قصة : إبحار بلا سفين

مهدي صليل *



سعيد ..

طالب جامعي


أنيق المظهر .. حلو المعشر .. باسم الثغر .. أشقر الشعر ..

تختلط حروفه ببسمته فتلتمع كلماته بلون السكر

يظنه الناظر من عائلة ثرية وهو يطوي الفقر و يخفي الحاجة

يحسده زملاؤه لكمال عقله و نقاء جماله

ويشعر هو بذلك فيشاركهم الغبطة

وينتقل خياله لمن ستعجب به من ناعمات بلدته


رأس ماله جماله و حسن منطقه


أما تفوقه في الدراسة فربما لا يسعفه للوظيفة

فكيف ستتوج معانيه بارتواء القلب من شغف الحب

حدث نفسه أحاديث الثقة

و ارتمى في أحضان الخيال

فطاف به يمنيه أي فتاة يختار

حدثته الأمنيات ( لك أن تختار فلا تحتار .. كلهن طوع أمرك و رهن إشارتك )

أنفذ سهام قلبه

و أطلق عنان نظراته

فاكتوى بإحداها

أعجبه جمالها فهام قلبه و سكر عقله


كتب لها :


كلما جن علي الليل التقيتك و أنت لا تعلمين

أناغيك مناغاة الأطفال

و أتأملك في غدير الصبايا

و أكتبك بقوافي الشعراء

و أرسمك بريشة أهل الفن

و عندما تفيض مشاعري تكونين وسادتي

وهناك يفيض دمعي حزناً لأني لا أجدك


التوقيع
أرجو أن أكون سعيداً

كتبت له :


جمال حروفك من جمالك يستقي

أدبك لون من ألوانك الزاهية

متيم قلبي بك

و حائر فكري في أمري و أمرك

هل ستكون لي ، و أكون لك ؟!

هل ستجمعنا الأيام في زهرتها ؟!

أم ستغادرنا الأحلام بورديتها ؟!

في انتظار تسنمك وظيفة تليق بي



التوقيع
لمياء



الوظيفة اللائقة بها .. أم أنا ؟!
أوأصبحت صفراً ؟!
أم حجراً ؟!

كتب يقول :


لمياء ..

الحياة هي الحب

و الحب هو الحياة

المتنعمين في قصور الرفاه يشتكون فقر الحب و يتمنون لقمة السعادة

و أنت تنتظرين وظيفة تعقدينها بـ(اللائقة بك ) ؟!

تحطم قلبي ، و انكسر فؤادي ، و ضاع حلمي


التوقيع
لن أكون سعيداً

كتبت له :


بل أنت سعيد فلا تعجل

القطف قبل أوانه لا ثمر

و الإبحار بلا سفين غرق

لمياء



صحيح يا لمياء

أبحرت بلا سفين


تتلاطم بي الأمواج

و ترسلني الرياح حيث تشاء

صحيح أني رسوت

لكني مثخن الجراح

تائه الفكر

ظامئ الفؤاد

أنتظر كلمة عطف من عابر السبيل

و أقرأ في عيون المارة نظرات الشفقة

شاعر واديب ( مدينة سيهات )