تسونامي المرأة العراقية


تمر علينا هذه الايام الذكرى السنوية ليوم المرأة العالمي .. وتأتي هذه الذكرى العطرة بالتزامن مع الاحداث المتضاربة التي تشهدها اكثر بلدان العالمي والتي جعلت من العالم يغلي على صفيح ساخن.

كل هذه الاحداث جعلت من قضية المرأة والمشكلات التي تعاني منها في حالة نسيان، وكذلك حقها المسلوب الذي سلبه منها الاخر عن قصد او غير قصد وعلى امتداد الحقب الزمنية الماضية والتي مازالت تعاني منها حتى الآن.

وقد اكدت دراسات نشرت اخيراً بأن اكثر من 70 بالمئة من الاميين في العالم العربي هم من النساء، وهذا ما تجلى واضحاً في التهافت على صفوف النور التي تقيمها منظمة بنت الرافدين في تعليم النساء العراقيات القراءة والكتابة .. فالمرأة العراقية لازالت تعيش في زمن العصور المظلمة، في وقت اصبحت فيه الامية في الامم المتحضرة الاخرى ليست الجهل بالقراءة والكتابة وإنما الجهل بالكومبيوتر وعلومه فهناك فاصلة كبيرة بين واقع المرأة العراقية والطموح في تسلق درجات الرقي. وهذا ما برز بشكل واضح في البرلمانيات العراقيات حيث نسبتهن داخل القبة البرلمانية 25 بالمئة إلا ان ممارستهن لا ترتقي الى هذه النسبة.

اضافة الى ان هناك ميادين اخرى لم تستطع المرأة الولوج فيها ويعود ذلك لعدة اسباب منها دينية او اجتماعية .. تلك التقاليد التي كرست هيمنة الرجل على مطلق الحياة اليومية على حساب المرأة.

فالمرأة العراقية قد احيطت بمعوقات كثيرة تحد من حركتها للتبوأ مكانها المناسب في الهرم السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي أو غير ذلك، ومن هذه المعوقات هي السنوات المديدة من رزوحها تحت سلطة النظام السابق الذي جعل منها آلة صماء لتنفيذ مخططاته ومآربه، اضافة الى ذلك طبيعة المجتمع العراقي القبلية وما تحكمه من تقاليد اجتماعية صارمة تجعل من المرأة الحلقة الاضعف في سلسلة النسيج الاجتماعي بالاضافة الى الوضع الراهن الذي يعيشه البلد من توتر امني القى بظلاله على مختلف الحياة العراقية اليومية، وما نشهده من احداث جديدة تعصف بالساحة الدولية، كل تلك الامور همشت قضية المرأة العراقية ورمت بها في صفوف الانتظار الطويلة عسى ان تجد من يدفع بها نحو الامام.
والمرأة العراقية اليوم على مفترق طرق وعليها ان تختار بين قيود الرجل او الانطلاق للعيش بعيداً في فضاءات الحرية والمساواة والولوج في جميع مناحي الحياة.
فطريق نيل الحقوق ليس مفروشاً بالورود والياسمين بل أقل ما يمكن ان يقال عنه انه مليء بالاشواك، ولا تتوقع المرأة ان يقدم اليها حقها على طبق من ذهب .. بل عليها ان تشحذ الهمم لتكون تسونامي جديد يقلب الطاولة على جميع اللاعبين التقليديين لتضم اليهم (شاؤوا أم أبوا) لاعباً جديداً اسياسياً في جميع جولاتهم ألا وهو المرأة.