الزواج الآمن
كل رجل يطرق باب المجتمع الزوجي ليمتلكه دون تجزئة ، فهو سيد مشاعر المرأة ، وسيد كيانها .
وكل امرأة أيضا تدخل الإمارة الزوجية لتأخذ من أحلامها القسط الأكبر ، فهي الحاصلة على حقوقها ،على رجل الحنان ،والحامي المدافع ،والسوار الذي لا يثقل المعصم ،ولا يقيد الحرائر .
على الرجل الذي يشعرها بذاتها ، وترى فيه المهتم لكل تفاصيل حياتها ، يأبه لسكونها كما يأبه لحركاتها ، فينفق عليها بيد سخية ويستجيب لحاجتها ويسعى
لإرضائها
ترى نفسها أرقام ساعة كلها ، كيفما تحرك عقربا فهو إلى مفردة منها يشير ..... هكذا بداية مملكة الزوجية.
إنها المملكة الكبيرة بالحب والطاعة والاهتمام والآمال والتجوال
إنها المملكة القائمة بشخصين لا ثالث لهما في مفردات التوجه والإقبال .
ماذا يعني الزواج ؟
هو ارتباط بين شخصين ذكر وأنثى بموافقة الطرفين دون أكراه أو إجبار بموجب عقد شرعي من قبل المسؤولين لتكوين أسرة جديدة ولبنة من لبنات المجتمع .
ما هي الشروط الواجب توافرها ليكون الزواج سعيدا و متكاملا ؟
هناك عناصر أساسية لابد منها وهي : ـ
1ـ الاستلطاف والهوى
2ـ الناحية الجسدية
3ـ الناحية السلوكية من عفاف ومحافظة
4ـ الناحية الفكرية
5ـ الناحية المادية
6ـ الناحية الصحية
( الاستلطاف والهوى )
لا يحتاج إلى مزيد من تأمل وتدقيق ،فإن الهوى والاستلطاف لا يحتاج لأكثر من نظرة في الغالب .فالاستلطاف لا يحتاج تكلم ولا استعراض ففي وجه كل كائن علامات سحرية تدخل كالنسيم في خالي القلوب المنفتحة على الحياة .
( الناحية الجسدية )
يمكن تحصيله أيضا فإن الوجه دلالة الجسد غالبا وأما إمكانية المغامرة أحيانا فهي واقع وحقيقة . والشريعة لم تذهب بعيدا عن هذا الواقع.
وخصوصاً أن عنصر الجمالي عند المرأة يمثل قوة كبيرة كعقل الرجل،ونعني بذلك جمال الشكل والروح والأخلاق ولذا قيل : (عقول النساء في جمالهن وجمال الرجال في عقولهم)
الناحية السلوكية: العفاف أمر ميسور الإدراك بمراقبة أمور عدة:
1/سلوك الأهل وعفتهم .
2/كثرة وقلة تفاعل الفتاة مع الشباب بمزاح أو حديث طويل أو الاختلاط وكذلك بالنسبة للشاب على حد سواء .
3/السمعة الظاهرة للفتاة والشاب تشكل إحدى قرائن الحقيقة.
4/الاستطلاع من الصديقات والأصدقاء.
5/طريقة اللبس المعبرة بدقة عما تخفيه في باطنها.
الناحية الفكرية:
هي النقطة المهمة والزاوية الغامضة من الناحية الشرعية فتعرف في فترة الخطوبة وبالعشرة الطويلة .
الناحية المادية:
يجب توفير مسكن ومستلزماته والنفقة من الطعام ولبس وغيره.
الناحية الصحية:
من منا لم يمرض فالمرض أصبح جزء من يوميات حياتنا فإن كان عابراً نسيناه كما ننسى صغائر أمورنا الأخرى وأن كان من الأمراض المزمنة عانينا ألم المرض وحسرة البحث عن الدواء ونشوة أمل انتظار الشفاء لذلك لابد من الفحص قبل الزواج للتأكد من أنجاب الأطفال أصحاء والطريقة الوحيدة للوقاية من التلاسيميا هي تجنب ولادة أطفال مصابين من خلال:
1/ الاستشارة الطبية والفحص الطبي قبل الزواج .
2/فحص الجنين في حالة الشك بإصابته بالتلاسيميا للتأكد من الإصابة واتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة .
3/التقليل من ظاهرة الزواج من الأقارب.
لذلك نقول لمن يقدم على الزواج فكرا جيداً ولا تتعجلا لان المرض كالوباء المعدي بل أشد خطورة فالوباء الذي ينتشر بالعدوى قد يوجد له أمصال ومضادات ولكن هذا الوباء ينتقل وراثياُ من جيل إلى جيل ولايمكن التخلص منه أبدا.
وهو يشكل في المملكة العربية السعودية مشكلة صحية وإرهاقا للموارد المخصصة للقطاع الصحي ومشكلة اجتماعية أيضا ؟( فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف)
ما الفرق بين السليم وحامل المرض والمصاب به ؟؟؟
السليم : لا يحمل صفة المرض ويمكن أن يرتبط بشخص حامل للمرض أو مصاب به .
حامل للمرض : يحمل صفة المرض و لا تظهر عليه الأعراض ومن الخطر أن يرتبط بشخص حامل للمرض أو مصاب .
المصاب : تظهر عليه أعراض المرض ويمكنه الزواج من شخص سليم لإنجاب أطفال أصحاء .
زواج آمن :
سليم + سليم = إنجاب أطفال أصحاء .
سليم + حامل للمرض = إنجاب أطفال أصحاء وحاملين للمرض .
سليم + مصاب = أطفال حاملين للمرض .
زواج خطر :
حامل للمرض+ مصاب = إنجاب أطفال مصابين .
حامل للمرض + حامل للمرض = إنجاب أطفال حاملين للمرض وأطفال مصابين.
تزاوج مصاب + مصاب = إنجاب أطفال مصابين .
قرأت في مطوية للدكتورة إيمان عباس عبد المنعم ( كلية العلوم – جامعة الملك فيصل ) تشير إلى نسب المرضى الذين يعانون من فقر الدم المنجلي
نسبة 1,5 –2 % من السكان في المنطقة الشرقية . وتنبأ الباحثون بأن نسبة الإصابة بهذا المرض بعد 25 سنة هي 50% وبعد 50 سنة هي 85% حسب الدراسات والأبحاث الخاصة بموضوع الدم المنجلي .
وفي منطقة الإحساء خاصةً تصل التقديرات إلى أن هناك طفلاً مصاباً كل 16 سنة و 16 طفلاً حاملاً للمرض في اليوم وهذا يعني أن 548 طفلاً يصاب سنوياً فهل توافقون أيها الزوجان أن يكون طفلك منهم ؟ وهل تساهمان في زيادة عدد المرضى ؟
للرجل والمرأة حقوق و واجبات :
كانت المرأة قبل الإسلام كائناً لا قيمة له و لا كيان فأتى الإسلام وأعطاها من الحرية ما أعطى الرجل .
الحقوق كثيرة منها :
1. المهر : يجب للمرأة في العقد الصحيح أن يدفع الرجل الذي عقد عليها مهراً المسمى في عقد الزواج حال قيام الزوجية .
2. السكن : في منزل منفرد أو مع والديه إذا رضيت بذلك .
3. النفقة : من حق الزوجة على زوجها أن ينفق عليها بالمعروف من مأكل ومسكن وملبس .
4. زيارة الأهل والأقارب بأذن زوجها .
5. المساواة إذا كان متزوجاً بزوجة أخرى .
6. العمل : لا مانع للمرأة من العمل إذا سمح لها زوجها وذلك إذا توفرت فيه الشروط الشرعية لها .
7. التعليم : من حق المرأة أن تتعلم أمور دينها وغيرها من العلوم العامة .
إما الواجبات اتجاه الزوج :
1. أن تكون مطيعة لزوجها فيما يأمرها من حقوق الزوجية ويكون مباحاً شرعاً ولا طاعة له في معصية .
2. أن تلازم بيته ولا تخرج إلا بأذنه .
3. أن تصون نفسها وتحافظ على عرضه وماله .
4. أن تكون مبادرة إلى فراشه إذا ألتمسها إليه .
5. أن تربي أولادها تربية صالحة وتبعدهم عن المفاسد .
6. العدة من واجبات الزوجة اتجاه زوجها إذا توفي أن تعتد بعد وفاته أربعة أشهر وعشرة أيام تبدأ من لحظة وفاته .
يمتاز الرجل في كثير من الأحيان بإدارته لإبعاد الأمور وخلفياتها وذلك لسعة علاقاته وعمق تجاربه في المجتمع لذا لا يتأثر أمام القضايا الصغيرة ويعتبرها أمراً لا يعنيه .
ولكن المرأة بحكم تواجدها في بيت الزوجية واهتمامها بجمالها وبيتها وعملها وأولادها وصديقاتها يخلق في المرأة اهتماماً كبيراً في الأمور الصغيرة فتقف عندها طويلا وربما حاسبت عليها قولا وفعلا .فعلى الرجل المغفرة وعلى المرأة الصبر.
ومن هنا نجد اهتمامين مختلفين في الحياة الزوجية .
كائناً يدقق في صغار الأمور وكائناً لا يعنيه ذلك .
ومن أهم ما يزعج المرأة أن تجد من أحب الناس أليها لا يعير اهتماماً لقضايا تراها من زاويتها هامة ورئيسية .
ومعنى الصبر هنا الصبر على أعباء الحياة الشاقة ولا ينبغي أن يفهم ذلك بأنه حث الزوج على الأذى مادامت المرأة ستتحول إلى كائن صابر لا حول له و لا قوة .
فلا الزوجة بقادرة على استيعاب أعباء ظروفه ولو استوعبت ذلك فهي الراغبة بالدلال و الحنان ولو بحكم تركيب المرأة و هذا يمنعها من تقدير الموقف بحكمة و روية .
فربما تساءلت و ربما شكت و ربما بكت و ربما .......
فينطلق الرجل في المحاسبة ويرى نفسه معذور فهو يكابد و يجاهد وهي لا ترى إلا حاجتها فينالها بألفاظ قاسية و ربما أخرجها من دارها و ناح و صاح و ربما امتدت يده و لسانه لتجرح منها شعورًا لا يلتئم بسهولة و قد لا يلتئم فهو يراها ظالمة لا تقدر ظرفاً ولا تعينه على الحياة. و هي تراه قد تغير لم يعد كما كان الحياة معه لا تطاق . في الرواية( و من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاه مثل ثواب آسية بنت مزاحم)
و على المرأة أن تعرف أن الصبر على البلاء قيمة عالية فعن الإمام الصادق عليه السلام( من ابتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد)
فعلى الرجل الآتي:-
1. أن لا يكرر من بيان أخطاء الزوجة و يجعلها مسبحة يومية.
2. أن لا يجعل الخطأ مقياساً لحياتها معه.
3. أن لا يثير المشكلة أمام أنجالها و معارفها لأنه معول لا يرحم وذل لا يتعزز.
4. أن يمارس هيبته كرجل بأسلوب أدبي رصين.
5. أن يتقن فن التعويض أمام كل إجراء قاسي قام به أما بهدية أو كلمة طيبة.
6. أن يتجنب جداً طريقة الصدع الذي لا يجبر فعليه الحذر من الألفاظ النابية التي يلغي فيها كل شعور تجاهه و يولد عندها الإحباط أمام عبارة ( زواجي منك غلطة العمر)
فعلى المرأة الآتي:-
1. أن لا تسرب شيئا عن سلوكه غير المحمود إلى أمها.
2. أن لا تترك واجباتها الشرعية بمجرد إساءته بل عليها أن تبقى السيدة الطيبة المهذبة الخلوقة .
3. أن تحاول ولو بالقبض على جمار النار أن لا تجيبه أبان العاصفة و أن تلزم الصمت فإن الصمت أفضل محاسب.
4. أن لا تتثاقل أمام إساءته عن خدمة ضيوفه ومعارفه
5. أن تحاول في وسط الليل الأليل مستفيدة من فرص العاطفة استنطاقه لمعرفة أسباب الإساءة و مبرراتها و أن تحاول إبراز نفسها المقدرة لظروفه
6. أن تزيد من حجم الاهتمام و الانقياد كشريك يجيد إدارة المشكلة بإثارة عواطفه
7. أن تقابل إساءته بسرد ماضيه الجميل وأيامه الحلوة فتحفزه للمزيد من السيطرة على سلوكه المنفعل .
فالحياة الزوجية هي الانصهار و التفاعل المشفوع بالهوى و المودة . إنها العقد الدائم على الموت و الحياة، إنها التعاضد في السراء و الضراء في الصحة و السقم في الشباب و الهرم في الفقر و الغنى إنها محفل الانصهار الكلي تماماً و يكونان جسداً واحداً. فالتعيشا في سعادة يومية أيها الزوجان فلا ينبغي أن تلغى بينكما مجموعة اضاءات تزيد في لهيب الحياة حرارةً وإشراقاً.
طبق اليوم فائق اللذة وعليه إقبال من النساء والرجال أسمه ( حلا الحياة )
المقادير :
كيلو من الحب والاحترام المتبادل ، نصف لترمن الصدق والشفافيه ، حبات من الصبر وسعة البال والتفهم ، لتر من عسل الكلام و قطع من حسن الظن بالآخر .
الطريقة :
1. طهَّر أناء اللسان من الكلام البذيء و أجعل الصدق مقياساً لعمل الخلطة حتى تكون متجانساً مع الشريك .
2. أضف إليه مقداراً من الصبر والمغفرة ورحابة الصدر .
3. أخلط الخشية والمراقبة وضعه مع المقدار السابق .
4. أمزج مع الخليط العسل حتى يصبح حلواً .
5. لا تنسى أن تضع العفو والتسامح في نهاية الخلطة .
6. ضعه في فرن محاسبة النفس و يا حبذا أن تكون النار هادئة حتى تفخر وتتضاعف .
7. خفف من نار الانفعال حتى لا تحترق الطبخة وتؤذي إلى تلاشي المحبة .
8. ضعه في ثلاجة معتدلة البرودة حتى يتجانس .
9. أجلس مع النفس وحاسبها على ما فعلت .
10. زين الطبخة بالكلام الطيب وانثر عليها الإيماءات والتودد حتى تسير السفينة إلى بر الأمان .