قراءة للوضع الداخلي العراقي
ألقى حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي الآصفي كلمة في المجلس الاستنكاري للاعتداء على مرقد العسكريين الذي أقيم باسم المجاميع النسائية في المنطقة وذلك يوم الجمعة الموافق 29/ 5/ 1428هـ في مسجد العباس بالربيعية. وكان نص الكلمة :
قراءة للوضع الداخلي العراقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. .
عظم الله أجورنا وأجوركم جميعا بهذا المصاب الجلل الذي أصابنا في انتهاك حرمة من حرمات أهل البيت عليهم السلام .. والتجاوز والإساءة في خرق حرمات أهل البيت عليهم السلام ..ان وراء هذه الجريمة ووراء هذا العمل خلفية حقد.
كالذين قاتلوا الحسين عليه السلام يوم عاشوراء كان لعملهم خلفية سياسية وكان عملهم يختزن حقدا دفينا .. يوم عاشوراء لم يكشف فقط عن تثبيت سياسي هو تثبيت دعائم الحكم الأموي وإنما يكشف كذلك عن حقد. هذا الحقد يظهر في أكثر من موقع في حادثة الطف من ذلك سحق الأجساد الطاهرة بسنابك الخيول ,هذا حقد وليس عملا سياسياً... هذا حقد دفين .
هؤلاء الذين فجروا روضة العسكريين عليهم السلام روضة علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام .. هؤلاء ابنا أولئك الذين قاتلوا الحسين عليه السلام ثم سحقوا أجسادهم بسنابك الخيول , والحب والحقد يتوارثان .. الحب والحقد من جملة ميراث ينتقل من جيل إلى جيل . هؤلاء أبناء أولئك يحملون معهم التوارث نتائج الحقد لأهل البيت عليهم السلام .. وهذا الحقد نحن نجده في أكثر من مكان في العراق في الذين يقومون بأعمال التفجير والذبح والقتل والتهجير ونجده في باكستان في الذين يدخلون على المساجد والحسينيات أيام محرم ويقتلون المؤمنين جزافا ونجده في أفغانستان في المذابح التي تمت على يدي طالبان للشيعة , شيعة أهل البيت عليهم السلام ..
والآن السؤال الذي أطرحه عليكم ..
ما هي الجهات التي تقف خلف هذه الجريمة ؟
إذا سألنا عن الأشخاص فإن معرفة الأشخاص تحتاج إلى تحريات أمنية دقيقة .
لا نريد أن نتحدث عنها الآن ولكن نستطيع أن نعرف المجموعات والجهات التي تقف خلف جريمة تفجير روضة العسكريين عليهم السلام يجب أن نعرف من هم المستفيدون من هذه الجريمة . الذين قاموا بهذه الجريمة يقصدون إثارة الفتن الطائفية بين الشيعة والسنة حقا ليس عندهم غاية أخرى غير إثارة الفتن والطائفية .
على كل حال نقرأ من المستفيد من إثارة الفتن الطائفية اليوم ؟ للجواب على وجه مخصوص ....نحن لا نتأخر ولا نتوقف لمعرفة الجواب أن أمريكا هي المستفيدة الأولى من إثارة الفتن الطائفية بين السنة والشيعة في العراق. أمريكا الآن تقع في مأزق صعب في المستنقع العراقي دخلت أمريكا العراق بإرادتها ولا تستطيع أن تخرج منه ، واقعة في أزمة صعبة وصعوبة الأزمة الأمريكية هووقوعها في المستنقع العراقي فهي لا تستطيع أن تخرج من العراق ولا تستطيع أن تبقى في العراق.
لا تستطيع أن تخرج من العراق لأن أمريكا فاقدة لأكثر من ثلاثة آلاف وخمس مئة من جنودها وأبناءها. وفاقدة للمليارات من الدولارات وفاقدة لماء وجهها السياسي فلا تستطيع أن تخرج بيد فارغة من العراق تريد شيئا هذه الأزمة ، وأمريكا لا تستطيع أن تبقى في العراق لأن هذا النزيف مستمر , نزيف الدم مستمر والدولار الأمريكي في العراق مستمر في الاستهلاك وأمريكا ليست حاصلة على شيء .
امريكا تبحث عن مخرج من الأزمه السياسية التي تعيشها في العراق والمخرج الوحيد لأمريكا والمنقذ الوحيد لأمريكا في العراق أن تتمكن أمريكا من إخراج قواتها من العراق وتبقي نفوذها السياسي في العراق ، يبقى النفوذ السياسي الأمريكي في العراق يحكم العراق والقوات الأمريكية تخرج من العراق هذا المخرج الوحيد للأزمة الأمريكية في العراق .
هذا المخرج من الأزمة لا يتم لأمريكا إلا من خلال فتنة طائفية صاعدة في العراق .
الفتنة الطائفية في العراق تحقق لأمريكا أغراض أساسيه تستطيع أن تأتي بالوساطات الموالية لها بالحكم في العراق من خلال الفتنة الطائفية ومن خلال الشغب الطائفي .. أمريكا تستطيع أن تأتي بالجماعات والعصابات الموالية لها العميلة إلى مواقع الحكم والنفوذ في العراق وتحكم العراق عند ذلك يكون النفوذ الأمريكي باق في العراق من خلال عملائها من دون أن تخسر أبناءها ومن دون أن تخسر ميزانيتها المالية الكبيرة هذا هو المخرج الوحيد لأمريكا . تفكير أمريكا بالخروج من هذه الأزمة يحتاج أكثر إلى اختلاق فتنة طائفية واسعة بإثارة السنة ضد الشيعة وإثارة الشيعة ضد السنة .
أنا لم أقرأ هذا الكلام لكن احد الأخوان ذكر لي انه قرأ في أحدى الصحف الأمريكية للمنظر الأمريكي وزير الخارجية ماذا يقول عن الأزمة العراقية يقول : نحن دخلنا العراق وسنبقى وسوف نقوم بأي عمل يمكننا من البقاء ومن جملة هذه الأعمال بقاء الفتنة الطائفية .
إذن أمريكا تستخدم الفتنة الطائفية لتثبت موقعها في العراق.
ثانياً : من الجهات المستفيدة أيضا من الفتنة الطائفية في العراق حزب البعث الاحتياطي الأمريكي في العراق ، أمريكا تعتمد على حزب البعث وحزب البعث لا يريد ملجأ وملاذاَ أفضل من الأمريكان . حزب البعث ملجؤهم الوحيد للعودة إلى مواقعهم في الحكم هو من خلال النفوذ الأمريكي . يستطيعون أن يستردوا كل مواقعهم في الحكم وأمريكا لا تجد عملاء أفضل من حزب البعث ، حزب البعث مطواع يحقق الإرادة الأمريكية ، ويبيع كل شيء للأمريكان ، هذا الحزب يمتلك من المؤهلات ما يجعله من الشركاء في هذه المنظمة وليكون عميلاً لأمريكا . هذه الجهة الثانية المستفيدة .
الجهة الثالثة : الإرهاب ، الإرهاب الذي يريد أن يقيم ويضع إمارة وولاية في العراق وتريد إقامة الإمارة والولاية بشكل خاص ولا تستطيع أن تقيم الإمارة والولاية فقط في المناطق السنية لذلك هي في طريقها لقتل الشيعة بالسنة في المناطق المختلطة . وقتل الشيعة بحجة الإرهاب ، وبالتالي تجد أمامها منطقة تقيم فيها إمارة وولاية في العراق .
هذا التزاوج المشؤوم بين التطرف الديني والإرهاب من جانب وبين أهداف أمريكا وأهداف حزب البعث من جانب آخر هو السبب لكثير من التخريب والتفجير والأزمات الإرهابية والتدمير في العراق .
هذه قرائتي لما حدث في تفجير المرقدين للإمامين العسكريين في ختام هذه القراءة لدي ثلاث نقاط في ختام هذه القراءة
1- علينا أن نفصل بين السنة والإرهاب ، السنة يشجبون الإرهاب ، وليس معنى ذلك أنهم يصطفون مع الإرهاب ينبغي أن نعرف أنّ السنة في العراق شيء والإرهاب شيء آخر ، ونفصل بين حساب الإرهاب وبين حساب أهل السنة .
2- عرفنا من خلال القراءة السابقة أن الغاية من هذه الأعمال إثارة الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة وعلينا أن نفوت هذه الفرصة على أمريكا وعلى الإرهاب وعلى حزب البعث وندعو للتضامن بين السنة والشيعة لإعادة الأمن و الاستقرار السياسي والاقتصادي في العراق .
3- هذه الأحداث التي تمر علينا من تفجير للمرقدين للإمامين عليهما السلام تفجعنا ولكن لا تفت من عزيمتنا ، وسوف نبقى نصر في كل الأحوال ان نتجنب الأنفعالات ، ونبقى نصر على ثوابتنا السياسية في العراق .
وثوابتنا السياسية في العراق اذكرها في نقاط عشر :
1- استئصال جذور الإرهاب في العراق . لا يمكن أن نعيش مع الإرهاب ، ينبغي أن نصر في مقاومة الإرهاب حتى نستأصل جذورها
2- استئصال جذور حزب البعث ، من العراق ، هذا الحزب الكافر ينبغي أن نعمل على استأصل كل جذوره.
3- مكافحة الطائفية السياسية في العراق ، هذه الحكومات الطائفية التي أنهكت العراق وعزلت الشيعة وينبغي أن نعمل على تشكيل حكومة وطنية قائمة على أصول الإسلام وعلى تطبيق أحكام الله
4- مكافحة الحلول الأمريكي في العراق ، الأمريكان شر وحضورهم شر، أمريكا هي الشيطان الأكبر , ينبغي أن نكافح كل الوجود الأمريكي في العراق على كل المستويات .
5- الأحتفاف بالمرجعية الدينية الراشدة التي قادت مسيرة العراقيين مع سقوط النظام في مرحلة صعبه ، ينبغي أن يبقى الشعب العراقي مع المرجعية الدينية في كل الحالات .
6- الائتلاف بين السنة والشيعة لحفظ العراق من الفتن الطائفية . فلن ينقذ العراق من محرقة الفتنة الطائفية غير التضامن الإسلامي.
7- الانتباه والحذر والوعي من اللعب السياسية ومن الشعارات السياسية المضلله التي تروجها الفضائيات من قبيل فضائية الجزيرة أو فضائية الشرقية وغيرها التي تروج لحزب البعث علانية . هذه الفضائيات لها الدور الأكبر في لشعب العراقي ، و إحباط المشروع السياسي العراقي .
8-الحضور السياسي في الساحة العراقي ، الشعب العراقي يجب أن يسجل حضوره في الساحة لإحباط المشاريع والخطط السياسية الأمريكية .
9- تجديد وحدة الصف السياسي الشيعي في العراق ، إذا كنا نهتم بوحدة التضامن الإسلامي بين السنة والشيعة في العراق فلا بد أن نؤكد أيضا ونصر على وحدة الساحة الشيعية في العراق ووحدة القرار السياسي الشيعي في العراق ، وتجاوز الحالات الفئوية التي تجعل القرار الشيعي في العراق قراراً متعدداً . لا بد أن يكون القرار قراراً واحد قرار تقوم به وتؤديه المرجعية الدينية .
10- الانتباه للمخطط الأمريكي وهدفه إضعاف هذه الحكومة المنتخبة من قبل الناس ، أمريكا تحاول إسقاطها وحشرها في طريق مسدود وإعاقة وإفشال هذه الحكومة حتى يأتوا بحكومة عميل لها . هذه الحكومة حكومة منتخبة من قبل الناس ، أمريكا تريد إضعافها وإفشالها حتى تأتي بحكومة عميلة له ، هذه النقطة يجب أن تكون موضع معرفة الناس ووعي الناس .
أنا اعتقد أن هذه المسيرة مسيّرة بعين الله سبحانه وتعالى ولا يغفل الله عن هذا الشعب والشهداء الذين التحقوا بركب الشهداء الذين قتلوا على يد جلاوزة الطاغية ، الله عز وجل يرعى هذه المسيرة ، وعلى العراقيين التوجه لله سبحانه وتعالى والتوكل على الله .وارجو منكن أخواتي دعائكن لكي يمن الله على هذا الشعب الذي طالت معاناته بالثبات والأمن والاستقرار والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته