تصرفات الشباب باتت مخيفة !
إن الجميع يعلم إن تصرفات أي شخصٍ من الشباب إنما تدل على تربيته , فهو يُجسد أسرته في نظر المجتمع , ولكننا نلاحظ أن معظم شباب اليوم لا يلقون بالاً لتصرفاتهم الطائشة.
والسبب يعود للمسؤولية من جهة الوالدين وعدم مراقبة أبنائهم جيداً , والحقيقة إننا لا ندرك تماماً مسؤوليتنا وعلينا أن نعلم بأن كل فرد مسؤول أمام الله تعالى بالنسبة لأبنائه.(1)
إن مسؤولية التربية الصالحة والتنشئة السليمة تقع على عاتق الوالدين , وأن من واجب كل والدٍ تربية أبناءه على الصلاح منذ الصغر , وربما الإهمال أو التساهل في تعليمه الأمور الصالحة وعدم مراقبة سلوكه يؤديان إلى اتخاذه الطريق المُعوج والخاطئ مما يسبب الحرج لوالديه وتشويه صورة مجتمعه.
قال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
لذا علينا مراقبة سلوك وأخلاق أبنائنا , فإن ما نراه من السلوك الشائن ( تحفيط , إطلاق نار , سرقة) وغيرها للأولاد وعدم احترام الكبار والشتم في أحاديثهم هو في الواقع نتيجة عدم تقيد الآباء والأمهات في أحاديثهم.
ومن الأشياء المُرعبة لشباب اليوم تمردهم على كل من يحاول إصلاح المجتمع وإظهاره بأجمل صورة وتهاونهم في أمر الدين حتى ظن بعض الناس بهم الظنون.
وبماذا نفسر تصرفاتهم وتهاونهم وعدم مبالاتهم ؟ أنفسر تصرفاتهم بأنها تمرد , عصيان , تحدي ؟ أم نفسر تهاونهم في أمر الدين بأنها عادات قديمة ولا تتماشى من روح العصر الحديث ؟
إن القديم والحديث وضعان عارضان لا أثر لهما في قيمة الأشياء ووزنها , وإنما يُعرف الشيء بنتائجه وآثاره وبمنافعه التي تعود على الكل بالخير والصلاح.
ولهذا على الآباء تربية أبنائهم على العادات الحسنة السليمة البعيدة عن كل ما يعكرها ليحصد هذا الأب غداً نتيجة زرعه وتربيته.
قال أمير المؤمنين :
فاغرس أصول التقى ما عشت مجتهداً واعلم بأنك بعد الموت جانيها