كنتاكي الجنة

لم يكن غريباً عندما ألقت قوات الأمن السعودية القبض على 172 من الإرهابيين التكفيريين المنتمين لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه السعودي المولد والمنشأ أسامة بن لادن وبحوزتهم عشرات الملايين من الريالات وكمية ضخمة من الذخيرة التي كشفت للجميع عن نيتهم في استهداف الأهداف الداخلية للبلاد لإقامة "دولتهم الإسلامية" على أنقاض الدولة القائمة التي أسقطوا شرعيتها بعدما كانوا من المنظرين لها على أرضها الخصبة التي حوتهم وجعلتهم حاكمين على حريات الناس وممارساتهم، فكانوا السلطات الثلاث: التشريعية، والتنفيذية، والقضائية.

بات المجال مفتوحاً سنين طويلة ليعربذ أصحاب الفكر المنحرف في الوطن أينما ومتى شاؤوا وليؤسسوا جيلا من الدعاة إلى الله يحاربون أفكار الشذوذ والباطل - كما يزعمون-، إلى أن قويت شوكتهم فاتسع نطاق حربهم على البلاد التي أوتهم وأعطتهم ما تعطيه الأم لصغيرها المدلل، فبات الأمن الوطني مهدداً من قبل هذه الشرذمة التي عرفت رسميا فيما بعد بـ"الفئة الضالة" بعدما صارت تروع العباد وتعصف بأمن واقتصاد البلاد، في الوقت الذي كان شيعة الوطن وزوار العتبات المقدسة من عامة المسلمين يشكون من قبيح أفعالهم وسطوة ألسنتهم قبل أيديهم وأرجلهم ولكن لا مجير!

ازداد نشاط خلايا الفكر الواحد داخلياً من خلال التمويل المليوني بأموال " أخوانكم في الشيشان يستغيثوكم" وأموال " الأقصى يناديكم" وبإجازة قتل ومحاربة "الكفار" والمتلبسين من الكفار وهم "الشيعة" والتي خرجت من باب الإجتهاد الذي ضاع مفتاحه ولم يستنسخ له آخر إلا بعدما فسح المجال وغُض البصر عن المجتهدين من خريجي جامعة الإمام و الكليات الإسلامية في الجمعات المختلفة التي تتطاول على طلاب الشيعة نهاراً جهارا من خلال التوزيع المجاني لمحاضرات التحذير من الشيعة في أوساطهم وكان آخرها كاسيت أهداه أحدهم قبل أقل من شهر لأحد الأصدقاء موجّه إلى أبناء الشيعة وغيرها من المنشورات التي يتبناها أولئك الدعاة إلى الله!

لم يكن كافياً مضايقة أبناء الوطن، فكان لابد من توسيع الرقعة لممارسة الجهاد الذي يقتل الأبرياء والآمنين وتصديره للدول المجاورة مع الأخذ بالفتاوى التي تتناول موضوع الإستشهاد والجهاد على أنه من أعظم القربات إلى الله لكي تحضى بشرف تناول وجبة العشاء مع الرسول في الجنة! فكان العراق بلد الرافضة وممارسة الشركيات عند قبور وأضرحة الأولياء والأئمة هدفاً سهل المنال ، فالتقى الفكر الوهابي بالفكر الصهيوني واستعان بآلة الحرب الأنجلوأمريكية ليفجر مقدسات الشيعة ويقتل أكبر عدد منهم لينعم بأفضل عشاء في الجنة، فكما اعتادوا على تناول لذيذ الأطعمة لا حباً في الدنيا وإنما للاستعانة على العبادة والحفاظ على الصحة لتزداد اللحى كثافة واشمئزازاً للناظرين ولكي تزداد البطون حجماً و يزداد العقل رجاحة لتأتي عبارات التكفير وفتاوى القتل والترويع بشكل اسرع!

فكانت الجنة هي هدف الوصول ولو بقتل كل الناس مسارعة لتناول أشهى الوجبات وأطيبها ولم يكن أي اشكال في تناول الوجبات التي تقدمها شركة"كنتاكي الجنة"، فجميع الدواجن المذبوحة جائت من البلاد الإسلامية وبأحجام مختلفة وأكثرها من بلاد الرافدين حيث ينشط الذباحون هناك، ففي احصائية نشرتها بعض وسائل الإعلام أن في فلسطين المحتلة يستشهد ما معدله 200 فلسطيني في السنة بينما في العراق ففي الشهر الواحد يستشهد 2000 عراقي أي 24000 فرد في السنة.

والسؤال: هل سيشهد "كنتاكي الجنة" دواجن مصدرة من بلدان أخرى إذا ما تقدم علماء الفتية السعوديون بإجازة الإستيراد من تلك البلاد لكونها مصدراً وفيراً للدواجن الشركية؟!

 

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
Saeed AL-Mousa
[ Saudi Arabia - Qatif ]: 5 / 5 / 2007م - 4:08 م
مشكور اخوي ياسر على هالموضوع الحلو والحساس جدا واتمنى منك المواصلة على هذا المنوال