الشيخ آل محسن : من هم الجناة على القبة المشرفة؟

شبكة مزن الثقافية

بعد أن قامت مجموعة إرهابية بالاعتداء على حرم الإمامين العسكريين في سامراء في صباح يوم الأربعاء 23 من شهر محرم الحرام، نود أن نتحدث في هذا الموضوع من عدة جهات:

أولا: في الغايات التي أرادها الإرهابيون من هدم القبة المشرفة:

وهي تتخلص في أمور:

1- إثارة الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب العراقي السنة والشيعة، وذلك لأن أصابع الاتهام ستوجه حتما إلى أهل السنة دون الشيعة الذين لا يتطرق احتمال قيام أحد منهم بذلك، وسواء أكان هؤلاء السنة هم من الإرهابيين التكفيريين الذين يحرمون البناء على القبور، ويعتبرونها من أعظم البدع المؤدية إلى الشرك المخرج من الملة، أم كانوا من فلول البعثيين الذين يريدون زرع بذور الفتنة بين العراقيين، حتى لا تتمكن الدولة الجديدة من القيام بمهامها في تحسين الأوضاع الحياتية للشعب العراقي.

2- صرف الأنظار عما قامت به بعض الصحف الدنماركية التي نشرت بعض الرسوم المهينة لرسول الله  والتي قابلها المسلمون بالاحتجاج والاستنكار الشديدين، وربما يقال: إنها الحادثة التي جمعت المسلمين شعوبا وحكومات على مقابلة هذا العمل المشين بالاستنكار والاحتجاج والمقاطعة.

3- الإمعان في الكيد للشيعة في العراق، الذين صارت السلطة في أيديهم، فإن الإرهابيين حاربوا الشيعة بأنواع مختلفة من الحرب، فقاموا بتصفيتهم جسدياً، وبحربهم إعلامياً، وأخيرا قاموا بتفجير القباب المشرفة لأئمتهم، لأنهم يعلمون أن هذه الضربة ستكون موجعة للشيعة أكثر من الضربات السابقة.

4- إظهار حقدهم وكراهيتهم واستهانتهم بأئمة أهل البيت عليهم السلام، فإن هذا التفجير يحمل معه الاستخفاف بصاحبي الحرم الشريف: الإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري عليهما السلام.

ثانياً: من هم الجناة على القبة المشرفة؟

من الواضح أن الجناة ليسوا من الشيعة، لأن الشيعي مهما يكن فإنه لا يتجرأ على هدم قبة من القباب المشرفة، والجناة الحقيقيون إما أن يكونوا من التكفيريين الإرهابيين، وإما أن يكونوا من فلول البعثيين الذين لا يريدون الاستقرار للدولة الجديدة.

وسواء أكان الجناة هم هؤلاء أم أولئك فإنهم لا يحملون مبدأ غير الإرهاب، وذلك لأن أصحاب المبادئ لا يكونون كخفافيش الظلام، وإنما يسفرون عن أنفسهم، ويجهرون بمبادئهم، ويعلنون عن مسؤوليتهم عما يقومون به، ولا سيما إذا كانوا لا يعتقدون بالتقية المبيحة للتستر والكتمان.

ثالثاً: في أمور ينبغي ملاحظتها:

1- على الشيعة الكرام ألا تأخذهم العواطف وردة الفعل فيقعوا في الفتنة الطائفية التي أراد أولئك الجناة إشعال فتيلها بين السنة والشيعة، وعليهم الالتزام بوصايا المرجعية الشيعية التي حرمت عليهم مواجهة أهل السنة بأي نحو من أنحاء المواجهة، كهدم مساجدهم، وتخريب مؤسساتهم الدينية وغيرها، والتعدي على دمائهم وأموالهم، وذلك لحرمة التعرض لدماء المسلمين وأموالهم بغير حق، وأن المستحق للعقاب هو  الجاني، دون غيره من أبناء مذهبه.

2- السعي إلى تعمير الحرم الشريف بأموال الشيعة أنفسهم، لا بأموال الدول الكافرة، ولا بالأموال الأخرى غير معروفة المصدر، وعلى الشيعة أن يسعوا إلى إعادة إعمار الحرم الشريف من خالص أموالهم الطاهرة التي اكتسبت من حلال، ولم يتعلق بها أي حق لله أو للناس.

3- مطالبة الحكومة العراقية بعدة أمور:

- توفير الحماية والأمن للمشاهد المشرفة وزوارها الذين عمد التكفيريون إلى استهدافهم في مناسبات الزيارة كما حدث في الكاظمية على جسر الأئمة وفي كربلاء المقدسة.

- عدم التساهل مع كل من سولت له نفسه أن يعبث بالمقدسات الإسلامية أو بدماء الأبرياء وينتهك حرماتهم، فيجب معاقبته بالعقاب العادل، ليكون عبرة لغيره ممن هم على شاكلته.

- أن تجعل إدارة كل المشاهد المطهرة بأيدي المرجعية الدينية الشيعية، ولا تكون تابعة للأوقاف السنية، لأن مراجع الشيعة العظام هم خير من يتولى هذه المسألة.

- أن توكل الحكومة العراقية إعادة إعمار الحرم الشريف إلى المراجع العظام، لتقوم المرجعية بإعماره بالطريقة التي ترضي الشيعة في جميع إنحاء العالم.

وفي الختام نسأل الله سبحانه أن يعجل فرج وليه وابن أوليائه، وأن يجعلنا من أنصاره والمجاهدين بين يديه، والمستشهدين تحت لوائه، إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.