رسالة عاشوراء
شهادة خالدة
يمر الزمان وتتوالى السنون ويبقى اسم الحسين علماً يرفرف في سماء المحرومين يلوح لهم ببشرى قادمة تبعث في نفوسهم الأمل بغد مشرق ومستقبل زاهر بعد ليال العناء ، وقد استحق الحسين هذا الوسام الخالد لأنه جسد العطاء في أرفع معانيه وأرقى أساليبه
فحين كان المسلمون الأوائل ينطلقون إلى الميدان ، كانت الآمال تستحثهم بين نصر وشهادة وحين جاء الحسين إلى كربلاء كان حاملاً روحه في كف ومخضِباً بدمائه كفه الأخرى .
وحين راح الشهداء يتسابقون إلى الجنة كان هو في محك الألم ينظر قرابينه تسقط بدوراً بين يديه فينهكه المصرع تلوى المصرع .
ولذلك كتب للحسين الخلود ، وهو درس لنا إن كانت في أرواحنا نبتة الغيرة والمحبة لهذا الدين الذي أكرمنا الله به وهدانا بعد الجهالة والضلالة فسلام عليك يا أبا الأحرار وسيد الشهداء
ديمومة الثورة
رغم ما كتب عن ثورة الحسين من كتب ودراسات ، مازالت القضية تملك من مقومات الديمومة ما يجعلها حية في أذهان الكتاب والقراء .
وقد أمدت هذه الثورة العظيمة قروناً متطاولة بروح تتجاوز حدود الزمن ، وتتخطى الجغرافيا بصورة عجيبة ، فتجد اسم الحسين مرتقياً جبال الهملايا ، يرفرف علمه هناك ويسمع صوت النادبين عليه
فإذا كان صوت الحسين هناك ألا نسمعه ونحن على مشارف الفرات تذكرنا مياهه الرقراقة بذلك العطش الذي مازال يدوي حتى اليوم .
لذلك أحببت أن أرفع صوتي مع الحسين أوصله إلى أعزتي الشباب في زمن الغزو الإعلامي الذي يراد به إخماد صوت الحسين .
رسالة الشهداء
بدمائنا كتبنا مواقفنا وسجلنا إيماننا وصبرنا مستلهمين مدادنا من منبع الصبر وينبوع الصمود( سيد الشهداء ) وأنتم اليوم في سوح عزائنا تبكون وتلطمون فهنيئاً لكم دموعكم الصادقة وزفراتكم المخلصة
لم يكن صوتنا سيصل إلى الأجيال لولا هذه الأكف الضاربة على الصدور والدموع الجارية من القلوب قبل العيون ، ومن قبلنا وقبلكم بكى الرسول وبكت البتول ووقف الوصي حين مر بهذه الأرض يستحث الذكرى قبل حلولها ، ومامر نبي إلا وذكر الحسين ، فهنيئاً لكم يا زوار كربلاء وخدمة الحسين والباكين لمصارع الآل ولكم منا آلاف التحية والسلام .
وعلى المنهل العذب ملتقانا ومن الحوض مشربنا .
زهير ... القلب السليم
لم يكن زهير بن القين البجلي رجلاً عادياً ، بل كان شخصية مرموقة في المجتمع ، كان صاحب رأي ، يتخذ قراره عن وعي واقتناع ، فلم يكن إمَّعة ، ولذلك عندما كلمه الحسين في خيمته أجال الفكر وتخير الموقف وبادر بالقبول ، وسار في ركب الحسين مؤثراً الآخرة على الدنيا .
كانت مواقفه مشهودة في تأريخ كربلاء .. يقول الراوي : أقبل علينا زهير بن القين على فرس له ذنوب شاك في السلاح فنادى بأعلى صوته ( يا أهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله نذارا ، إن حقاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم وإنا وإياكم على دين واحد مالم يقع بيننا وبينكم السيف ، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنا أمة وأنتم أمة إن الله قد ابتلانا وإياكم بذرية نبيه محمد لينظر مانحن وأنتم عاملون ...) وهكذا ترى البصيرة النافذة لهذا الرجل المقدام الذي دفعه يقينه للشهادة بين يدي الحسين ، برز إلى القوم وهو يرتجز ويقول: أنا زهير وأنا ابن القين *** أذودكم بالسيف عن حسين
وعندما استشهد قال فيه الحسين ( لايبعدك الله يازهير ولعن قاتلك لعن الذين مسخوا قردة وخنازير )