ماذا لو حال ذنبي عن تحقيق مطلبي؟
كثيرة هي العوائق التي تحول بين المرء ومطالبه وأمانيه، والأهم بينه وبين ربه، و إحداها الذنوب التي تقف حاجز أمام الإنسان، بل هي كفيلة بإزالة النعم ونزول النقم والحرمان من إجابة الدعاء.
فالذنوب المحرمة كثر ومنها: الغناء والموسيقى.
الغناء لغة: الصوت المشتمل على الترجيع المطرب.
ولفظ الموسيقى معناه: الألحان، واسم اللحن قد يقع جماعة نغم أُلفت تأليفاً محدوداً.
الطرب أصله من فعل الشيطان، قال سبحانه- مخاطبا إبليس (لعنه الله):" و أستفزز من استطعت منهم بصوتك ".
فمعنى(أستفزز): أي استخف واستنهض. (بصوتك)قيل: بالغناء والملاهي.
وقال أمير المؤمنين :"احذروا أن يستفزكم الشيطان بندائه...".
فلا يجد الإنسان لذة الغناء إلا بإذن الشيطان، فهو أول من صنع آلة اللهو المسماة البربط، التي تعد نوع من الآلات الموسيقية.
فيطرب الإنسان بصوته فتهتز النفس فرحاً أو حزناً، مع صوته البشع ويحدث ذلك عندما تنسجم الأصوات الموزونة التي تَخرُج من آلات الموسيقى واللهو المحرمة، مما يميل إليه مستخدموها من أهل الفسق والفجور، وبالتالي يؤثر إتحاد الصوت مع الموسيقى على مشاعر الإنسان بشكل كبير.
فلقد اكتشف العلم الحديث، بل أتفق الأطباء وصرح العلماء بأضرار الغناء ومفاسده.
إن الطرب الذي يحصل من الغناء يؤدي بالإنسان إلى فقدان المعنويات، والوقوع في أسر الماديات الخسيسة، ويوجد فيه حالة الخفة و الابتذال، ويورث أنواعاً من الأمراض العقلية والجسمية والروحية، والمواصل على استماعه يلجأ عادة بسبب التأثير الغناء على مشاعره إلى ابتلاع الأقراص المخدرة للأعصاب، وتحطيم الجسم، وأخيراً.. إلى الانتحار..أو السكتة القلبية!
ناهيك عن عقاب الله في الدارين، ففي الدنيا، لا تؤمن الفجيعة في البيت الذي فيه غناء، ولا يجاب فيه الدعاء، ولا يدخله المَلك، وترفع عنه البركة، وأعظم من ذلك سخط الله والحرمان من رحمته ورضوانه، وإنه تعالى لا ينظر إلى صاحب الغناء.
سئل الإمام الصادق عن الغناء؟ فقال: "لا تدخلوا بيوتاً، الله معرض عن أهلها".
وأما الآخرة فمأواه النار وبئس المصير، وغيره من أنواع العقاب والبلاء.
المأسي التي تحدث في المجتمعات، وفشل الزيجات التي تعمد إلى وضع الغناء والموسيقى في ليلة الزفاف، والفشل في العلاقات الاجتماعية، لهو خير شاهد على مساوئ الغناء، عندما يُجعل واسطة لتعبير عن هذا الفرح فبفضل الغناء يتحول إلى حزن، أو عن المشاعر اتجاه الأخر، الذي سيتلاشى بعد غياب التوفيق الإلهي في إتمام هذه العلاقة.
ومن تلك المأسي ما حدث بين صديقتين أحبتا بعضهما حب أخوي صادق،فلقد كانت كل واحدة عندما تشتاق للأُخرى ترسل لها أغنية تعبر عن ذلك الاشتياق ، و الذي يحصل العكس، سرعان ما يتلاشى الاشتياق والحب، وشيئا فشيئا تضعف العلاقة، وبالتالي الفراق.
تصور حجم الأسى الذي خلفه الاستخفاف بهذا الخطأ في قلب الاثنتين بعد هذا الفراق؟
المشاعر نبيلة وصادقة، لكن الخطأ في ما أستخدم لتعبير عنها.
فهل قدرُ من تحب أن تزين حبك له بكلام الشياطين الفارغ الذي فيه عصيان لله، مؤكد لن تصل إلى قلبه، وربما لن تنال مطلبك بسهولة إن كان ذنبك هو العائق في نيل ذلك.
إن أردت البديل عن الغناء لما لا تلجأ إلى إرضاء الله بترك هذا الذنب أولاً، ومن ثم الجأ إلى النور،استمع إلى إنشاد الرواديد الجميل، فالإصدارات الحالية تغني عن أهل المغنى وأصواتهم،التي بها يريدون إرسال قصص فسقهم لا حبهم للعالم، فبالأناشيد الإسلامية تعبر عن ولاءك لآل البيت، ومنها تشكو سوء حالك لهم، وعن طريقها إن شاءت تعبر إلى من تحب عن مشاعرك، فستصل بالتأكيد صادقة وستظل بالذهن راسخة، ومنها التقرب إلى الله بنيل مطلبك، فبهم نرجوا النجاة من الله.
- وفي الأخير...
ماذا لو حال ذنبك بين تحقيق مطلبك، وحرمت رحمة الله، أبإصرارك على ذنبك ستزال العوائق من طريقك، وييسر لك السير في الحياة؟
أيُ إنسان يرضى بالعواقب الوخيمة، إذا كانت له ذرة من العقل والحكمة؟
وهل يصح أن يتحمل الإنسان كل هذه الويلات في مقابل الطرب ساعةً من الزمن؟