هروباً من الملل - 1

هروباً من حالة الملل التي بدأت تتسرب إلى نفسي جراء قراءة مقدمة مقالة «كلام ممل» للكاتب الصحفي نبيل المعجل التي نشرت في موقع العربية.نت. وافتتحها الكاتب بمقولة الفيلسوف الفرنسي سارتر «نحن نخاف من الملل.. ونهرب منه بالتغيير... ثم نعتاد على التغيير... ونمله..». وقبل أن أصل إلى قراءة ما سرده الكاتب عن معاناة زوجته المسكينة من حالات الملل المزمنة التي تعتريه. فتحت بريدي الالكتروني لأطالع رسالة وصلتني من ماليزيا من رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر العالمي للأطفال حول البيئة الذي كنت قد شاركت فيه خلال الصيف الماضي هروباً من صيفنا الطويل والملل.

مفاد تلك الرسالة: أن التغير المناخي أصبح واقعًا معاشًا، وسيكون له تأثير مفجع إذا لم يتم المضي في تحرك عاجل. وانه سيجتمع رؤساء الدول الثمان الصناعية الكبرى والأكثر تلويثًا للبيئة في يونيو القادم، ويتم حاليا إعداد أولويات هذه القمة، لذا فمن المناسب إيصال أصوات 150.000 شخص حول العالم من خلال حملة تنتهي يوم الخميس القادم.

ضغطت على الرابط المخصص للمشاركة في الحملة أو الصفحة لعربية لأشاهد فيديو قصير شديد الفكاهة حول تغير المناخ. توقفت خلال مشاهدتي لعدد من رؤساء الدول الثماني الكبرى وهم نائمون في أسرتهم وأجراس الساعة المنبهة تدق وتقرع مشيرة إلى السادسة صباحاً، توقفت لبرهة للتوقيع على العريضة المطالِبَة لرؤساء العالم بالتنبه لهذه المشكلة، والتحرك من أجل حلها.

  •  واليكم نص تلك العريضة، إلى رؤساء العالم:

إن التغير المناخي هو أكبر التهديدات التي تواجه عالمنا اليوم، وقد حان الوقت لإنهاء هذا التهديد.

إن من الواجب عليكم أن تبادروا لمعالجة هذه المشكلة في الحال، بحزم وبشكل جماعي. ابدءوا العمل من أجل التوصل لاتفاق عالمي جديد هذا العام، وضعوا أهدافًا عالمية فيما يخص التلوث الغازي، لتلافي ما قد يسببه التغير المناخي من كوارث مفجعة. نناشدكم لاتخاذ خطوات جريئة في هذا المضمار توًّا، ونحن بدورنا سنقوم باستجماع طاقاتنا معكم.

قمت بذلك فقط لكسر حالة الملل التي أُصبت بها، ولأقوم بدوري الممل كناشط لنشر التوعية البيئية والعلمية قمت بإرسال نفس الرسالة تلك لمجموعة من الأصدقاء والمهتمين بالبيئة في مواقع إعلامية ومجلات ومنتديات وشبكات مدارس وجماعات شبابية عالمية وجامعات وأكاديميات وشركات مهتمة ببرامج البيئة والتنمية حول العالم مع تقديم تحياتي البيئية الخضراء للجميع.

أعدك عزيزي القارئ، إنني في حالة الملل القادمة سوف أقوم بإرسال رسائل لأمانة القمة العربية لجامعة الدول العربية حول العديد من المواضيع المملة التي تستهويني. ومنها: شؤون البيئة وقضايا الشباب والبطالة والمؤسسات الصغيرة، ورعاية الإبداع وتنمية الابتكار، واستثمار طاقات الشباب والناشئة والأطفال، وتنمية روح المبادرة والريادة.

وإذا ما تكررت موجات الملل المزمنة التي عادة ما أصاب بها، فكما قال الشاعر العربي قديماً:

 
كأن الحزن مشغـوف بقلبـي      فساعة هجرها يجد الوصال
كذا الدنيا على من كان قبلي      صروفا لم تدوم عليـه حـال

فسوف أستمر في كتابة سلسلة مقالات حول الملل وأوقات الفراغ وفوائدهما والطرق المثلى لإدارتهما ولاستثمارهما. كما وسأعمل على تأسيس وإشهار مؤسسة عالمية للملل ومركز تدريب لتنمية مهارات الملل المختلفة، يحاضر فيها أساتذة الملل العالمي وهم كثر ولله الحمد.

فالإحساس بالملل والهروب منه بالتغيير نعمة عظيمة تفجر الطاقات الإبداعية الكامنة لدى الشباب.