{وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
أفتقدِمون .. !!
أفتصدقون .. !!
وإن فعلتم - شُلت أيديكم - هل تتجرءون .. ؟؟
فكيف بكم وهو موعوداً من السماء ﴿ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ﴾ .(الحجر :9)
عودوا أماكنكم فهو كتاب طاهر لن تمسوه بسوء .. عودوا جحوركم المظلمة وانطفئوا بقبحكم فيها فهو قرآن مجيد في لوح محفوظ .. ملفوف بالوعد .. مغسول بالوحي .. مطهر من الدنس .. محروس بعين الرب .. مختوم من السماء .
عودوا متراجعين متخاذلين لتكملوا غزل نسيج الحقد الذي تطحلب واعشوشب وتقرح بعفنه الداكن في ذاكرتكم عنَّا .. فنحن وأنتم نعرف الأهداف وندرك الغايات التي وراءها تسعون ..
عودوا فغضبنا ثورة ستحرقكم .. وصراخنا ركظة مستفزة تلهبكم .. وسخطنا ينمو كسياط قهر تجلدكم فتثير الرعب في قلوبكم .. فما أنتم غير تماثيل جامدة من خشب لا تفقه شيئاً عن معنى الغضب ..
عودوا فربنا غاضب ونبينا غاضب وديننا ومذاهبنا وعروبتنا كلها غاضبة وكتابنا محفوظ بمشيئة الله وهو موعود بالفوز وتحقيق النصر ..
حفِظ الله الكعبة من كيد أبرهة وأصحاب الفيل فأنزل عليهم طيراً من أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول .. أفلا يحفظ كتابنا من دنسكم ..
عودوا فالغضب يحدق بكم من كل حدب وصوب والسماء ترعد وتبرق بالصواعق .. والأمطار والعيون تتوعد بالطوفان والمهالك .. والأرض كلها تهتز بالرجفة وتنتفض بالزلازل .. والريح بكم ستلعب لتحيلكم إلى أعجاز نخل خاوية لن يكون لذكرها بين الأمم من باقية ..
عودوا بجهلكم وحمقكم عنَّا .. فوجوهكم الباردة هذه سترتجف بالزمهرير في صُهب بارد وتحترق بسخط الغضب وصهده .. فهل تعرفون معنى الغضب ؟؟ ..
اقرءوا التاريخ إذاً لتعرفوا ماذا صنع بمن تصدى لديانات السماء وماذا كان مصير أصحاب الأخدود .. وماذا كان شأن نصارى نجران .. وماذا كان وراء الريح والأعاصير والزلازل والبراكين التي أصابت الأقوام في شأن الأنبياء ورسالات السماء وكتبها ولمن في النهاية كان النصر والغلبة ..
عودوا بغروركم .. فعقولكم فارغة .. تافهة .. ومشوهة .. سمجة من خشب .. وفي قلوبنا سيل من غضب .. سيحرق هذا الخشب ليحيله إلى بواقي رماد تبعثره الريح العاتية ..
عودوا ففيه سور تحميه من بغيكم .. ستهزكم بالزلزلة .. وتقرعكم بالقارعة .. وترعدكم بالرعد .. وتغشاكم بالغاشية .. وتحقكم بالحاقة .. وتطرقكم بالطارق والنجم الثاقب .. وستقيم قيامتكم على رؤوسكم بقسم القيامة والنبأ العظيم ..
عودوا بخيباتكم ونواقصكم .. فنحن أمة وان أصابتها الشقوق يوماً والخلافات لكنها بالتوحد مستجابة الدعاء وموعودة بالنصر وظهور الأمر ..
عودوا فنحن سنخرج لفضاء الأرض .. نطلب فيكم قضاء الرب .. وسنكشف رؤوسنا للسماء .. غاضبين ضاجين .. رافعين أصواتنا عليكم بالدعاء مهللين ومكبرين ..
عودوا واعتبروا بمن تجرأ من الأقوام علينا فانطفأ ذكره وغاب أمره ومُحِق خبره ..
عودوا واندحروا بمكركم فهو كتاب محفوظ بالوعد والقسم .. ﴿ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ﴾ (الأنفال :30) .
عقيلة آل حريز
3/ 1/1427هـ