مشاعر مؤلمة

 
حينما تعتصرك مرارة الأيام مع من تحب تجد نفسك تائها لا تعرف بمن تلوذ ولمن تشتكي لاتقوى على البوح بما في صدرك إلا لمن تحب فهو الجارح وهو البلسم لهذه الجراح . عندما يفقد التوافق الأسري يصبح مشكلة يعاني منها كثير من البيوت ويشكو الشريكان من بعضهما ويصبح التوتر قائما لا ينقطع وتزيد المشكلة بتسرب القضايا الداخلية خارج سور الزوجية ،إن  من الضروري للزوج والزوجة أن يحتفظا بالأسرار الداخلية المرتبطة بشخصيهما سواء على نطاق الحديث أو الأمور التي ترتبط بينهما  وأقصد بها مقارنة الزوج زوجته وفي هذا الخصوص تكمن الخطورة ومن خلال خروجه للأطراف الأخرى وبوحه بأسراره سوف ينعكس سلبا على الطرف المستمع والمتكلم أيضا سوف يحتقر الآخرون المتكلم باعتباره شخصا شهوانيا  بسبب تخيله الخاطئ لزوجته المصونة وأيضا إثارة غرائز ممن يستمعون إليه . ومهما تعلق الزوج بزوجته وأحبها أو الزوجة بزوجها ينبغي إلا يتأثر سلبا في مثل هذه المواقف الخاطئة  في هذا المجال نجد الزوجات أكثر تكتما في هذه الأمور أما الرجال فيعتبرونه أمرا عاديا فيتكلم عن زوجته وكأنها أمر لا يعنيه بشيئ  يطلع عليه أصدقائه أو المقربين منه وربما يتداول بين آخرين فكأن هذا الأسلوب الذي أجراه مع الآخرين على اطلاعه تعبير عن الحب الشديد والتعلق بالزوجة  فلا بد إذن أن يحافظ على هذا المحيط الأسري بدقة وأمانة . عن الأمام الصادق عليه السلام  ( كلما زاد حب الرجل لزوجته كان إيمانه بالله أكثر  ) (وكل شخص كان بنا أهل البيت رحيما  بزوجه أرحم  ) إذن يجب الحفاظ التام لكيان الزوجة  بل الأسرة ككل على خلاف بعض الناس بأن هذا الحديث حول شخص الزوجة أمام الآخرين من الأمور التي لاأشكال فيها أيضا عدم أطلاق الأحكام دون روية وتعقل تعد من الأمور التي يجب تجنبها  قال تعالى  ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن  ) ذكر الزوجة أو الزوج أمام الآخرين بما لا يحب يعتبر إهانة  ومعول لا يرحم وذل لا يتعزز ، وتزيد المشكلة وتصل إلى الطلاق الأمر الذي يجعلنا نبحث عن الحلول التي تساعدنا على التوافق بين الشريكين أو السعادة الزوجية . هناك معوقات للحياة تؤثر عليها فتفقدها رونقها وجمالها نذكر على سبيل المثال منها  : 

1 ـ الحالة المادية للأسرة    
2 ـ مرض مزمن لأحد أفرادها          
3 ـ عدم الإنجاب  ( العقم  )  
4  ـ الذرية من الإناث  ( لا يوجد ذكور  )
5 ـ مقارنة الشريكة أو الشريك بأقرانه.

 ولكي يتم التوافق لا بد من الرضا من كليهما بالآخر الذي هو أساس الاستقرار . أيضا الإشباع العاطفي والنفسي لكليهما وهذا يجده الزوج من زوجته فهو بحاجة إلى الابتسامة المشرقة التي تبدد مصاعب الحياة التي يواجهها والاعتناء والاهتمام والشكر و الحب والرغبة في المبادرة في الأنس واللقاء  .
والزوجة محتاجة إلى الحب والدفء والاحترام و الاهتمام والشكر والثقة مع الابتسامة العذبة التي تدخل السرور على نفسها وتنسيها معاناة الأولاد والبيت والعمل . لابد لكليهما أن يفخر بالآخر ولابد من المجاملة بين الحين والحين وذلك بإفشاء عبارات الاستحسان والتعبير بالكلام الطيب بهدف التودد والتحبب كل طرف للآخر والتقرب منه.
ما هي الأمور المحببة لديهما ؟

1- مناداة كل منهما للآخر بما يستأ نسه  من الأسماء والصفات المحببة لديه ، لاشك بأن هذه السمة تقوي العلاقة بينهما وتزيد الرابطة  وتعزز المحبة وتعطي للحياة نكهة جميلة وتبعث على الراحة النفسية والاستقرار  .

2- امتداح الزوجان لكليهما. الزوج والزوجة الواعيان هما من يمتدح الأعمال الطيبة واللطيفة ويكون الامتداح من أسس الحياة الزوجية الناجحة، لهذا على الزوجين أن يركزا على الشيء اللطيف في كليهما.

3- العلاقة السعيدة والصحة.

      العلاقة الزوجية السعيدة تسرع التئام الجروح والشفاء من الأمراض مثل ضغط الدم والجلطات وتساقط الشعر. كما أن الرجل المتزوج يزيد عمره في المتوسط 3 أعوام عن قرينه غير المتزوج , أيضاً الزواج يؤدي إلى تغيرات في دماغ الإنسان تحفز المناعة ويفيد في تعدية عضلات القلب لما فيه من دفع مؤقت للدم وتنشيط الدورة الدموية واستنشاق كمية......... إضافية من الأوكسجين يستفيد منها الجسم فتعطيه الطاقة والحيوية إضافة إلى ذلك يتخلص الجسم من أنواع كثيرة من البكتيريا ويعمل على تقوية جذور الشعر.

عزيزي الزوج والزوجة عند التكلم عن مشكلة ما يجب التزام الوضوح التام والشفافية مع النفس لأن عدم التزام الوضوح والشفافية يؤدي إلى تفاقم المشكلة وتدمير العلاقة بدل حلها.
أيضاً إذا شعرت بأي شيء يعيق العلاقة فأعلم أنها كذلك, وإذا فعلت ذلك ستكون أكثر قابلية لمواجهة المشكلة بشجاعة.

  • سؤال يحيرالنساء:

أتساءل هل للشريك حدود في العواطف يجب أن لا يتخطاها ؟ !!
أم للتقرب استئذان أو استدلال ؟
هل نقابل الإساءة بالإساءة ؟ أم نقابها بالإحسان ؟
أحياناً يميل بعضنا إلى الصمت والعزلة ونجد أنفسنا في عالم يسوده الصمت والهدوء والظلمات التي لا تسمح لأحد بالمشاركة وتزيد المشكلة ونصبح غير قادرين على حلها , ولكن نتوقف ونهمس لأنفسنا ونقول لا بد من اللجوء إلى أحد المقربين من الأهل أو الأصدقاء القادرين على إصلاح ذات البين لحل هذا الإشكال المؤلم الذي يواجهك.

  • والعلاقة بين الشريكين يجب أن تكون مثالية لنجعل الحياة أفضل لا بد من:

1. يمكنك تحسين علاقتك العاطفية وتطويرها إلى الأفضل.
2. يجب الرضا من حيث الأشياء الخارجة عن الإرادة.
3. القناعة بما قسم الله من الرزق والسعي وراء الأفضل.
4. احرص على أن تكون دائماً متهيئاً لإقامة علاقة حميمة وودودة وناجحة مع الشريك.
5. لا تتجاهل اتصال ورسائل شريك لأن ذلك يدمر العلاقة.

هنا عندما تخوننا الكلمات وتموت الحروف في شفاهنا نجد في الكتابة سلوى ومتنفس فكم هو جميل أن نبحر بعقولنا وقلوبنا بعيداً عن شواطئ الأحزان وأن نفتح أقفال صدورنا لسماع أجمل الكلام ففي نهاية كل طريق لا بد من محطة ونهاية كل رحلة لا بد من استراحة ونحن قد لاحت لنا ملامح المحطة بعد أن قهرتنا الصعاب وصبرنا على المآسي.
وعندما نغرس المحبة ونطالب بالحنان يتجاهلنا الكل فنتوقف مع الحزن في لحظة ندم على ما فات من العمر المديد آه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فقد يضيع وقتاً طويلاً من عمره في اشتياق وتمني ما ليس في متناول يده لأن أحلام المرء أو الفرد لا تنتهي ومهما حقق من نجاح فهو يشعر أن ما لديه ليس كافياً وأن هناك العديد من الاحتياجات والرغبات التي لا بد من توافرها الأشباح ذلك الشعور بالتمني أو عدم الرضا.

آه كم هو محزن بأن نرجع بالحياة إلى الماضي وتتمنى بغير ما هو عندك وتبلي حيا تك كما تريد ولكن هيهات الرجوع لأن العجلة تشير إلى الأمام فنحدث النفس ونقول لا نأسف على ما فات ولننظر إلى الحياة بأمل وتأمل ونطلب من المولى عز وجل بأن يعوضنا في عيالنا خير فيا رزاق يا كريم أنت البلسم لكل الجراح فقونا على خدمتك وعبادتك ولا تكلنا إلى عبد من عبيدك يا أرحم الراحمين.

أيها الشريكان كونا عونا لبعضكما على مصاعب الحياة  لاتبخلا بالكلمة الطيبة واللمسة الدافئة الحانية فلهما مفعولهما السحري  كالجرعة المنشطة تعيد للحياة رونقها ونشاطها وتمحو كل عناء ، تجدد الخلايا وتملأ القلب بالحب من جديد . .....

لاتترددا في تكسير الحواجز وإزالة العقبات جددُ الثقة  بالود و الوضوح وصدق الكلمة  اعتبرا كل منكما صديقا للآخر أفتحا قلبكما  وأزيلا الغموض الذي يخيفكما  أشعرا بالأمن و الآمان وكونا أحباء لبعضكما  أرفعا يديكما شاكرين خالقكما على هذه النعم ورددا  دوما ( اللهم قنعني بما رزقتني  )  ( القناعة كنز لا يفنى  )

  • رسالة إلى الشريك أو الشريكة

( أحبك  وحبي لك نبع لاينتهي  إلا بانتهاء الوجود وكل كلمة تصدر مني كلها معنى فهي من الصميم  وبالوفاء تدوم  أنت من بين جميع الناس تاج على الرأس  أتزين به من العدو و الصديق  وكل تصرف خاطئ أعتبره ملح الحياة أو سحابة صيف عابرة وتزول  أحبك يا أغلى  الأهل و الأحباب  ) هكذا تكون الحياة بين الشريكين  .