ماهكذا الظن ياتقريب !

مفيد صالح *

 

أعوام تأتي وتروح ، وصروح  تهوي وصروح ونحن لازلنا على نغمة التقريب التي لا نحس بطعمها الا بطعم التنازل المقيت ولهذا فنحن لا حول لنا ولا طول ، التقريب ككلمة هي حقا كلمة جميلة تحمل في طياتها التسامح والاحترام والتعايش السلمي ، لكني أتساءل هل التقريب الذي يبحث عنه دعاة التقريب في واقعنا المعاصر هو بهذا المعنى ؟ وهل حقق مشروع التقريب أهدافه الوهميه ؟

نحن جميعاً مع التقريب مع أي مذهب وأي جهة تنتمي الى الانسانيه ،  ولكن تقريبنا مشروطاً بعدم التنازل عن أي مبدأ يخص العقيدة والشعائر الدينية المقدسه . وبالتالي نحن نرفض ان يكون التقريب بالشكل الذي هو عليه والذي هو أيضاً بمفهوم طرف شيعي يتنازل وطرف آخر ينهش هذا التنازل ليتجهز للفريسة القادمه !  فهل هذا تقريب ؟!

اذا كان القوم يريدون التقارب معنا فأين استنكارهم من الجرائم التي تستهدفنا دون وجه حق ، والأدهى والأمر ان يكون المستهدف هو مقدساتنا الطاهره وآخرها قبة العسكريين ، جريمة بهذا الحجم و تلك الأبعاد الكبيرة الخطيرة كادت أن تدفع العراق خاصة الى حرب أهلية رسمية واسعة الانتشار لو لا حكمة الحكماء ،  ولولا ان الله ستر على عباده فالله خير الساترين .

ولا انسى انه في بداية الايام المؤلمه لهذه الفاجعه الأليمه قام البعض بدور "البندول" ليهدئ الوضع وليقول للشيعة لا تتهوروا ! بينما لم يوجه أي كلمة الى الطرف الاخر والذي هو بدوره اكتفى بالتشفي من "الاعداء" حسب ضمائرهم الميته .

وهنا أثبت التقريب ان تطبيق مبدأ " مساواة الضحية بالجلاد" هو طريقه الوحيد .

نقطة ثانية ايضا : أين دعاة التقريب عن البقيع الغرقد ؟! هل أصبح البقيع يمثل حرجا من اخواننا السنه  ولهذا لا يفضل الحديث عنه ؟! ام هنالك مواضيع أهم من اعماربقيع أهل البيت ولذلك يفضل الصمت ؟!

 ها هم أهل العامه لا يرون التقية في قضية مرقد أبو لؤلؤة في ايران بل يطالبون بازالة المرقد من مقره. فماهو قولكم ايها الدعاة ؟

اخيرا نقول ان السبيل الاوحد للتقريب الاسلامي هو الذي يدل على وجود أرضية مشتركة بين الأطراف والبحث عن الحقيقة الموجودة في ثنايا الكليات. وقد أكدت روايات أهل البيت على التعايش، يقول الإمام الباقر :(صلاح شأن الناس التعايش) وإن شخصاً دعا بحضور الإمام السجاد قائلاً: اللهم أغنني عن خلقك، فلما سمع الإمام كلامه رد عليه قائلاً:( ليس هكذا الناس بالناس، ولكن قل: اللهم أغنني عن شرار خلقك)، ولكن لا شأن للتنازلات المقيته بالتقريب لا من قريب ولا من بعيد ، ولذلك نقول تباً تباً للتقريب الذي يقول بأن الشيعة للقبور والسنة للقصور !


 

القطيف - طالب دراسات عليه بجامعة الملك سعود
قسم الكيمياء الحيويه