صنع في العالم العربي

موسى جعفر آل رضوان *

في برششور سياحي تعريفي بالمأكولات الشعبية في أحدى الدول العربية  وضعوا  صور الطباخين للأكلات الشعبية سوداني وهندي ووضعوا الأكلات الأجنبية وقالوا هذا هو تراثنا القومي العربي  محل الفخر والاعتزاز .

وفي مصر يريدون مصرنة الرقص ومحاربة الوافدات الروسيات في حانات آخر الليل لأنهن يزاحمن رقاصات مصر ( الجدعان- آخر ألسطة)  اللواتي يصدرن سياسة هز الوسط على وحده ونصف  لكي يمتعن ناظر شعوب الدنيا بالفتلكة والفهلوة ويتكرم أعضاء مجلس الشعب المصري  الموقر ليدافعوا ببسالة عن هؤلاء الرقاصات الماجدات بنات الحسب والنسب أحفاد حبابه وسلامه ظناً منهم أنه يمكن اختزال هموم المواطن العربي .


وفي إحدى الدول العربية  منذ عقدين ونيف أرادوا توطين الوظائف فقاموا بزيادة العمالة الأجنبية وأخذوا يغرفون ويهرفون في جيب مشقوق يهر ليل نهار في بنوك الكرة الأرضية في دائرة اقتصادية مفتوحة على الآخر حيث لا مجال لبقاء عملة صعبة ولا سهلة  ويبقى المواطن العربي  آخر من يجد قوت يومه .

وفي قطر يريدون قطرنة الاحتفالات الغنائية للحاجة نوال الزغبي والحاج فضل شكر لذلك طردوا الرشيقة رزان المغربي (آخر رزانة ) ومحمد سعد لكي يقول القطريون ( صفا لش الجو يا حمامه بيضي واصفري) بعد أن استوردوا شيوخ الإرهاب والرقاصات لإحياء حمى الغناء العربي .

وإعلامنا العربي منذ  بداياته لا زال يصرخ يا ليل يا عين وكأنه ليس لنا من الحواس إلا هذه  لإراحة بال المواطن الغلبان على أمره  من هم المعارك اليومية على شاشات التلفاز لكي ننسى حمى التعب ووجع الرأس من سماع الأخبار المزعجة وقصف المنازل وتدمير البيوت على رؤوس أصحابها وحمى الوادي المتصدع  وقضايا الارهاب  والكباب  .

سبحان الله كم نحن فخورون بشعار صنع في الوطن العربي  فمتى يأتي اليوم الذي نقوم فيه بعمل Export لما يصنع في أوطاننا من هذه السلع الموقرة بدل تصدير الإرهاب الفكري والجسدي للعالم    لكي نغنغ العالم بأرقى ما لدينا مما تفتقت به عبقرية إعلامنا  ولتمت قضايانا المصيرية والمركزية وتلازم المسارات والتنمية والوحدة والحرية  بغيظها  فمجرد ذكرها يعد جريمة إرهابية يحاسب عليها القانون تستحق تعقيب  الإرهابي النصف  كم فيصل قاسم  صاحب المنطق  الطائفي  الذي يعمل ليل نهار على تلميع بلاط شهداء القنوات الإعلامية الغوغائية البعيدة عن شبهة استلام شيكات إسرائيلية للتفريق بين الشعوب والضرب على أوتار الحساسيات التاريخية ونبش مقابر بطون كتب التاريخ التي أكل عليها الدهر ولم يشرب فجاء الإعلام العربي لكي ينبش في قبورها ويخرج عظام الفضائح وهي رميم هذا هو الإعلام العربي لم يزل يقتات على حمى الفضائح  ويعزف على وتر الطائفية المقيتة ويعرض نتاجات الإرهاب ويزين الفاسدين ويسيء للصلحاء ويصنع من الهزيمة انتصاراً ومن الخيبة سعادة  .

بارك الله في إعلامنا العربي الموقر ..

وكثر  الله من قنوات الهش والنش  ومشاريعه في الهليود وستار أكاديمي (1) و(2)  وعلى الهواء سوا وكل ما يطلبه المستمعون ، شيء وحيد يطلبه المستمعون منذ أمد بعيد لكن المشكلة أن الطلب لا يصاحبه عرض البتة  في قاموس الشعوب العربية المغلوبة على أمرها  .

لقد تعددت صور النجومية الوطنية إلى بدائل كثيرة في عالم مزيف  يعج بالمتناقضات ولم تعد مفردات  الاصلاح المبتور من جذور حضارتنا سوى هرم مقلوب  نقبر فيه تطلعاتنا لكي لا تطالها أيدي سراق الآمال على مدار التاريخ  .
كل عام  وصنع في العالم العربي بخير ..


التوقيع : مواطن عربي صنع من حليب النيدو .

كاتب وآديب ( السعودية )