رؤى لـحـيــاة ســعــيــــدة ( اختيار الشريك)
وجهة نظر تثير الاختلاف.... ووجهة نظر إيجابية لفكرة تأهيل وتدريس الفتاة البالغة لحسن اختيار الزوج , وقد ارتأيت جهلها عند اغلب المربين بل ويعدها البعض انه حديث سابق لوقته وينظر إليه آخرون إثارة وزعزعة لأفكار ومشاعر الفتاة دون وجود أي ضمان لخوض هذه التجربة أم لا.
فالذي يثقل كاهل الفتاة هو ما يطلب منها أن تكون زوجة ناجحة وقوية قادرة على تحمل المشاكل الزوجية , وعليها آن تفهم طبيعة وفكر وثقافة الزوج حتى يمكنها احتواء قلبه وتحقق الاستمرار والاستقرار للعش الزوجي.
كيف يتسنى لها ذلك وقد أساءت الاختيار؟.
وهل نجد للحوار مكان من الأعراب؟
لماذا يجهل الآباء والأمهات هذا الدور التثقيفي في التربية؟
أين دورالمربين وعلماء الدين والمثقفين،ومؤسسات المجتمع المدني وباقي اطياف المجتمع؟؟؟؟
إنني لاضم صوتي مع الأستاذ أحمد بن سالم باد ويلان الذي ناشد وزارة التربية والتعليم في كتابه (الطريق للسعادة الزوجية ) بطرح هذه القضايا لتدرس في مرحلة التعليم الثانوي لأمكن ترسيخها في نفوس النشأة.
وبالتالي تلاقي الكثير من الحالات التي تسقط يوميا على ارض الواقع لتكون المحصلة تشتت الأسرة وتقويض بنيانها وتدمير كيانها.
اسأل الله تعالى التوفيق لمساعدة الفتاة في تفهم هذه المحطة البالغة الأهمية واتخاذ القرار المتوازن في اختيار الشريك
أمانيك كمبانيك تحققيها أمنية أمنية
- مفهوم الزواج
الزواج هو ارتباط يتم بعقد يبرم بين الزوجين أومن يمثلهما يباح بمقتضاه لكل من الرجل والمرآة الاستمتاع بالآخر على الوجه المشروع..
النكاح لغة.... هو الوطء ابتداء وهو من المجاز تسميته للسبب باسم المسبب وفيه فضل كبير..
فالزواج رابطة مشروعة تربط بين الرجل والمرآة محكومة بأصول ونظم وأحكام يعجز البشر عن الإتيان بمثل هذا القانون وما يدل على ذلك قوله تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك الآيات لقوم يتفكرون )..
فالزواج إعادة صياغة الحياة وفق قوانين جديدة بعيدة عن حياة العزوبية التي تسودها الفوضى واللامبالاة والتوتر والقلق المستمر، وليس الزواج مجرد استجابة للنزوات أو استجابة لقوانين الأهل والأعراف...
بل إنه رؤية الفتاة لزوجها القادم الذي يمثل فارس أحلامها .
لتحقيق اندماجا روحيا وجسميا في كل المدى الذي تلتصق حياتهما فيه ببعضهما.
- من صفات شريك العمر..... وهي كثيرة نذكر أهمها..
1 / الدين والأخلاق..
حرص الإسلام على استمرار الزواج بالاعتماد على حسن الاختيار وهو قوة في الأساس الذي يتحقق الصفاء والوئام والسعادة قال رسول الله صلى الله عليه وآله ((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ألا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير))..
فهذا الحديث الشريف توجيه مباشر للفتاة لكي تسأل عن دين الشاب المتقدم لخطبتها أي التزامه بأداء الصلاة والبعد عن الحرام والمنكر , وإلى جانب ذلك طبائعه الخلقية, كما إحترام القوانين المعيشية والعرفية وصلته باهله وأصدقائه لأنه من ذلك يمكن ان تتضح سعادة الحياة الزوجية.
اما إذا تخلق بالفسوق كشرب الخمر أو غير عفيف أو غير تقي فعليها ان ترفض الإقتران به لأن الحياة معه تعاسة ...
2 / الجانب الوجداني..... ما الذي يصوره لك..
تتمتع الفتاة حسب طبيعتها التكوينية بأحاسيس مرهفة, وهي نعمة من نعم الله تعالى حيث توظفها في امتصاص غضب الزوج وإشباعه بالحنان والعاطفة الأمر الذي يؤدي إلى إخماد ثورته وهيجانه ولتصرف هذه العاطفة بالحنو على الأولاد... فينتج عن ذلك استقرار وراحة بال.
3/ الجانب الصحي والفحص الطبي؟؟
باتت مجتمعاتنا في المملكة العربية السعودية تعاني من تفشي وتفاقم العديد من الأمراض الوراثية ، وأصبحت تشكل خطراً كبيرا تنخر في سلامة المجتمع وتهدد الصحة الجسدية للأجيال الجديدة وتأتي هذه الخطورة عاملا ساهم في كثير من المشاكل الأسرية حيث أصبحت سلاحا فتاكا يهدد انهيار بناء الأسر.
فعلى ذلك أشرقت الصحوة الصحية في المملكة وأولت وزارة الصحة اهتماما فقد سارعت إلى إصدار قرار الفحص الطبي قبل الزواج وهو قرار تشريع يلزم به الخاطبين وقد سبق الإسلام القوانين البشرية وبين ذلك في الأحاديث الشريفة التي تفسر قانون الوراثة والآثار السلبية المبنية على صحة الأجيال.
فدليل حق التخير والسلامة الجينية ما نصح به رسولنا الأعظم محمد بالابتعاد عن زواج القرابة القريبة حيث قال(( لا تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يخلق ضارا))
وقال(( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس))
من منطلق هذه الأدلة الشرعية يتبين لنا وجوب الفحص الطبي لأنه يتيح معرفة الحالة الصحية للمقبلين على الزواج وفي حالة اكتشاف إصابة احد الطرفيين بمرض لم يعلم بإصابته من قبل فبإمكانه أن يتدارك ويسارع للخضوع للعلاج الطبي قبل الزواج
سؤال يحيرني :
ماذا بي أن أفعل لأكون أكثر إيجابية في اختيار شريك العمر؟
دورك ....
1/أن تعرفي عن الرجل المتقدم لخطبتك معظم صفاته دون غرابة أو مغالاة.
2/ أن لا تتجاهلي مشاعرك سلبا أو إيجابا.
3/ القدرة على ضبط الأفكار والأفعال.
4/ فقه ذاتك وبكل ما يتعلق بأمور الزواج
5/ الاستشارة لمن يمتلك الحكمة والعلم ولا تتعجلي كتابة عقد الزواج إلا بعد اتضاح الرؤية والاتفاق.
6/ اسألي عنه ولا تترددي فإن ذلك من الأسس الصحيحة التي يبنى عليها الزواج وفقا للشريعة الإسلامية والأعراف الاجتماعية.
ما دينه ما أخلاقه وعقله؟ وما تعليمه وثقافته وشخصيته؟ ما سنه؟ ما حبه وعطفه وحنانه؟ ما فكاهته ودعابته؟ ما جماله وتأنقه؟ ما ماله؟ وما جاهه؟ وما هي وظيفته ومركزه الاجتماعي؟
ما طوله وعرضه؟ ما منزله ومركبه؟ وما أسرته وما بلده؟
وبهذه الأسئلة تتبلور الصورة الشخصية وتتضح سجاياها وطباعها.
- مدى خطورة عدم تطبيق الفحص الطبي
أثبتت الدراسات مدى خطورة الوضع الراهن على مستوى العالم, إذا يبلغ حجم الإعاقة على مستوى العالم 500 مليون شخص عام 1990 م حسب تقرير منظمة الصحة العالمية ويبلغ عدد الأطفال المعوقين (146) مليون شخصا.
ومع كل ذلك نجد البعض يعزف عن هذا الفحص أو انه يجري الفحص من اجل الحصول على كتابة عقد الزواج فقط مع تحمل خطورة المسؤولية وبإرادتهما يرتكبان أثما عظيما.
- قصة واقعية
حب سامية لأبن خالتها ورغبتها في الاقتران به وأن يصبح لهما بيتا سعيدا جعلهما يتجاهلا نتائج الفحص الطبي قبل الزواج (كلاهما مصاب بمرض السكلسل)..
اعتقادا أن ذلك لا يشكل عائقا في سير حياتهما وبعد عام من زواجهما أنجبت الطفل الأول مصابا ويليه الطفل الثاني.. بدأت أعراض الضيق تظهر عليهما بشكل لافت تتعذب (سامية) كلما نظرت إلى ابنيها حتى أصبح مبيتها في المستشفى..
سادا الخلاف الزوجي لعدم تفرغها ... يشتد العتاب واللوم يوما بعد يوم ولكن الأمر تأزم فاخذ الزوج يبحث عن حياة أفضل فتزوج بفتاة سليمة متخذا من تجربته درسا.
ما حال(سامية) أصبحت ممرضة لبنيها فقط تنظر إلى الحياة بمنظار التشاؤم وكأن جرس الإنذار لا يوقظ مشاعرها تجاه الاحتمالات الوراثية للأطفال فها هي تتحمل النتيجة فلو أخذت بقول الحكمة. الوقاية خير من العلاج) لتبدل حالها بأحسن حال وراحة بال...
- من فوائد الفحص الطبي:
1/ معرفة قدرة كل من الرجل والمرأة جسديا على إتمام الزواج
2/ الكشف عن ما في احدهما من عقم
3/ كشف عجز الرجل الجنسي (البدني أو النفسي) عن الملامسة .
- نقاط للتذكر
1/ ألزمي نفسك بتطبيق نتائج الفحص الطبي قبل الزواج
2/ تحملي الآم النتائج السلبية للفحص الطبي فهو الم مؤقت وليس دائم .
3/ الاختيارات مفيدة عندما تشجع في تطوير العلاقة الزوجية وهادمة عندما نسهم في تنفيذ الزواج وتكبيله .
4/ تعرفي على البدائل أو التراجع عن الاختيار .
5/ كوني على وعي بمدى تأثير اختيارك على أبنائك
وهل سيكون هذا الاختيار مفيدا أم ضارا لزواجك ؟
6/ إن اختيار التحدي يتطلب تخطيطا قويا لكي لا تؤثر على الزواج .
بناءا على هذا الاختيار ضعي قاعدة( بثلاث) مجالات تسبب مشاكل في حياتك الزوجية على إن تختاريها كتحديات تتطلب عملا جادا ومتى ستبدأ العمل لموجهة لهذه التحديات.
1- عدم الإنجاب .
2-الاهتمام بالعناية الصحية ليحد من الشعور بالألم.
3- تحديد النسل على مولود واحد فقط..
فاعلمي يا بنيتي إن الزواج شعيرة من شعائر الله تعالى.
بالزواج يكتمل دين الرجل وصون وعفة للذكر والأنثى وأعمارا في الأرض وحفاظا للنسل .....
الزواج ليس حقوقا متبادلة بين الطرفين بقدر ما هو بناء مشترك بينهما.
...........
مسؤولية الزواج ليست نزواتيه بل قانون سماوي جاد.
أتمنى للجميع زواجا موفق