الإعاقة
يعد فقدان الحواس من المعوقات التي تفرض سياجا من العزلة حول الشخص الذي فقد حواسه السمعية والكلامية والحركية والبصرية والعقلية . فالطفل الذي ولد فاقد السمع والكلام أو الذي فقد هذه الحواس قبل أن يستطيع الكلام يعتبر أمر تعليمه وتدريبه من أصعب المحاولات وأشقها لما يتطلبه ذلك من صبر وخبرة من جانب فريق التأهيل الذين يقع عليهم عبْء مع هؤلاء الأشخاص وأعدادهم للحياة . وكذلك على أسرة المعاق يتطلب الصبر والرحمة والتعاطف والتفهم لهذه الحالة .
- تعريف المعاق :
يعرف المعاق بأنه ذلك الشخص الذي حرم استخدام حاسة السمع والكلام والبصر والعقل منذ الولادة.
أو هو الطفل الذي عاش أربع أو ثلاث سنوات من عمره سليما معافى ثم ظهرت عليه أعراض الإعاقة من التلعثم في الكلام والتأرجح في السير والحركة .
أو هو الشخص الذي أصابه حادثا مؤلما فقد الحركة بسببه فأصبح مقعدا.
هناك طريقتان يستعينان بهما على تحطيم جانب من عزلة المعاق وربطه بعالم الكلمات ومن ثم تعليمه وتدريبه :
الطريقة الأولى :
تعرف باسم طريقة الإشارة وتعتمد على الإشارات والإيماءات وحركات الجسم التي تعبر بها الأفكار وتختلف هذه الطريقة في تعبيراتها باختلاف البيئات والثقافات .
الطريقة الثانية :
وتعرف باسم الشفوية وتقوم أساسا على قدرة الطفل المعاق على ملاحظة حركاته إلى أشكال صوتية وهذه الطريقة تحتاج إلى خبرة من المعلم ليمارسها بكفاءة وإلى خبرة من المتعلم ليفهمها أو يتعلم المعاق الطريقتين معا.
- حجم المشكلة :
نرى في مجتمعنا كثير من هذه الحالات وهي في تزايد مستمر ، وأتذكر أنا قرأت في إحدى المطويات الخاصة بالجمعية تُبين إحصائية لعدد الحالات الموجودة في مدينة القطيف وملحقاتها بنسب المعاقين وتُبين أن عدد حالات الإعاقة الأكثر شيوعاً في الشويكة ثم تأتي بعدها الناصرة في العدد ونلاحظ أيضاً في أحدى البيوت يوجد واحد أو أثنين من الحالات وكذلك توجد في بلدان العالم ككل .
أيضاً سمعت من إحدى قريباتي وهي تعمل في هذا المجال تحكي لنا عن إهمال أهل الطالبات في حق بناتهن ، تأتي إلى المدرسة وهي غير نظيفة من الاستحمام أو ترتيب الشعر أو وضع الكريمات على الوجه لأن البشرة جافة ومتقيحة والشعر مملوء بالقمل ورائحة البول فائحة منهن حتى تضطر المعلمة إلى تنظيفهن وجلب أكريم معها لوضعه عليهن كل يوم و أصبحت عادة مألوفة عند الطالبة حينما ترى المعلمة تعرف ذلك فتأتي إليها دون مناداتها .
أين قلوب الأمهات ورأفتهن على أبنائهن ؟! أم أن النتيجة عكسية من كره و إهمال .
و أن الطفل المعاق خارج عن إرادته هذه الإعاقة يتمنى لو ولد سليماً .
أيضاً في بعض البيوت أو الأغلبية من أهل المعاقين يتحرجن من أطفالهن فيتركنا في البيوت دون الخروج معهم إلى المحيط الخارجي أو زيارة الأهل مما يزيد الحالة سوءاً وكذلك العناية بالشخص المعاق مسؤولية جميع أفراد الأسرة وليست على عاتق الأم أو الأب فقط .
- تنقسم الإعاقة إلى قسمين رئيسين :
1. الإعاقة الخلقية .
2. الإعاقة المكتسبة .
ومن أهم أسباب الإعاقة الخلقية :
1. عوامل الوراثة ( الجينات ) .
2. الإصابة بالزهري .
3. التهاب أغشية المخ أثناء الحمل للجنين .
4. الجروح والإصابات أثناء عملية الولادة .
5. نقص الأوكسجين في دم الطفل .
6. تعاطي الأم أدوية تؤثر على الجنين أثناء الحمل .
7. إصابة الأم من تسمم الحمل من ضغط وزلال أثناء الحمل .
- الأسباب المكتسبة :
• الإصابة بالأمراض المعدية في مرحلة الطفولة مثل : الحمى القرمزية والالتهاب السحائي .
- مشكلات المعاق :
- صعوبة الاتصال والتفاعل مع الآخرين بالوسائل السمعية والبصرية والحركية والفكرية مما يشكل عائقاً اجتماعياً شديداً .
- افتقار المعاق وخاصة من يفقد حواسه في سن مبكر إلى أساليب التفاهم مع أفراد البيئة التي ينتمي إليها.
- الاهتزاز النفسي والانفعالي الذي من نتائجه الاجتماعية الانطوائية عند غالبية المعاقين .
ومن الناحية النفسية يؤدي هذا الاهتزاز أو عدم الثبات النفسي والانفعالي إلى أمراض نفسية مختلفة تصاحب أحياناً حالات الإعاقة الشديدة .
- صعوبة النضج الاجتماعي إذ ما من شك في أن الفكر السليم يلعب دوراً كبيراً في نضج الأفراد في المجتمع وامتصاصهم لكثير من قيمه وأوضاعه .
- دور المجتمع في محيط المعاق :
تتمثل عمليات الخدمة الاجتماعية في كل ما يتصل بحياة المعاق الدراسية والمهنية ومواجهة المشكلات التي تعترضه فمثلاً تعمل طريقة خدمة الفرد على مساعدة المعاق في عمليات التعليم والتدريب والتوجيه المهني والتشغيل ، كما تساعده في حل مشكلاته الذاتية والتكيف بوجهٍ عام مع مقتضيات حياته .
أيضاً ضمه مع الأصحاء من أقرانه في مدارس التعليم ليختلط بالأسوياء واكتساب حركات الأصحاء . وهذا ما نهجته وزارة التربية والتعليم لاحقاً .
أيضاً وضع أماكن مخصصة من قبل المرور الأمني ( السلامة ) لذوات الاحتياجات الخاصة عند البنوك والشواطئ والدوائر الحكومية والمؤسسات .
ماذا يتمنى المركز المخصص لهذه الفئات ؟
التدخل المبكر في إدراجه في إحدى المراكز المخصصة لذلك ومراجعة أولياء الأمور لأحوال أبنائهم أولاً بأول .
- لفته إلى أولياء الأمور :
- لا تفرط في تدليل طفلك وسارع بالثناء عليه عند انجازه لعمل صحيح .
- تعامل مع طفلك باحترام وصبر دون استهزاء أو احتقار .
-عوده على تحمل المسؤولية وأشركه في المهام ضمن قدراته .
- أعطه الفرصة باختيار حاجاته الخاصة عند الشراء مما يعطيه الثقة في النفس والفرحة والسرور .
- طبقنا لأولياء الأمور :
طبقنا اليوم لذيذ وشهي وعليه إقبال من الرجال والنساء أسمه ( الأخلاق الإسلامية )
- المقادير :
كيلو من خلق التواضع ، نصف لتر من ماء الصبر والحلم ، حبات من رحابة الصدر ، قطع من حسن الظن بالآخرين .
- الطريقة
- جهز نفسك لأن تكون صافياً ونظيفاً من أردان الكراهية و الحقد ممتلئاً بالأيمان والعمل الصالح .
- ضع أناء التقوى والأيمان نصب عينيك وفي معاملتك مع من حولك .
- أخلط الخشية والمراقبة ثم صب ماء الصبر والحلم على الخليط .
- ضعه في فرن مجاهدة النفس ويا حبذا أن تكون النار هادئة.
- خفف من نار الغضب للنفس فالنار العالية تؤدي إلى احتراق القيمة الإيمانية .
- لا تنسى أن تضع العفو عن المقدرة والتسامح في نهاية الخلطة .
- انتظر مدة ساعة في خلوة مع النفس وحاسبها على ما فعلت.
- تبل أثناء ذلك النية و التوبة حتى تكون الوجبة خالصة من الشوائب .
نختم مقالنا بالدعاء (يا من يكفي من كل شيء ولا يكفي منه شيء أكفني ما أهمني من أمر الدنيا والآخرة ياكريم )