفاعلاً كبيراً وهي تقام على مسرح نادي الصفا برعاية مفروشات العصفور.


أيضاً من جملة الأنشطة الموسمية المعرض القرآني الذي يضم عدة أجنحة أحدها يهتم بالتراث القرآني وآخر يهتم بالإصدارات القرآنية، آخر يضم الخطوط القرآنية، وجناح يضم لوحات قرآنية دعي إليه نخبة من الفنانين. كما يضم جناحاً خاصاً بالمدارس وقد لقي إقبالاً كبيراً . أيضاً يدخل "الملتقى القرآني" ضمن البرامج الموسمية وهو ملتقى يضم نخبة من المهتمين بالشأن القرآني ينعقد على أعتاب شهر القرآن شهر رمضان الكريم ، ويتداول فيه المواضيع و البرامج القرآنية ، ويلقى هذا الملتقى صدى كبيراً في أنحاء المنطقة ، كذلك المجلس القرآني وهو عبارة عن مجلس مصغر يضم المرتبطين بالشأن القرآني في صفوى من مدرسين وعاملين وداعمين وكتّاب وهو للتشاور في الجانب القرآني وتكريم للقيمين على الجانب القرآني وقد أقيم أول مجلس في شهر ربيع الأول من هذه السنة في جامع الكوثر. هذه أهم الأنشطة القرآنية التي يضمها لجنة مركز القرآن الكريم، بالإضافة إلى بعض الإصدارات الدورية التي يوزعها المركز.

أما بالنسبة للتطلعات المستقبلية التي نسعى لها فهي عديدة بدأنا تحقيق أولها هذا الشهر وهي إصدار مجلة قرآنية تهتم بالأنشطة القرآنية في صفوى تغطي جزءاً من الجانب الإعلامي والذي كنا نفتقده في الأنشطة السابقة نأمل أن هذه النشرة تسد ذلك النقص وتعد هذه النشرة هي نواة لمجلة نسعى أن تكون إصداراً بارزاً على مستوى العلوم والثقافة القرآنية في الوقت القريب.
كذلك من جملة التطلعات التي نعمل على تحقيقها كما ذكرت سابقاً نشر الحلقات القرآنية في جميع مساجد صفوى وهو أمر نعمل عليه بجد ، قد لا يلتفت له الكثيرين حالياً لكن القريبين يعلمون بجدية هذا التطلع وسعينا بكل السبل للوصول إليه ،كما أننا نسعى لزيادة الطاقم التعليمي في المركز وهذا ما بدأنا فيه منذ قرابة السنتين فلدينا الآن قرابة ال13 ملتحق بالدورات القرآنية في جمعية تحفيظ القرآن الكريم في الدمام للحصول على شهادة معلم ، علماً بأن المركز يضم نخبة من الحاصلين على شهادة معلم وغيرها وهم يمارسون التدريس الآن في المركز و على رأسهم الأساتذة : فتحي الهاني – وجيه الغريب – محمد المرهون – ياسين السادة – فؤاد القصاب – علي الداوود ، غيرهم أيضاً من أصحاب الكفاءة في التعليم القرآني . من جملة التطلعات أيضاً غرس حالة من الشغف بالقرآن الكريم في المجتمع وحب تلاوته واستماعه وتعلم علومه ليكون هذا همّ جميع أفراد المجتمع ، لتعود تلك العادات و السلوكيات الطيبة التي مارسها الآباء في السابق إذ يهتم كل أب بإيصال ابنه إلى " المعلم " ليتعلم القرآن الكريم وهو دلالة على اهتمامهم الكبير بالقرآن لشدة الحب والتعلق بالقرآن الكريم ، لتترافق هذه الحالة مع حالة الاهتمام التي يوليها الآباء بتعليم أبناءهم أساسيات التعامل مع جهاز الحاسب الآلي أو تعلم نطق اللغة الإنجليزية وهي أمور طيبة ، لكن نريد للاهتمام بتعلم القرآن الكريم أن يصل حد يسمى فيه أمراً ضرورياً لا ثانوياً ، ولعل أحد البرامج التي طبقناها وهو برنامج مخصص لمعلمي المرحلة الدراسية الابتدائية سعياً عبره لتأكيد أهمية هذا الأمر لدى المعلمين ليقوموا بدورهم بترسيخ حب القرآن الكريم في نفوس طلابهم منذ نعومة الأظافر ولكي يشبّوا على ذلك ، كما نتطلع لزيادة التفاعل مع الأنشطة القرآنية المقامة في البلد ، وفي هذا الجانب أذكر أن بداية الأنشطة القرآنية 1414هـ كان الإقبال على البرامج القرآنية غير الدورات ، ضعيفاً جداً والأمثلة كثيرة في هذا الجانب ، لكن الإصرار حدانا لنتطلع لزيادة التفاعل مع هذه البرامج القرآنية ، ولله الحمد نعمل على تطبيق برامج فعالة تجذب الحضور وهذا ما نلاحظه خلال السنتين المنصرمتين فالبرامج ولله الحد تلقى حضوراً طيباً لكننا نتطلع للمزيد .
أيضاً من جملة التطلعات في شهر رمضان إقامة المسابقة القرآنية على مستوى منطقتي القطيف والأحساء ، وهذه كانت تقام في النادي ، ونسعى هذا العام لإقامتها في جامع الكوثر ونسعى لأن يكون الحضور كبيراً إلى درجة امتلاء جوانب الجامع في القسمين الرجالي والنسائي إن شاء الله تعالى.

  •   كيف يُسيّر المركز أنشطته المتعددة مالياً وإدارياً؟

من الناحية الإدارية يعتمد المركز في تسيير برامجه على كوكبة من الأساتذة والأخوة الجامعيين وطلاب المرحلة الثانوية المتطوعين ، أعطوا من جهدهم ووقتهم لخدمة كتاب الله الكريم ليحظوا بهذا الشرف ، يتكون المركز من عدة وحدات إدارية تتناغم مع طبيعة نشاط المركز وهي وحدة الدورات وتعمل على الدورات القرآنية ، وحدة المسابقات ، وحدة المناسبات التي تهتم بالمجلس القرآني والملتقى القرآني ، كذلك وحدة العلاقات العامة والوحدة المالية والوحدة المساندة والوحدة النسائية والوحدة الإعلامية ، ترجع هذه الوحدات إلى مجلس الإدارة الذي يضم 12 عضواً من ضمنهم رئيس للمجلس ونائب للرئيس ، كذلك لدينا نخبة من المتعاونين في الجوانب السكرتارية و الفنية وغيرها.
وحالياً يتمتع المركز بشبكة حاسوب تخدم جميع الوحدات الإدارية تربط بين مختلف الوحدات وتعمل على متابعة العمل الإداري باحترافية كبيرة.

من الناحية المالية فالمركز مثله كبقية المشاريع الأخرى ، فالمورد المالي يعتمد بالأساس على المشتركين وفي الحقيقة فنحن نسعى لإلغاء مسألة الاشتراكات المالية على الملتحقين بالدورات بل نسعى لنكون نحن من يكافأ الطلاب بمبالغ مالية ، وهي من جملة التطلعات المستقبلية ، المورد الآخر هو تبرعات أهل الخير وهم ولله الحمد كثيرون ، أيضاً مورد التبني لبعض البرامج القرآنية كالمثال الذي ذكرته بخصوص المسابقة القرآنية الرمضانية ، وأيضاً المسابقة القرآنية الصيفية للمجالس التي تتبناها مفروشات العصفور منذ عدة سنين ، فهذا المورد مهم جداً لتسيير أنشطة المركز ، وهذه فرصة للإهابة بأهل الخير لتبني هذه المشاريع بما يدعم تواصل هذه الأنشطة.

كذلك لدينا تطلع لإنشاء وقف للقرآن الكريم وقد نوقش هذا الموضوع في المجلس القرآني الفائت ، مما يسهم في دعم الأنشطة وتحقيق التطلعات التي قد يقف الجانب المالي حائلاً دون تحقيقها .

بذلك يتضح أن الموارد المالية للمركز محدودة وهي سريعة النفاد فنحن نتحصل على هذه الموارد في أوقات معينة ويتم صرفها مباشرة في سبيل تسيير أمور المركز وهذا ما دعانا لطرح فكرة الوقف القرآني كمورد ثابت يُؤمّن احتياجات المركز ويدعم تطلعاته .

  •  أحد أهدافكم المعلنة "تربية جيل قرآني ناشئ ونشر حاله من الشغف بالثقافة القرآنية"، ألا تعتقد أن إمكانياتكم المحدودة تحد من هذه الطموحات الكبيرة؟

من خلال التجربة التي مرت على الأنشطة القرآنية في صفوى ، وصلنا إلى قناعة "أن من كان مع القرآن كان القرآن معه " بمعنى أن من كان مع الله كان الله معه ، فالقرآن الكريم كلام الله ، وخدام القرآن الكريم يحظوا برعاية وتوفيق إلهي ، نعم واجهنا عقبات كثيرة ، والإمكانيات محدودة ، لكن الذاكرة تحمل عدة مواقف وتجارب كنا فيها نواجه عقبة الإمكانيات الضئيلة في قبالة الطموحات الكبيرة ، لكن توفيق الله وتيسيره للأمور كان مدعاة لليقين أن من كانت نيته خالصة لله ولخدمة القرآن فإن أموره تتيسر ، فالقرآن يخدم نفسه بنفسه ولسنا من نخدمه بل نحن نتشرف ونحظى ببركة خدمة القرآن الكريم على صعيد حياتنا الشخصية فكيف بالأنشطة التي تتعلق بالقرآن الكريم ، والله تعالى يقول " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" ، وفي هذا الجانب أذكر أننا في أول أيام النشاط القرآني كنا نقترح بعض البرامج أو المسابقات وهي مكلفة جداً وتصل أحياناً إلى 15ألف ريال ، وفي إحدى السنين لم يكن هناك متبني للمسابقة ، فكنا في مجلس الإدارة نناقش هذا الأمر وكيف أن المبلغ كبير وليس باستطاعتنا تغطيته ، وفي نفس تلك الليلة كنت في أحد المجالس وكان بجانبي أحد المؤمنين فالتفت لي وقال أنا أريد أن أتبنى أي مشروع قرآني هدية لروح موتاي ، فكانت فرصة جيدة فعرضت عليه فكرة المسابقة فاستبشر وتكفل بكل مصاريف المسابقة ، وهذا أحد الشواهد الكثيرة . ثم لا ننسى وجود الطاقم الإداري المتكامل والترتيب الإداري الجديد يمنحك فرصة للحركة بشكل صحيح تمكنك من تحقيق طموحاتك وإنجاح برامجك وهذا أمر كنا نرعاه ونهتم به فأي مشروع يحتاج إلى إدارة صحيحة وطاقم متكامل كي ينجح ويصل إلى ما يصبو إليه .

  •  "الثقافة القرآنية" مصطلح برّاق يمنح لحامليه استثناءً وصبغة مميزة ، فما المقصود بالثقافة القرآنية؟

القرآن الكريم لم ينزل ليتبرك به الناس أو يعلقوه في بيوتهم أو يتنغمون بمقاماته فقط ، هذه المعاني بحد ذاتها جيدة ومطلوبة لأنها تمثل العلاقة المادية المحسوسة بكتاب الله الكريم والحديث يقول " بيت لا يقرأ فيه القرآن الكريم تهجره الملائكة وتحضره الشياطين " ، لكن ليست هذه هي كل الغاية التي أًنزل من أجلها القرآن الكريم ، فالقرآن ينطق " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبِ أقفالها " فالغاية من نزول القرآن أن يتحول إلى كتاب ومنهاج حياة و دستور إلهي ينظم حياة الناس ، وهذا لا يتأتى بتلك العلاقة المادية فقط ، بل يجب التعامل معه على أساس تغذية النفس بثقافة القرآن عبر التدبر فيه والتأمل في آياته والإنصات الحقيقي له ، فالقرآن الكريم به إشعاعات نورانية تخترق الحجب لتبدل شخصية الإنسان وتسمو به إلى أعلى المراتب ، فعلى الإنسان أن يسعى لتجاوز حالة " الهذرمة " كما وصفها الرسول الأعظم صل الله عليه وآله تجعل الإنسان كالببغاء يردد حروف القرآن دونما وعي لما وراء الحروف من مفاهيم  وقيم أرادها الله لخير وسعادة البشرية ، وللأسف فإن هنالك  شريحة من المسلمين علاقتهم بالقرآن الكريم علاقة مادية بحته فهم يحفظون القرآن ويتلونه ويعرفون أحكام التجويد ، لكنهم أول من يخالف القرآن الكريم فيقرأون " وتعاونوا على البر والتقوى " ويحفظونها لكنهم أول من يتعاون على الإثم وما فيه إساءة للدين والناس ، كذلك يحفظون قول الله " لا إكراه في الدين " لكنهم يسلبون الآخرين حرياتهم ويكفرون هذا ويقتلون ذاك ويحللون دم الآخر ، فهذا التعامل القاصر مع القرآن الكريم للأسف شوه صورة المسلمين وصورة المتعلقين بالقرآن الكريم ، فالصحيح أن لا نغفل الاهتمام بكل هذه الجوانب المادية والمعنوية  وألا نضحي بأحدها في سبيل الآخر ، فكل تلك الأمور المادية من قراءة أو تجويد أو حفظ هي في حقيقتها مقدمات لفهم الثقافة القرآنية وتطبيقها فهما عنصران مهمان يكمل أحدهما الآخر . ويمكن تلخيص المقصود بالثقافة القرآنية أنها : ذلك المنهج الذي ينظم علاقة الناس في مختلف مجالاتها وهي أيضاً التي تعمق الرحمة التي خلق الخلق من أجلها وبعث النبي صل الله عليه وآله لتحقيقها وبالتالي فإن فهم و تطبيق هذه الثقافة القرآنية هي التي تقود الناس إلى السعادة التي يبحثون عنها في الدنيا والآخرة " وننزل من القرآن ما فيه شفاء ورحمة للمؤمنين " ، فثقافة القرآن الكريم هي ثقافة الهداية الحقة لكل شيء " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " .

  •   يعاني المركز من ضعف التعاون الإعلامي ؟ و ما هي تطلعاتكم في هذا المجال؟

حقيقة أن الجانب الإعلامي جانب حيوي على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد المؤسساتي العام ، فهو في مجالنا مهم لإيصال رسالة وأهداف المركز للمجتمع ، ولجذب المتعاونين معنا ، كذلك لتحقيق الغايات التي قام لأجلها المركز وهي نشر الثقافة القرآنية بصورة مؤثرة ، بخصوص معاناتنا الإعلامية كما وصفتها في السؤال ، فلله الحمد لدينا نخبة من المهتمين بالجانب الإعلامي في البلد يعملون معنا ، ورغم الشح في هذا الجانب إلا أن القليل كان بمستوى متميز ، مع ذلك فالحاجة للمزيد من المتعاونين في الجانب الإعلامي حاجة ماسة خصوصاً مع هذه الطموحات الكبيرة والتوسع الحاصل في نشاطات المركز ، لذلك هذه فرصة لأن أهيب بكل من لديه المقدرة في الجانب الإعلامي والتعامل مع تطبيقات جهاز الحاسب الآلي كالتصميم وغيرها ليبادروا في الانضمام لنا لينالوا شرف خدمة القرآن الكريم من جهة وخدمة أبناء بلدهم من جهة أخرى ، بالنسبة للتطلعات فأملنا أن نوصل صوتنا للجميع عن طريق كل وسائل الإعلام المتاحة كموقع للمركز على الانترنت وهو موجود حالياً لكنه ينقصه التفعيل والإشراف عليه ليؤدي كامل رسالته ، كذلك نتمنى أن تبرز النشرة القرآنية كصدى إعلامي متميز لمركز القرآن الكريم ، كما أننا نسعى لتكوين وحدة إعلامية متكاملة بالتعاون مع بقية المشاريع الاجتماعية تلبي احتياجات الجميع وقد تم مناقشة هذا الأمر مع بعض المشاريع وإن شاء الله يرى هذا المشروع الإعلامي النور قريباً .

  •  المسابقة القرآنية للمجالس والأفراد باتت علامة فارقة في مسيرة المركز فهي تحظى بالكثير من التميز والتفاعل الجماهيري ، ألا ترى أن توجيه العمل صوب المجاميع الشبابية يخدم أهداف المركز أكثر من استهداف الأفراد؟

هذا صحيح ، فالتجربة أثبتت أن هذه المسابقة استقطبت شريحة كبيرة من الشباب وهذا شجعنا للتوجه للمجاميع المختلفة بدل مخاطبة الأفراد فعلى سبيل المثال طرحنا دورة قرآنية لمدرسي الصفوف الدنيا ، و كان الإقبال جيداً ، فهذه الآلية موجودة بالأصل ونحن نعي أهميتها ونسعى لتفعيلها بشكل أكثر ، لكن هذا لا يعني إلغاء الجانب الآخر من مخاطبة الأفراد لأن بعض البرامج هي دورات مفتوحة لا يمكن حصرها في قالب معين ، بينما بعض البرامج الأخرى مصممه أصلاً لتكون تجربة جماعية ، وأنا أؤكد على ضرورة استثمار روح الجماعة لدى الشباب فتوجيه الدعوة لمجاميع الشباب محفز بشكل أكبر ولعل هذا سر تميز المسابقة القرآنية الصيفية للمجالس .

  • بافتتاح جامع الكوثر مؤخراً حصل المركز على مقر دائم في الجامع ، هل ترى أن لحضور المركز في الجامع بصورة دائمة له أثر إيجابي من خلال ربط المركز إعلامياً بالمجتمع بصورة أكبر ، وهل تفكرون في الانتقال مستقبلاً لمقرات مشروع الأجيال حال الانتهاء منه؟

كما أسلفت أن العلاقة بين المسجد والقرآن علاقة أصيلة ، فمنذ عهد النبي والمساجد عامرة بحلقات القرآن الكريم وإلى يومنا هذا فكل المساجد في العالم الإسلامي تعمر بالحلقات القرآنية وتدريس القرآن الكريم  ، وتعليمه مكانه الطبيعي المسجد وهذا الأمر نلاحظه في كل المساجد الموجودة في جميع مدن وقرى بلادنا  وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم في المملكة هي أول من تشجع على إقامة حلقات قرآنية في كل المساجد ، ومع افتتاح جامع الكوثر اهتم القائمون عليه بهذا الجانب ولم يغفلوا هذه العلاقة بين المسجد والقرآن الكريم ، فخصصوا مساحة مميزة لمركز القرآن الكريم ، هذا التواجد حقق أحد الأهداف وهو التواصل والتفاعل بشكل أكبر مع الناس ، فالجامع يقع في مكان مميز ويستقطب جمهور كبير للصلاة وللبرامج المختلفة ، فوجود المركز في الجامع يسهم في نشر الثقافة القرآنية وتحفيز الناس للالتحاق بالحلقات القرآنية ،  والتعرف على أنشطة المركز ، فوجود المركز في الجامع هو بحد ذاته أداة إعلامية فعالة تربط الجامع وأنشطته وإعلامياته بالناس ، وهذت التواجد يعد سابقة في منطقة القطيف فليس هناك أي مسجد في المنطقة خصصت فيه مساحات لحلقات وأنشطة القرآن الكريم ، ونأمل أن تحذو بقية المساجد حذو القيمين على جامع الكوثر لنحقق جميعاً العلاقة الصحيحة بين القرآن الكريم والمسجد.

أما بخصوص الانتقال لمنشئات مشروع أجيال ، فما أعرفه أن المخططات الأولية خصصت مساحة معينة لمركز القرآن الكريم ،بانتهاء العمل في إنشاء مشروع الأجيال  نأمل أن يكون المركز قد قفز قفزات كبيرة في حجم أنشطته والمتعاونين معه والعاملين فيه بحيث لا يستوعبه هذا المقر الحالي بل يحتاج لأكثر من مقر ، فيتحقق التكامل بين هذه المقار سواء في جامع الكوثر أو في مشروع الأجيال أو غيره.

  •  الجانب النسوي في فعاليات المركز ، كيف تصفه حالياً ، وكيف تتمناه؟

في صفوى بدأ النشاط القرآني الثاني عام 1421هـ كبرنامج ونشاط واضح المعالم عن طريق إقامة مجموعة من الدورات والمسابقات مشابهه لتلك المخصصة للرجال ، الآن بوجود المركز لم يُغفل الوجود النسائي لذلك شكلنا وحدة تابعة للمركز بمسمى الوحدة النسائية تهتم بالأنشطة القرآنية المخصصة للنساء أقامت جملة من الأنشطة والدورات في جامع والبعض الآخر في مركز الدورات التدريبية التابع للجمعية ، أما التطلعات فهي كما أسلفت كبيرة في هذا الجانب ، ولله الحمد فنسائنا يتمتعن بحس التفاعل الطيب والنشاط الكبير ، فنأمل أن يؤثر هذا على تطور النشاط القرآني النسائي وهذا ما نعمل عليه بجد هذه الفترة مع الوحدة النسائية ، وقريباً ستطرح باقة من الدورات النسائية ستغطي رغبة النساء في التفاعل والتزود من معين الثقافة القرآنية.

  •  في ظل غياب التفعيل للموقع الإلكتروني التابع للمركز – وبانتظار تفعيله – كيف يمكن التواصل مع المركز؟

نحن نأمل أن يتم تفعيل الموقع في أقرب وقت ممكن وإن شاء الله يكون لأمانينا عبر هذا اللقاء صدى طيب ونلقى فعلاً متعاونين يسعون لخدمة القرآن الكريم ، حتى ذلك فيمكن التواصل بطرق مختلفة فالمركز كما تعلمون يقع مقره في جامع الكوثر وله أيام دوام رسمي يتواجد فيها سكرتير لاستقبال المراجعين وهذه الأيام هي السبت والأحد والاثنين من الساعة الخامسة حتى الثامنة مساءً ، كذلك في أوقات الصلوات ، وخاصة في ليالي الخميس والجمعة ، كذلك للمركز رقم هاتف وفاكس خاص هو  6644409 ، أيضاً يمكن التواصل عبر الإيميل كما يمكن التواصل عبر النشرة الشهرية " ق والقرآن المجيد " ونأمل أن تصلنا المشاركات في هذه النشرة القرآنية حتى تستمر وتؤتي ثمارها ، تحتوي هذه النشرة على أبواب متفرقة تختص في مجملها بالعلوم والثقافة القرآنية .

 

  • كلمة أخيرة..


أود  في نهاية هذا اللقاء التأكيد على كلام رسول الله صل الله عليه وآله حين قال "خيرك خيركم من تعلم القرآن وعلمه " وكلام مولانا أمير المؤمنين حين قال  " الله الله في كتاب الله لا يسبقك في العمل به غيركم " وكذلك قول الإمام الصادق حين قال " ينبغي للمؤمن ألا يموت حتى يتعلم القرآن أو أن يكون في تعلمه " فهذا التشديد يؤكد أهمية تعلم القرآن فحرص النبي و أهل البيت الطاهرين واضح في ضرورة تعلم القرآن الكريم وفهمه والسعي للعمل بما فيه ، فالقرآن منهج الله في الأرض ودستوره للخلق ، ولن يسعد الخلق ولن تتوقف مآسيهم ولن يجدوا حلاً لمشاكلهم إلا بالتمسك بالقرآن الكريم ، فكلما قويت العلاقة بالقرآن الكريم كلما اقترب الإنسان من السعادة والعكس صحيح ، وهذا مصداق الآية الكريم " ذلك ومن أعرض عن ذكري فإنه له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى " ، ما أتمناه أن يأتي اليوم الذي نرى فيه بلادنا ومجتمعنا يعمر بالحفظة والمقرئين وبمن يفهمون ثقافة القران الكريم ويتحدثون بلغته ويتعاملون على أساسه ويحكمونه في كل شؤونهم  ، كل هذا إن شاء الله يتحقق بتظافر جهود كل المؤمنين المهتمين بالجانب القرآني ونشر علومه لنخرج جميعاً من دائرة قول الله تعالى " وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً " .

وتمنياتي لكم بدوام التوفيق والسداد شاكراً لكم هذه الجهود سائلاً المولى الكريم أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم وأن ينفع بكم ويجري الخير على أيديكم ونسأل الله التوفيق لما فيه الخير والصلاح.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.