عيدكم مبارك وأيامكم سعيدة

(ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون )  .

 الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الحمد لله على ما هدانا وله الشكر على ما أولانا .

 يحق لكل مؤمن أطاع ربه وصام شهر رمضان أن يفرح في يوم العيد

يحق لكل مؤمن تزود بزاد التقوى وصان دينه بالورع في شهر رمضان أن يفرح بإقبال يوم العيد .

 يحق لكل مؤمن تاب إلى الله من ذنوبه وعاد إلى رحاب ربه الواسع أن يفرح في يوم العيد

يحق لكل مؤمن اجتهد في الدعاء وطلب عفو الله ومغفرته أن يفرح في يوم العيد . أو ليس قد فاز حيث استجاب له مجيب الدعوات وجعله من عتقائه من النار وطلقائه من جهنم ؟
ويحق لكل مؤمن عمل الصالحات في شهر رمضان وقام بمختلف الأفعال الطيبة أن يفرح في يوم العيد ويغشيه السرور والراحة والإغتباط ، لأنه قدم لنفسه ما فيه خيرها وصلاحها وسعادتها ، وأصبح مؤهلاً للدخول في رحمة الله واستقبال نور رسالته

 وهكذا قال البعض : ( ليس العيد لمن لبس الفاخرة إنما العيد لمن أمن عذاب الآخرة ، ليس العيد لمن لبس الجديد إنما العيد لمن أمن الوعيد ، ليس العيد لمن لبس الرقيق إنما العيد لمن عرف الطريق ) .

وعن علي أمير المؤمنين أنه قال في بعض الأعياد :  ( إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه ، وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد  ).

ومر الحسن بن علي المجتبى في يوم فطر بقوم يلعبون ويضحكون فوقف على رؤوسهم فقال  ( إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه فيستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا وقصر آخرون فخابوا ، فالعجب كل العجب من ضاحك لاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون ، وأيم الله لو كشف الغطاء لعلموا أن المحسن مشغول بإحسانه والمسئ مشغول بإسائته  )  
وقال السيد أبن طاووس ( رحمه الله ) : ( لا تقطع يومكم هذا باللعب والإهمال وأنت لا تعلم أمردود أم مقبول الأعمال ، فإن رجوت القبول فقابل ذلك بالشكر الجميل وإن خفت الرد فكن أسير الحزن الطويل ) .

 نرجو  من الله عز وجل أن يتقبل من جميع المؤمنين والمؤمنات صيامهم وقيامهم وأن يغفر لهم ويرضى عنهم وأن يديم عليهم الفرحة والسرور والبهجة والسعادة .
 
 ونختم بالتذكرة بوجوب إخراج زكاة الفطرة للفقراء والمساكين لأنها من تمام الصوم ، جاء في الحديث عن الإمام جعفر الصادق : (  إ ن من تمام الصوم إعطاء الزكاة يعني الفطرة كما أن الصلاة على النبي من تمام الصلاة، لأنه من صام ولم يؤد الزكاة فلا صوم له إذا تركها متعمداً )  .

 وروي عنه أنه قال : من ختم صيامه بقول صالح وعمل صالح تقبل الله عز وجل منه صيامه ، فقيل له : يا ابن رسول الله ما القول الصالح ؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله ، والعمل الصالح إخراج الفطرة ) .