القراءة بين الموت والحياة

 

تعتبر القراءة من الأمور المهمة على المرء تعلمها وكذلك تعلم الكتابة أو ما يطلق عليه ( الخط ) , فمن دونهما يعد الإنسان أُمياً.

لقد كان في زمن الجاهلية الأولى أُناس لا يعرفون الكتابة ولا يحسنون القراءة , ولم تكن تلك الصفة تنقص من رجولتهم , والسبب في ذلك كونهم زعماء في قبائلهم أو شعراء في عشائرهم , ولكن تعتبر سمة غباء فيهم إذا لم يجدوا شخصاً يقرأ لهم رسائلهم.

فليس بغريبٍ عنا قصة الشاعر طرفة بن العبد وخاله المتلمس الضبي عندما تسلم كل واحد منهما رسالة فيها هلاكه وموته من ملك الحيرة , وكانا لا يُحسنان القراءة ولا يجيدان الكتابة ولكن سرعة البديهة التي امتاز بها المتلمس جعلته يشم رائحة الغدر من الرسالة فدفعها لغلام ليقرأها فعندما عرف إن فيها موته مزقها ورماها في بحيرة قريبة , أما طرفة بن العبد وما أمتاز به من عناد وإصرار وغباء جعلته يعتقد أن ملك الحيرة كتب له جائزة سوف يأخذها من عامل الملك في البحرين ولم يفتح الرسالة وبالطبع الكل يعرف القصة فقد ذهب لأمير البحرين فضرب عنقه.

قال الإمام علي :              من لم يخط ولم يقرأ رسالته                          فقدم له إبلاً يرعاه أو غنما

نفهم من كلام أمير المؤمنين   أنه من أساسيات التعلم ( القراءة الجيدة والكتابة الحسنة ) وأنه من لم يُجيد هذه الأساسيات فالأولى له أن يرعى الإبل أو الغنم في البراري.

أما الآن ففي جاهلية هذا القرن , نرى الكثير من الناس يفزعون من القراءة سواء كانت قراءة كتاب أو صحيفة أو مجلة أو مقال ... إلخ , ويرونها كابوس يجب الاستيقاظ منه , والبعض الآخر يركضون خلف قراءة كتب الأساطير و الخزعبلات والأمور الغامضة التي لا تعود بالنفع والفائدة على المرء.

إننا بحاجة لأن نرشد أبنائنا إلى الكتب القيمة ذات النفع والفائدة والتي تزيد من معلوماتهم وترفع من خبرتهم في الحياة العملية والعلمية ونحذرهم من الكتب التي بات خطرها واضحاً جلياً في مجتمعنا.