الإمام المدرسي: جاهلية اليوم مسلحة بالمفخخات ونجاتنا بالعودة للرسول(ص) ونشر ثقافة الحياة
قال سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي المـُدرّسي ان الطريق الوحيد للخلاص من التمزق والمشاكل التي تترى في العراق هو ببناء وتحويل مجتمعنا الى مجتمع الرحمة من خلال عودة الناس جميعا الى رسول الله وسيرته، والى عترته الطاهرة والى الكتاب الذي حمله الى الامة ( القرآن الكريم).
جاء ذلك في محاضرة القاها سماحته بمكتبه في مدينة كربلاء المقدسة على حشود غفيرة من المؤمنين بمناسبة المولد النبوي المبارك في السابع عشر من ربيع الاول الجاري.
واضاف سماحته ان النبي الاكرم جاء لانقاذ البشرية ـ بأذن الله تعالى ـ من الجاهلية وضلالها وفسادها وقسوتها واخلاقياتها السيئة ومن ثقافة الموت التي تمثلها، وانه جاء مقابل ذلك بثقافة الحياة التي جسدها بسيرته الوضاءة وبخلقه العظيم وبالرحمة الالهية التي تجسدت فيه وبرسالته الاسلامية السمحاء للبشرية اجمع. وان حاجة العالم اليوم الى رسالة النبي ورحمته واخلاقه وسيرته وكتابه العزيم القرآن الكريم هي امسّ واكبر في هذه المرحلة من تاريخ الانسانية.
و قال سماحته ان ثقافة الموت في الجاهلية الاولى كانت خاطفة ومتلصصة لكنها اليوم هنا مسلحة بالمفخخات، وقد رأينا مؤخرا كيف ان عملية ارهابية واحدة بهذه المفخخات هدمت في تلعفر اكثر من ثمانين بيتا على سكانها ودمرت اكثر من مئة محل وازهقت ارواح المئات من الابرياء بين شهيد وجريح، وهكذا امثال ذلك من جرائم وموبقات ثقافة الموت لهذه الجاهلية الحديثة نشاهدها يوميا في العراق، وينشرها ويمارسها هؤلاء الوحوش الشذاذ الأتين الينا من شتات الارض من احفاد واتباع اولئك العتاة القساة الجاهليين الذين مضوا من قبل، فعدم الرحمة ، والقسوة البالغة، والضلال، وغيرها من صور وممارسات الجاهلية تتكرر اليوم في بلدنا.
وثقافة الموت والاعدام، الثقافة التي كانت منتشرة في الوثنيين تحت شعار الخنـّاقين، تتجدد اليوم ، واننا اذا لم نوقفها فسوف تنتشر بطريقة واخرى ثم تتوالد اجيال على اساسها، ولذا فليس هناك من وسيلة افضل للوقوف بوجه هذه الثقافة الهدامة سوى مواجهتها بثقافة نبي الرحمة ثقافة الحياة. واننا اليوم في العراق خاصة والمنطقة والعالم عموما لابد ان نـُشيع حكمة الرحمة هذه لانها لاتحافظ فقط على الآخر وانما على صاحبها وحاملها ايضا.. موضحا بهذا الخصوص ان نشر هذه الثقافة يتطلب الجهد المخلص والسعي الجماعي ومن خلال العديد من الوسائل والاليات منها انشاء مدارس خاصة لدارسة وتعليم السيرة النبوية العطرة،واغناء المناهج الدراسية بها، ومن خلال العودة لمنهج وسيرة اهل بيته الاطهار، واستلهام وتمثل اخلاق النبي واهل بيته في حياتها العملية، والعودة الى كتاب الله تعالى و مبادئه وتشريعاته وثقافة الحياة فيه، وبذلك نستطيع ان ننجوا من المشاكل ونواجه التحديات وننشر راية الرحمة في العراق والمنطقة والعالم، وبهذا التوجه سيسهل نشر الامن وعودة المهجرين وبناء البلاد وتحقيق التقدم والراحة للبشر في كل ربوع العراق وليعيش ابنائه تحت ظل الاسلام والنبي والقرآن الكريم.