تاروت : تغطية أمسية "رفيف على الأعشاش", مع الشاعر الكبير جاسم الصحيح

تقرير: السيد حسين شرف

في أمسية من روائع الأمسيات أحيا الشاعر العربي الكبير/ جاسم الصحيح ليلة رمضانية رائعة في رحاب مسجد العباس  بالربيعية ، استمتع الحضور بباقة جديدة من فرائد الشاعر المبدع والتي لم يضمنها ديوانه الأخير أعشاش الملائكة حلق معها الحضور إلى أفق بعيد جدا ورائع جدا ، ثم دار الحوار الذي أداره بكفاءة الأستاذ السيد محمد الخباز والذي دار حول تجربة الشاعر وحول ديوانه الأخير أعشاش الملائكة.


بدأتْ أمسيتنا التي تحمل عنوان" رفيف على الأعشاش" بآيات من الذكر الحكيم ، ومن ثم دلفنا إلى لوحة شعرية قد جوَّد شاعرنا اختيار افتتاحه، فقد كانت تستظل بفيء علي وتشير لعلي وتشرب من ماء جذوته اللهب، وهي-أي القصيدة- من بنات الشعر الحديث أو قل النغم المواتي والحس المرهف الصاعد كما أعبر عنه.

بعد ذلك جاءت النوبة لبدء الحوار والذي كان بنده الأول يتجه إلى عامل تحاتِّ الشعر الشيعي على المستوى الأوسع وذلك بالنظر لشعرنا هنا بحيث أنَّ المهتمين به هناك في ضلع جغرافي آخر لا يتلمسون شيئاً من رائحته، كما أنكَ-الصحيح-صرحت بحبسية شعرك الديني، كان هذا التساؤل الأول الذي وجهه محاورنا السيد محمد الخباز.

في إجابته على ذلك قال شاعرنا الأستاذ جاسم الصحيح: عندما يبتعد حسنا عن مركزية الصوت الشيعي المتمثل في العراق وإيران نكون بذلك نستظل ركنَ الهامش المذهبي فلا يكون لنا صوت ولا تعلو لنا ذائقة، فعليهم هناك في المركز أن ينتجوا وعلينا اجترار التجربة.

وهل تقترحون علاجاً ما؟ سؤال يطرح نفسه تجسد من مقدم الحوار السيد الخباز. أن ننتج ونطبع كلمات تلفظ بها الصحيح مجيباً، وهنا يقاطعه الخباز قائلاً الإنتاج موجود والعقبة عائق نفسي ماذا تقولون؟ هذه المقاطعة كأنما فرضت على الصحيح إضافة شيء آخر هو والكلام للصحيح: أن ما نريد طبعه لابد يُشرِّف أن يتجاوز ما هو مطروح فنياً لأننا لسنا مهوسين بطباعة الإنتاج وفي الوقت نفسه لا ينبغي أن نتخلى عن منتجنا. أليس لدينا شعر بذلك المستوى؟ الخباز سائلاً. الصحيح: نعم نعم هناك شيء من ذلك ومثال على ذلك تجربة الشيخ باقر بوخمسين.

الخباز: لا زال ولا يزال العنق يشرئب لاكلاسيكية القصائد بمعنى التفاعل مع النبرة القديمة( كما هناك في سوق عكاظ ) وذلك لا يتأتى للحديث منها ألا ترون أن استمرار عيش شعرنا الديني في البيئة السمعية عائق له عن النمو والتطور؟

الصحيح: القصيدة لا تُكتب من أجل أن يتفاعل معها الجمهور، فأنا عندما أهمُّ بالكتابة لا أضع الجمهور نصب عيني ليستعدني ويتفاعل معي، فالقراءة هي قبل كل شيء حالة ذاتية محضة يتناول الشاعر من خلالها هاجسه الذاتي، هذا الهاجس قد يلتقي مع الآخرين وذلك أمر جيد لأن النص في نهايته هو معاناة كائن بشري وهذه المعاناة موجودة لدى الشاعر والمتلقي. القصيدة الآن انتقلت من ضجيج سوق عكاظ إلى حالة هامسة متأملة( دير بوذي ) تجاوز الرومانسية.

الخباز: إذا نظرنا للشعراء وكتابتهم الذاتية والاجتماعية عن المرأة عن السياسة وجدنا علو كعبهم والإبداع، في الوقت الذي ينخفض النبض الشاعري في القصيدة الدينية ماذا تقولون؟

الصحيح: الكتابة ابتداءً هي من حيث يجد الشاعر ذاته، لذلك فنحن عندما نجد وشوشة في الشاعرية فهي لأن الشاعر لم يجد البغية، فهو يكتب إما لمُجاملة اجتماعية( وهي قدرة على النظم)، مع الالتفات إلى شيء مهم وهو أن البعد العقدي-في خضم الكتابة الدينية- هو الأصدق في علاقة الإنسان بأي لون كتابي.

الخباز: نلاحظ أن شعر جاسم في كثير من قصائده في ديوان" أعشاش الملائكة " ينعطف إلى حال الأمة العربية وتردي أوضاعها وهي ظاهرة تميز بها الشعر العراقي الديني عموماً وشعر السيد مصطفى جمال الدين خصوصاً فما سرُّ هذا التشابه في الأسلوب والمعالجة؟
الصحيح: أتوقع أن فكرة الحديث عن هموم الأمة ربما يتواجد بكثرة في قصائدي الأولى، أما في قصائدي اللاحقة فوصلت إلى مرحلة إحباط ويأس من قضايا الأمة وتوجهت للكتابة الذاتية أكثر الذاتية الإنسانية، أنا أعتقد أن ما يميز ربما ديوان" أعشاش الملائكة " هو خروجه من مساحة الأيدلوجيا( المساحة الضيقة ) إلى الانفتاح إلى أفق الإنسانية الأرحب مع أني أتعامل مع ذات الرموز التي تعامل معها السيد حيدر الحلي أو السيد جعفر ولكن السيد حيد ركز على أن يبقى داخل الدائرة المذهبية( الأيدلوجيا )، ولكي أضرب لك مثالاً على اتساع قصائدي فأنا عندما تناولت الإمام الحسين تناولته بأفق أوسع من أفقه الطائفي أو المذهبي، وهذا الأسلوب- كما أعتقد- اعتمده شعراء منتدى اليقظة السيد مصطفى الستاذ الشاعر محمد علي والجيل الذي عاشه، ولكن كتابتهم وهي تبعد عنا خمسين عاماً لابد أن تختلف عن الكتابة الآن، فالآن يوجد قصائد تفعيلة لغة حديثة أكثر، والسيد مصطفى رغم أنه منارة الشعر كما ينظرون له هم حتى أن الأستاذ محمد علي يقول:

وأمامي
منارة الشعر يرمي
نزواتي
بنقده الجلاد

يقصد بهذا السيد مصطفى جمال الدين(رحمه الله) لكنه لم يتجاوز الكتابة الكلاسيكية إلى الأفق الحديث، وهي-أي الكتابة الحديثة-تتميز بالتناول الإنساني الأشمل من التناول المذهبي أو الطائفي لأنك تريد أن تقدم نفسك على مستوى كوني( فالعالم قرية ) وليس على مستوى قرية قطيفية أو أحسائية، وخلاصة قولي أن القصيدة يجب أن تنعطف نحو التوجه الإنساني.

الخباز: يقول جاسم أن هناك الكثير من معاني أعشاش الملائكة بها تواطئ ضمني مسبق مع الجمهور أي أنها إعادة إنتاج للقديم مع إشراقة ديباجة ونصاعة أسلوب مع وجود معانٍ جديدة بكمية أقل، لماذا الصحيح لم يعكس المعادلة فيجعل مساحة التواطئ أقل ومساحة المعاني الجديدة أعلى لماذا لم يستخدم تقنية " كسر التوقع " على سبيل المثال؟

الصحيح: تقنية كسر التوقع-حلوة ذي-موجودة ولكن الإنسان لا يمكن أن يثني نفسه وديوانه، هناك معانٍ متواطأ عليها سلفاً وهي الشفرة الشيعية-إن صح التعبير-فأنا عندما أقول:

قسماً
لا بالمصفى
من لباب القمح والقز
ولكن بالمصفى
من سجاياك
وطمريك وقرصيك

فطمريك وقرصيك محل فهم للشيعي لأنه قرأ خطبة الإمام علي" ألا إن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه وقرصيه "، لكن غير الشيعي لا يستوعب هذه الشفرة والفكرة التي وراءها، فهذا المعنى بمثابة الشيء المتواطأ عليه سلفاً وهو متوفر في مجموعة من القصائد أي بما يشبه التضمين مع إعادة التوظيف للمعنى.

الخباز: تحدث البعض أن ديوان " أعشاش الملائكة " في تناوله للشخصيات وخصوصاً في مسألة الرثائيات يُتهم بوصف الكليات في الشخصية ويترك خصوصياتها، فلو لحظنا قصائد المتنبي في سيف الدولة لحظنا أنها قصائد لا يمكن نقلها إلى غيره وعلى العكس منها قصائده في عبد الله البحتري، وقصائد الصحيح في الإمام علي والإمام الحسين بمثابة الأول مع وجود جملة أخرى من بنات المثال الآخر فماذا تقولون؟

الصحيح: أعتقد أن هذا الكلام دقيق جداً وهو ينطبق على مجموعة قليلة جداً من القصائد والسبب في ذلك أن هذه القصائد كُتبت بناءً على -ما أسميه- التنادي الاجتماعي، أي أن هناك شخصيات كبيرة في المجتمع لا أرتبط بها ارتباطاً مباشراً فلا أعرف تفاصيلها، فالشاعر وفقاً للتنادي الاجتماعي مجبر على تلبيتها والكتابة حينئذ تنطبق على رجالات الدين.

الخباز: نُحسُّ أن جاسماً يستشعر في مقدمة ديوانه عدم قبول النخبة أو فلنقل أنهم سيقولون: أن مفاتيح الشعر ضاعت من جاسم في هذا الديوان، فلماذا لم يكتب جاسم شعراً دينياً للنخبة؟

الصحيح: ما أكتبه ربما يعجب بعض النخبة ولكن هناك جزء من النخبة هم يرفضون-أصلاً- الكتابة بهذا الأسلوب وكتابة المناسبات، فلو كنا مختلفين في الفروع لوجدنا حلاً ولكننا نختلف في الأصول، فلا أعتقد أن هناك كتابة دينية نخبوية حتى أن كتاباً رائعين كجواد جميل مثلاً كاتب نخبوي وجميل ولكن كتابته الدينية كما نكتب نحن مع تميز بميزات خاصة، فلا أعتقد في الأخير أن هناك قصيدة دينية تُكتب للنخبة.

الخباز: ماذا تقولون في شعراء الحداثة الذين يرفضون شعر المناسبات، هل العلة في شعر المناسبات أو في شعر الحداثة الذي يتبنونه؟ فكثير من شعراء الحداثة كانوا كلاسيكيين يكتبون في المناسبات ثم تركوا ذلك عندما اتجهوا للشعر الحداثي.

الصحيح: النقلة ليست نقلة شعرية بل هي نقلة ثقافية كاملة فليست المسألة مسألة شعر فقط هي انتقال من مذهب إلى مذهب آخر-إن صح التعبير-من مذهب ثقافي إلى مذهب ثقافي آخر من أيدلوجيا ثقافية إلى أيدلوجيا أخرى، فما عاد مهموماً بميراثه في هذا الجانب، المسألة تجاوزت الحديث عن مناسبة أو مولد أو رثاء أو تأبين، فهو قد يموت له صديق ويكتب فيه وقد يُعجب بالإمام علي ويكتب فيه ولكن الكتابة لا تحمل بعداً عقدياً بالمعنى الذي نتحدث عنه نحن وإنما بالعقيدة الثقافية، فكما يكتب عن " شيغي فارا " يكتب عن الإمام الحسين مثلما يكتب عن " ماو " يكتب عن عبد الله بن الزبير كثائر، أنا في وجهة نظري أن القصيدة غير المثقفة هي قصيدة ناقصة فوجود الثقافة فيها تنم على ثقافة الشاعر وهي جزء لا يتجزأ من القصيدة، فنحن لا نكتفي بالفطرة بأن تكون مالكة للموهبة وبناءً على المعاني التي تحفظها من نتاج ثقافي بذاكرتك ويتفاعل مع-أحياناً-مشاعر بداخلك خارج نطاق الاطلاع العام فالقصيدة تكون ناقصة، ولكن ينبغي عدم طغيان الجرعة الثقافية على الجرعة الوجدانية في القصيدة فتدمغها تحولها إلى حالة فكربة بدل أن تكون حالة شعرية، فالقصيدة هي ذلك القلق والألق الممتزجان بالثقافة.

الخباز: نحن-جيل الشباب-أتينا وجاسم متربع على الساحة الشعرية فلا نعرف شيئاً عن بداياته بدايات معاناته مع الكلمة بدايات علاقته مع المنصة وشعر المناسبة.

الصحيح: البدايات قديمة جداً ولكن منذ عودتي من أمريكا كنتُ مرتبطاً بالمنبر في بدايات 1990م، وأعتقد أن البروز عبر المنبر يمثل حالة مهمة وخطيرة في نفس الوقت، ولست بالكفء لتوجيه الآخرين ولكن الإنسان يعرض تجربته فربما يستفيد الآخرون، أعتقد أن البروز عبر المنبر يعتمد اعتماداً كبيراً على أن يتناول الشاعر ما هو سائد وأن لا يتجاوزه إلا إذا كان يملك من القدرة الشيء الجديد، أنتَ شاعر جميل ورائع ولك حضورك الجميل وتعرف بأن كثيراً من المحافل التي تُعقد خصوصاً في المناسبات يكون الهدف الأصلي من ورائها هدفاً عقدياً أكثر من كونه هدفاً ثقافياً، بينما الكتابة العكس مع حملها للبعد العقدي، فيجب ألا يتأثر الشاعر كثيراً بالهالة التي تدور حوله أو التي تنسج حوله لدرجة يتحول- أحياناً- إلى أسطورة شعرية وحين يخرج من نطاق هذه الهالة لا يجد ذاته لأنه عندما يأتي على المحك الإنساني الأشمل في الكتابة يجد نفسه متأخراً فيكون عائشاً حالة تناقض، فهذه الحالة ينبغي للشاعر أن ينتبه لها قبل الوقوع فيها لأنها حالة خطيرة يسببها الإبداع المنبري-إن صح التعبير-، وأنا حاولت أن أنتبه لهذه النقطة فلم أتأثر بالهالة التي تحدثنا عنها بقدر ما تأثرت في علاقاتي بالنقاد المهتمين بالبعد الشعري كشعر وثقافة وليس كعقيدة ونظرة مذهبية.

  • أسئلة الجمهور

السؤال الأول:
معروف أن الشاعر عندما يطيل في الكتابة فإنه لابد أن يتعرض لمشكلة التكرارفي المعاني، فكيف يستطيع الشاعر التخلص من هذه المشكلة من وجهة نظركم؟

الإجابة: القصيدة قبل أن تكون حالة لغوية هي حالة حياتية هي سلوك حياة فبمقدار ما يتعرض لقصيدة مكتوبة على أرض الواقع هو يستطيع نقلها إلى الورقة أما البقاء داخل الكتب والقراءة الاطلاع والتأثر بما يقرأ وإعادة كتابتها هذه لم تنتج إلا التكرار، فأنا عندما أكتب عشر قصائد بنظرة عقدية في الإمام علي لابد أن أقع في التكرار فأفقي محدود فمع نظرتي للإمام علي أنه أفق ممتد وأفق لانهائي فأنا على العكس لم أتجاوز قدراتي وبالتالي سوف أقع في التكرار، ولكن بمقدار ما نكتب قصائد في الحياة نكتبه على الورقة أما البقاء داخل الكتب فلن ينتج إلا التكرار.

السؤال الثاني:
ما سبب تغير اسم الديوان من " خميرة الغضب " إلى " أعشاش الملائكة "؟ ولماذا أعشاش الملائكة وليس غيره؟

الإجابة:

ذكرتُ ذلك في الديوان وأن السبب سبب فني محض لم أكن معتقداً كثيراً فنياً بـ الأول كديوان لمثل هذه القصائد فاخترتُ الثاني، أما لماذا؟ فلأنني أحببت أن أضفي قدسية ووداعة على الديوان فالعش يوحي بالوداعة عش العصافير أو البلابل والملائكة توحي بالبعد المقدس.

السؤال الثالث:
ما سر التوحد مع النخلة فمرة هي الوطن وأخرى هي المعشوقة وأخيراً هي الشاعر ولعل الطبيعة موجودة في شعر جاسم كمعجم لغوي فما سر هذا الاستيعاب للطبيعة؟

الإجابة:
النخلة بالتحديد -وبكوننا أحسائيين-نشأنا مع النخلة وكبرنا معها وسوف نمضي ويبقى النخل، هذا هو حضور البيئة في نفسية الإنسان وإذا كان ذلك الإنسان شاعراً فنفسه تنعكس على القصيدة، فلا أستطيع مثلاً التحدث عن الصفصاف إلا إذا كنت في لبنان فالوجود يصنع جغرافية نفسية-إن صح التعبير-ولكن الجغرافية الذاتية الأصلية هي خريطة الأحساء.

السؤال الرابع:
هل لكم تجربة في أدب الطفل دينياً وأخلاقياً واجتماعياً؟ وما معوقات كتابة أدب الناشئة في منطقتنا من وجهة نظركم؟

الإجابة:
قمتُ بعمل ثلاث قصائد للأطفال وهي أشبه ما تكون بالقصص فعندما قرئت من قبل أدباء قالوا هي صعبة على الكبار فهي قطعاً لا تتناسب مع الصغار فأنت أتيتَ بمعانٍ صوفية لذلك فأنا لست ناجحاً في ذلك ولم أنشر هذه القصائد.

أما أدب الناشئة: هو في حقيقة الأمر توجه يلتفت إليه البعض معتنياً فيبدع فيه، فكاتب مثل عبد الله الخالد-وهو صديق لنا-له مجموعة دواوين كلها موجهة للأطفال، وأنا لا أحمل مثل هذا التوجه.

السؤال الخامس:
ما الدور الذي يقوم به الشاعر في غيبة الإمام المهدي(عج)؟

الإجابة:
لا أريد أن أعطي الشاعر بعداً عقدياً فالشاعر مشغول بالإنسان، وأنا لدي قصيدة مطولة في الإمام المهدي(عج) الشاعر يحمل مهدية في ذاته فهو دائماً أمام جدار هذه الحياة وعمل الشاعر أن يستخدم إزميله في نحت فكرة النافذة على هذا الجدار ليفتح كوة من الأمل للناس، ووظيفة الشاعر باختصار هو عمل كوة بيضاء في الجدار الأسود.

السؤال السادس:
ما سر الحضور الصوفي في شعر جاسم؟

الإجابة:
التجربة الصوفية الشعرية هي الانعطافة الحقيقية في الشعر العربي من كلاسيكيته إلى حديثه، فعندما نقرأ للحلاج وابن الفارض وابن عربي وهذه النماذج هؤلاء كتبوا حداثة في الحقيقة وحتى رموز الحداثة الآن عندما يريدون أن يوجدوا مبرراً تاريخياً للكتابة الحديثة هم يرجعون للكتابة الصوفية فهذه الكتابة الصوفية حتى في نثرها حديثة مثل: " وقفات النثري " فالوقوف أمامها لا يمكن أن يتعاطى مع الوقفة النثرية فقط وإنمات وقفة مجازية يكون لها ذلك الإيحاء الشعري العميق على المتلقي، وما يميز الكتابة الصوفية- والتي تجاوزتها أنا –هو البعد الرمزي والرؤى قزحية طيفية تتعامل مع طيف المفردة وليس مع جسدها، ولذلك فالبيت الشعري يمر عليك بنا يشبه البرقية وأنت تلتقط هذه البرقية وتؤولها.

السؤال السابع:
مَن من الشعراء الشباب يلفت نظر الصحيح؟ وهل تمنى الشاعر قصيدة كتبها غيره؟
الإجابة:
الشعراء الجيدون كثيرون في القطيف والأحساء وأنت أحدهم. أما الفرع الثاني من السؤال فأنا أعجبتُ ببعض الأبيات للمتنبي وتمنيتها لي.

  • صور من اللقاء

المصور الأستاذ: عقيل شوكان

منصة الحوار

user posted image

الأستاذ والشاعر جاسم الصحيح
user posted image

جانب من الضيوف الكرام
user posted image

حضور من البحرين الشقيقة (يظهر الأخ الشاعر صادق العضب في المنتصف)
user posted image

تواشيح للملا سعيد المعاتيق
user posted image



شيء تذكاري للشاعر
user posted image