مسؤول .. مواطن، مفردات غريبة!!
وقفوهم انهم مسؤولون!!
لقطة فنية فكرية لمشهد من مشاهد العالم الاخر، ذلك العالم الذي هو تجليات لعالم الدنيا.
لقطة فنية فيها الكثير من القساوة والكثير من الايحاءات الفكرية لهذه القساوة الالهية في تجميد حركة بعض الاشخاص لانهم كانوا (مسؤولون).
- كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته!!
خط فكري رسمته فرشاة النبي الاكرم وهي ترسم فيما ترسمه من لوحة الحياة.
ولكن المشكلة ان الجميع لم يتعلم الى الان فن قراءة اللوحات او حتى مجرد الرغبة في دخول مرسم الحياة. كل ما اجدنا فعله هو صناعة اطار محكم لنضع فيه تلك اللوحة النبوية ونتباهى بطلائه وحذاقة صنَاعه.
- رفع الاذى عن الطريق صدقة!
كأن يكون ذلك الاذى حجر يعثر به السائر، فكرة بسيطة توحي بان مسؤولية الانسان تتحرك حتى على مستوى ازالة الاذى الصغير في الطريق لمجرد الاحساس بخطورة ان يتعثر احدهم وهو يسير هنا او هناك، فكيف اذا كان الخطر كبير يداهم حاضرنا ومستقبلنا، خطر يداهم السائرون على قارعة طريق الوطن، ويطلق عليهم مواطنون!!
- ابوبكر وعمر وعلي، حكموا مواطني دولتهم انطلاقا من مفردة تدعى (مسؤولية)!!
وفي كل موقف يجد احدهم فيه حرجا او صعوبة في اداء هذه المسؤولية يستنجد باخيه الاخر حتى لا يفرط بحق احد مواطنيه ولذلك سجلها التاريخ: ( لولا على لهلك عمر... لا ابقاني لمعضلة ليس لها ابو الحسن)... فعندما يكون الحديث حديث المسؤولية، تسقط هنا كل الخصوصيات وكل الاختلافات وكل الافكار ما عدا فكرة واحدة... كيف اخدم الناس؟ كيف اؤدي مسؤوليتي؟
- في الالفية الثالثة من عمر البشر... هناك عسر فهم لمفردتي المسؤول والمواطن!!
فالمنصب أو الكرسي يخدم المسؤول ويدعمه حاضرا ومستقبلا!!
المنصب او الكرسي او حتى الوظيفة الادارية عامل مساعد في ارتقاء المسؤول الى سلم الكمال، فمثلا (في محافظتي)، ما ان يصبح السيد فلان او السيدة فلانة (دعما لحركة حقوق المرأة)، عضوا في مجلس المحافظة او مجلس النواب... يصبح كل شيء في خدمته واولها الشارع والزقاق الذي فيه... فتاتي سيارات الشرطة لتقطع الطريق وتوضع الاحجار واكياس الاسمنت لقطع الافرع والازقة المؤدية الى بيته حتى وان تطلب ذلك اعاقة لحركة سيارات المواطنين والجيران او قطع الطريق على المواطنين الراجلين، فيقطع المواطن نصف ساعة او ربع ساعة من وقته ليصل الى بيته المحظوظ بانه بيت جار للمسؤول!!
هذا مثال لما يدور على ارض واقعنا...
سمعنا ذات يوم عن رسول الانسانية محمد ، من ندعى كلنا باختلاف مذاهبنا وطوائفنا ومشاربنا باننا ننتمي اليه، سمعنا: (بان سيد القوم خادمههم)، أم يا ترى هذا لا يشمل المواطن العراقي المسكين الذي يجري عليه ما لم يجر على غيره ابدا!!
اظن باننا بحاجة الى قراءة جديدة لثقافة مفردة المسؤول والمواطن، واعادة نظر في تركيبتهما...، ثم نقرر هل نفهم المسؤولية والمواطنة كما فهمها الاخرون، ام نرمي الاخرين بحجر الجمود والتخلف والضلال... لانهم لم يفهموا هاتين المفردتين كما فهمناهما نحن، وكما جسدناهما على ارض الواقع.
حقا، ماذا تعني كلمة مواطن ايها المسؤول... عفوا ماذا تعني كلمة مسؤول ايها المواطن؟!