لماذا؟!
علامات استفهام ملوية العنق ترتسم في الافق الرحب الممتد ما بين تفخيخ حاضرنا وتضبيب مستقبلنا لتنكس رأسها بين الحين والاخر... لعلها تجد اجابة من هنا وهناك.
لماذا رقم واحد: لماذا نجيد فن الكلام والشعارات اكثر من اية فنون اخرى؟ ونحن من ارادنا البليغ المتعال بقوله: (اكبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون).
لماذا رقم اثنين: لماذا نقدس الانسانية في شخصيات تاريخية ونعظم الزمان والمكان لاجلها... وربما نبذخ المال والوقت في سبيل ذلك في حين اننا نقتل تلك الشخصيات في انسانيتنا عندما نمارس يومياتنا بسلوكيات تناقض سلوكيات تلك الشخصيات ايما تناقض؟
لماذا رقم ثلاث: لماذا يحترم الرجل في مجتمعنا الامراة الاجنبية - على اختلاف مسمياتها - ولا يحترم بنت ارضه ورفيقة محنته وربيبة تاريخه؟ أهي مخلفات فكرية موروثة تدور فكرتها حول اللون والعرق والطول... أم عقدة نفسية تتلاعب في الكثير من مكنوناتنا الداخلية؟
لماذا رقم اربعة: لماذا نحرص على وضع الثياب الغامقة اللون على اجسادنا والنظارات الغامقة على نظراتنا فيما تكون ابتسامتنا شاحبة اللون باهتته؟ ألم تخلق السماء لنا ألوانا عديدة ببهجة الحب والورد... فلماذا نلزم انفسنا بلون واحد؟!!
لماذا رقم خمسة: لماذا نصرخ بوجه اطفالنا عندما يكذبون علينا، ونتوعدهم بالنار وعذاب الله، ولا نفكر ولو لمرة واحدة ان نصرخ بوجه ذواتنا المقدسة ونتوعدها بالويل والثبور لانها تكذب كل يوم الف مرة!
تكذب على نفسها، عندما تزين لها الباطل وتجعله حقا!!
تكذب على نفسها، عندما تلبس عليها الوقائع وتجعل من الاوهام حقائق، تكذب عليها عندما تصورها اله لابد ان يخضع الجميع لعبادته!!
كما تكذب على الاخرين ... عندما تخفي حقيقتها خلف الف قناع وقناع!!
وتكذب على خالقها ايضا... عندما تجعل من نفسها قيّماً على امور عباده!!
لماذا رقم ستة: لماذا نترنم بتواشيح حقوق الانسان، ويرفع كل من يريد ان يقول هذا انا، شعار حرية المراة وحقوقها، وحقها وكرامتها و.... (ما أبدعنا من أمة تجيد صياغة الشعارات والعبارات)... نرفع كل ذلك في محاولة للحصول على ما يمكننا الحصول عليه من منصب او شهرة او مال او جاه او تحقيق ذات في امر ما. وفي ابسط مفردة حياتية في يومياتنا نكون اول من يخونها، ويغدر بحقها، ويصادر ارادتها، وقد يلغي وجودها ايضا... يا ترى كم للارهاب من وجه؟!
لماذا رقم(....): اشفاقا على نفسي وعلى من يقرأ اسطري هذه، اعتذر عن تسلسل الماذات لانها متسلسلة كسلسلة الزمن في ولوج الليل والنهار، والكل يجري وراء لقمة العيش او فسحة امل وربما لحظة امن... وهذه الماذات تأخذ منا وقتا كثيرا... قد نحتاجه للجري وراء لقمة عيش او فسحة امل او لحظة امن ... ولكن لماذا لا نطرح على انفسنا سؤالا واحدا ولو واحد في كل لحظة نجري فيها وراء لقمة عيش او فسحة امل او لحظة امن... ربما نعثر على الاجابة قبل ان يصل الخطو الى مبتغاه.