ابتسامة لم تهجر الثغر يوماً

وحتى مثواك الأخير
سر احتضنها
ولو سألنها لأجابت
وأفصحت عنه

فتجلت حينها كعروس بمخدعها
بريئة كالطفولة كالأحلام
كنسيم الربيع
تسامر ليلا ينتظر عاشقيه
ومن غرتك الوضاءة تزهر أنجمه
الوالهة إلى تراتيلك
لتستقي الجمال والضياء
والبهاء
أرقبها تارة فابتسم معها
وتارة أخرى تدمي قلبي
فينهمر دمعي

همسك الراقي
تنشده الروح
وطيفه يجول بالخواطر
يبحث عن فارس مقدام
ودع بابتسامة وغادر الدنيا
لكنه لم يغادر النفوس
وتلك مؤلفاتك فكرك الناهض تشهد لك
مفاخرة وتحدثنا

وتكشف لنا كل يوم كنز من كنوز عطائك
تحدثنا عن عذوبة خلقك الرفيع
ونهر عطائك
لم يوقفك اللمز ولا عقم الهمز
حجارة صماء أدمت منك القدمين
لكنك جمعتها
بيديك العبقين
تبني بها سورا

للعبور
وتمخض حينها من رحم الأحزان حنواً وأماناً
لتحلق بها آفاق الكون
فتلامس أناملك
بسط السماء
وتسطر من نور العرش
أحرف الولاء

لن أنسى تلك الابتسامة الباكية
على ثغرك
عانقت بها
مروج وتلال زرعت الحب في أديمها الثائر
ومضيت تاركا ابتسامتك الوادعة لترسم مبدءا
خلدت به لك ذكرى
في أفئدة العاشقين
والذين يذوبون حب ً
ويعملون من اجل الله
يخافون يوما عبوساً
قمطريرا
وأرى هناك
أرضا قفرا أزهرت بها الواحات
وزهت بها البحار
سيدي
يبلى الزمان وتنطوي لياليه وأيامه سراعا
ويبقى صوتك المتجذر
يابن الإولى من بني هاشم وسلالة العتره الطاهر الأنجبين
لا أعجب من فيض العطاء
فم ن فيض عطائهم أعطوك ما فاضت به انهر
لا تنضب.

تنطق حبا
وعشقا
وولاء
ونشيدا وتلاوة ترتيلا
فجمعت كل القلوب
وأعطيت عطاء لا محدودا
موشحة بحب الإنسانية
وتلك قيم أعطت للحياة بعدا
وعمقا ولونا إنسانياً

زرعته في الأعماق
لتحيله إلى تعبير
وبيان وجمال
وجمال عطائك
لابد أن يكون مضمونه
لا نظير له
ما زلت سيدي شعلة تضيء الدروب
تواجه أعاصير الرياح العاتية
ولا تطفاها أفواه الغابرين
عبدت للثوار دربا ومدراس ُعليا يتوجها الفكر والعلم
لكن سيدي لدي همسه
ولاني لأعلم
أن الأب
يغفر أبنائه هفواتهم
فتقبل مني أحرفي الدامية
هاهم خير أمة
جهل الفكر يجمعهم
ويقودهم الركب لرأي متعصب وهم في الجدال يغرقون
وفي سكرا تهم يعمهون

وتلك نفثة أبث
فيها لوا عجي
المتفجرة غصصا وألما
فأسبغ علينا
من نفحاتك الملكوتيه
طيب ومسك ورياحين
لتصفو النفوس
وتتطهر
وتقر بها الأعين

ليتجنبوا الإسفاف
والمسلك الوعر

رسالة إلى عمق النهر
فنم هادئا سيدي

وابتسامة تعانق مبسك العطر
بتهليل وصلوات

فسلام عليك يوم ولدت ويوم توفيت ويوم تبعث حيا،،