أزمة زمن الصمت
لأنه زمن الصمت قررت ان اصمت، فأودعت يراعي ومحبرتي زاوية القلب المظلمة وأسدلت الستار بهدوء وسكينة لابتعد متحاشية سماع حشرجة يراعي وانتفاضة محبرتي...
ولانه زمن الصمت، رفض قلبي ان يصمت فقذف يراعي ومحبرتي من جوف زاويته المظلمة صارخا في وجهي: خذي صمتك ليدوي ممزقا سكون العالم... فما عاد بوسع صمتي ان يحتضن صمتك، لان الأرض تهتز من تحت اقدامنا صمتا وصمتا وصمتا.
كثيرا ما استوقفتني تلك العبارة السماوية التي خاطبت سكان الارض وتحديدا سكان المنطقة العربية بقولها: (كنتم خير امة أخرجت للناس)، لتعطي مفهوما اوسع واشمل للامة التي تحتضن في طياتها العرب والعجم والكرد والهند وكل الاجناس في محاولة لبناء امة إنسانية يوحدها الحب...
فلا يمكن لاي امة ان تكون مثالا وقدوة لغيرها ما لم تكن ثقافتها وديدنها في الحياة، الحب.
فالحب هو الذي يجمع، وهو الذي يؤسس منظومة فكرية حضارية لبناء مجتمع مترابط موحد.
الحب الذي يكون فكرة متقدة في العقل تضئ الكون، وتغمر باحاسيسها الارض والحيوان والجماد والانسان، وتسعى لخير كل الموجودات.
الحب الذي يكون عاطفة في القلب تغمر الكون سلاما وعشقا، وتضفي على الحياة الوانا بهية من الوان قوس قزح ليفهم البشر انهم قادرون على التعايش والعيش مع اختلاف الالوان والامزجة والاذواق.
وفي زمن الصمت، كان الحب اول الصرعى... اول الضحايا... اول القتلى... اول الشهداء على اختلاف مسميات وسائل الاعلام!!
ولانه كان الاول، فان قائمة الصرعى، الضحايا، القتلى، الشهداء، تتضاعف يوميا... تكبر مساحتها الجغرافية، وتتفاقم ازمة الحلول، لان مشكلتنا العظمى ان زمن الصمت احال كل شيء الى رماد يحرق نفسه تحت التراب بصمت وسكينة ووقار... ويبقى الحب، مصلوبا في زمن الصمت يرنو الى من يعيد الحياة اليه!!