هل نجد تاريخ القطيف في دارة الملك عبدالعزيز
بسم الله الرحمن الرحيم
قد يفقد التاريخ الماضي قدراً كبيراً من أحداثه ووقائعه إن لم نجد محتضناً له يوثق مصادره التاريخية والوطنية ، فكانت دارة الملك عبدالعزيز بالرياض المركز الوطني الذي يخدم تاريخنا المحلي ويسعى لتدوين كثير من التراث التاريخي وحفظه من الضياع .
ولعل الكثير منا لايعرف عن هذه الدارة الشيء الكثير بالرغم من وجودها منذ عام 1392 هـ والتي سعت منذ تأسيسها لتحقيق الأهداف الوطنية التي ترتبط بالتاريخ والتراث وتضم هذه الدارة عدة مراكز :
• مركز الوثائق والمخطوطات والترميم الذي يضم الآن أكثر من 25 ألف مخطوطة تاريخية منها المخطوطات العثمانية والأمريكية والبريطانية والفرنسية والهندية والألمانية في المرحلة الأولى من مشروع مسح المصادر التاريخية الوطنية .
• مركز التاريخ الشفوي والذي يعنى بتسجيل الأحداث التاريخية من شهود أعيان ومعاصرين من المسنين والمعمرين وتضم هذه الدارة الآن أكثر من 300 تسجيل في المرحلة الأولى لهذا المشروع من قبل فرق من الباحثين والمتخصصين في تسجيل الرواية الشفوية .
• المركز الحضاري .
• مكتبة الملك عبدالعزيز الذي تم حتى الآن أكثر من مليوني كتاب .
وفي مساء يوم الثلاثاء الموافق : 29/3/1428هـ تلقيت دعوة لحضور حفل تدشين المرحلة الثانية من مشروع توثيق مصادر تاريخ المملكة العربية السعودية في المنطقة الشرقية الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية الذي أذن بانطلاق خمس فرق من الباحثين والمتعاونين إلى كافة محافظات ومراكز المنطقة الشرقية و تضمن الحفل في نهايته الحوار المفتوح بين الحضور وأمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري ، وكانت لدي مداخلة بسؤال : ماهو دور الدارة في تشجيع الباحثين والمهتمين بالتاريخ والتراث كونهم يعملون بشكل فردي وليست لديهم الإمكانيات والطاقات التي تساعدهم في بحوثهم ودراساتهم ؟ فأجاب مشكوراً : أننا نشجع هذه الكوادر الوطنية ونسعى لاستقطابها ومساعدتها وتوثيق ما وصلوا إليه من بحوث ودراسات توثق تاريخ هذا الجزء الغالي من مملكتنا ، أننا بحاجة إلى تعاون الكثير من أبناء هذا الوطن وخصوصاً من هذه المنطقة مع فرق البحث والدراسة الذي ستجوب مدنها وقراها .
حينها تذكرت ماهو دورنا في مجتمعنا القطيفي من هذا كله -كوننا نشتكي من إهمال واضح لتاريخ وتراث منطقتنا بالرغم ما تزخر به مناطق القطيف وقرها من حضارة وأحداث عديدة واكبت حضارات ودول عديدة حتى قيام الدولة السعودية .
أننا بحاجة إلى تعاون حقيقي مع هذه الفرق التي تسعى إلى تسجيل وتدوين هذا التاريخ عبر نقاط عدة منها :
• نشر حالة من الوعي بضرورة التعاون مع هذه الفرق لتسجيل تاريخ منطقتنا .
• إرشادهم للأماكن الأثرية والمخطوطات الدالة على قدم وحضارة هذه المنطقة .
• إرشادهم إلى الشخصيات المعمرة والذين يحملون في ذاكرتهم الكثير من الأحداث والمواقف والقصص التي لم تذكر في كتب التاريخ .
• إطلاعهم على الصور القديمة التي تحكي تاريخ منطقتنا وحضارتها .
• تزويد هذه الفرق بالكتب والدراسات والبحوث التي عنيت بتاريخ المنطقة وتوجيهم للمهتمين بالتراث والتاريخ لكي تنقل المعلومات بكل دقة وأمانة .
نحن نـأسى على هذا التراث النوعي الذي بين أيدينا و مرت عليه عقود من الزمن ظل مهملاً وأتمنى أن تكون هذه الجهود خطوة رائدة في تدوين وحفظ التراث لأجيال تأتي بعدنا ، كي لانقول بعد ذلك أن تاريخ منطقتنا قد أهمل مرة أخرى بل نستغل مثل هذه الفرص لحفظ تراثنا وحضارتنا .
2/4/1428هـ