منابت الحقد ..
أفاق العالم هذا الأربعاء على صوت فرقعة أخرى في ذات المكان ولذات المقام ! .. فانتفض جسمه مذعوراً منها وهو يشاهد كومة أحجار وأعمدة تتهاوى من معبد السماء .. غير أنه لم يكن من أحد يبكيها، فقد شُغل كلاً بحاله ..!!
أحدث المكر ثقبا فادحا بمصلاه ومشى .. وهوت مطرقة الخبث على سقفه بمسافات .. فراحت آلاته تستقطب الفجر والناس نيام .. جاءت من أقصى منابت الحقد لتقايضنا بقلوب مطمئنة تصهل بالكلمات كوجع عاصف .. كموج بحر هادر .. كوسوسة شيطان غادر .. فتوقدها أحقاد المارقين بالزلزلة والتدمير .
ارتكبت جريمتها البشعة في وضح النهار، بمئذنتين ومن قبل بقبتين لطالما أنتا من وجع المنايا .. كانت تطوف بهما أرواح بشر تسكنها الملائك .. تتبارك بها الخلائق وتبتهل بها في صلواتها .. تحط رحالها على عتباتها تغتسل من قذارة أوساخ الدنيا العالقة بها .. وتُنزل بها أثقال ترهق كاهلها .. تستقر وتصلي هناك بالداخل في سكينة ووقار .
فعلت منابت الحقد ذلك غدراً وغيلة .. تجاهلت أصوات التكبير حين كانت تعلو مرتفعة بمآذنها ، و بداخلها وجوه تتعفر خدودها بتربتها .. ووسط كل هذا كانت تقف هناك قلوب تضيء للناس ظلمتهم كقناديل مطمئنة وسط العتمة عندما تصلي فيها ، فلا تنسى أن تدعو لهذا العالم الضاج الصارخ بالمذابح والملطخ بدماء المجازر حتى يهدأ ويستكين ويقر .. فيعوده السلام الذي ظل ينشده طويلاً ...