النموذج العراقي الجديد مستهدف!
من يراقب الأوضاع في العراق الجديد يجد أن هذا البلد مستهدف من عدة جهات ومنها الأنظمة العربية والدول المجاورة ومن قبل بعض الجهات التي لها مصالح في ابقاء العراق في حالة ضعف وهوان... فالكل يحاول فرض اجندته ومصالحه على هذا البلد عبر عدة وسائل منها التشكيك في الشخصيات والأسماء الجديدة على الساحة في العراق الجديد، واللعب على الوتر العرقي والطائفي والمذهبي وبين ديني وعلماني وغيره، وعبر زرع حالة من التشنج والقلق المتبادل لدى فئات الشعب العراقي، والسعي لإفشال التجربة الديمقراطية قبل خوضها عبر تخويف فئة من الشعب منها، بحيث لم تترك هذه الأنظمة للشعب العراقي فرصة لكي يتنفس عبير الحرية ويحدد أولوياته وأهدافه ومصيره ومستقبله بنفسه بعد سقوط النظام الدكتاتوري الجاثم على صدره عدة عقود من الزمن.
لقد أراد البعض أن يبقى العراق الجديد ساحة لتصفية الحسابات مع الدول الكبرى، ومع من يخالف مصالحهم عبر إرسال المقاتلين والمعونات والدعم اللوجستي، والتحفظ على تسمية من يقوم بالأعمال الإرهابية هناك بأنه إرهابي، وان يكون العراق كذلك بلد غير مستقر امنيا واقتصاديا ليتم السيطرة عليه، فيما هناك من يسعى لتنصيب نظام مشابه لنظامه، ووصل الأمر لدى البعض إلى المطالبة والترويج لفكرة ضرورة وجود نظام دكتاتوري بعثي أو مشابه له لقيادة هذا البلد بحجة أن الشعب العراقي لا يفهم إلا لغة العنف والسيف!.
و تأتي تلك الأعمال من القائمين على هذه الأنظمة ضمن سياسة معينة تخدم مصالحهم وأهدافهم إذ قاموا قبل خوض غمار الحرب للإطاحة بنظام صدام بمحاولات لإقناع دول التحالف بقيادة أمريكا بعدم استخدام القوة لإزالة النظام لعدم وجود البديل المناسب محذرين بان إزالته ستسبب فراغا في المنطقة ومشاكل عديدة منها الحرب الأهلية، وان ممارسة الديمقراطية في هذا البلد ستأتي بحكومة تخالف النسيج القائم، فيما تسابقت تلك الأنظمة في تقديم ما لديها من اقتراحات وأسماء بديلة تتناسب مع فكرتها وعقليتها في الحكم التي ترى نفسها الأفضل في حكم الشعب العرب.
وما استمرار دوامة العنف والتخريب والاختطاف والقتل والاعتداء على المقدسات وإثارة الفتنة الطائفية في الشارع العراقي إلا دليل على دعم بعض الدول والأنظمة والمؤسسات لتلك الجماعات لإسقاط مشروع الديمقراطية النموذجي في العراق بعد نجاح عملية التصويت في الانتخابات الأخيرة، واختيار الشعب العراقي من يمثله حسب ما يراه منسبا له.