تخير ما تأكل

العسل غني عن التعريف أنتحدث عنه كغذاء ممتاز ، يعتبر في مقدمة الأغذية الكاملة ، التي أعتمد عليها الإنسان في تغذيته ، منذ أقدم العصور ، وأشاد بمزاياها وفوائدها ، فقد ورد ذكره في القرآن الكريم بقوله : ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون  ) الآية  67 (ثم كلي من كل الثمرات فا سلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه  فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون )الآية  68 . والعسل غذاء حي ، أستمد وجوده من الأزهار و النباتات وإشعاعات الشمس و الهواء ، فهو بمثابة (مدخرة ) لمزايا هذه الظواهر الطبيعية التي تحتوي سر الحياة .

إن القرص الواحد من العسل هو إنتاج طيران النحل مسافة تزيد عن ثلاثين مليون كيلو متر ، يقوم النحل فيها بأربعين ألف رحلة ذهابا وإيابا ،فالنحلة تطير باحثة عن الأزهار ، تميز الأزهار النافعة من الأزهار الضارة و السامة ، فهي لا تحط إلا على الأزهار النافعة ، فإذا ما امتصت الرحيق منها أخرجت ( لسانها ) أثناء عودتها ، معرضة إياه لأشعة الشمس لتبخير الماء مما حصلت عليه من الرحيق ، فإذا ما وصلت إلى الخلية ، عملت بعض الخمائر التي تفرزها من فمها في هذا الشهد ، فيتبدل تركيبه من سكر قصب إلى سكر الفواكه ، وتثبتت فيه الفيتامينات الحيوية التي تحمل سر فوائده التي لا تحصى .

وإذا عرفنا أن جسم الإنسان لا يستفيد من سكر القصب إلا بعد تحويله إلى سكر الفواكه خلال هضمه ، أدركنا أن عسل النحل يوفر على الجهاز الهضمي عند آكليه مهمة الهضم والتحليل الكيماوي الشاق ، وأدركنا لماذا العسل مفيدا بوجه خاص للأطفال والناهقين من الأمراض ؟! .

والنحلة الواحدة تعطي يوميا عشرة غرامات من العسل ، يقتضيها ذلك أفراغ حمولة مدتها ستين مرة ذهابا وإيابا ، ويحتاج صنع كيلو عسل إلى عمل ثلاثمائة نحلة تقوم بأربعين سفرة طيران .

  • ما هي أنواع العسل ؟

تختلف أنواع العسل باختلاف المنطقة التي يجني منها النحل رحيقه، فالرحيق الذي يجنيه من الغابات له قدرة خاصة على معالجة الآفات الصدرية ، والعسل المسمى من الأزهار هو النوع الأكثر انتشارا من أنواع العسل ، والعسل الذي ينتجه النحل في الربيع هو أجود وأزكى رائحة وطعما من العسل المجنى  في الصيف ، لأن النحل يكون قد أصيب بالتعب ، كما يبدل من مجهود خلال الربيع . فلا يتخير الأزهار كما يفعل أيام الربيع  .

إن الحلاوة الموجودة في العسل تعادل ضعفي حلاوة السكر العادي،  وبما أن هذه الحلاوة ناتجة عن سكر الفواكه المسمى ( لهف ولوز ) وليس السكر المسمى .( غلوكوز ) . فإن أذاه للمصابين بالسكري أقل من حلاوة السكر العادي .

  • مما يتألف قوام العسل ؟

يتألف قوام العسل من فيتامينات و أملاح معدنية متعددة وهو أفضل من الأشربة الصناعية المقوية التي تباع في الصيدليات أو التي تباع في الأسواق التجارية ، والتي لا تستقبلها المعدة بسهولة ، والعسل غذاء ضروري للمفكرين والعاملين بأدمغتهم ، والشيوخ والأطفال .

  • فوائده للأطفال ؟

• يساعد على تثبيت الكلس قي العظام لذلك فهو مفيد جدا للأطفال الرضع والآخدين في النمو .
• يساعد العظام على التصلب .
• يثبت الأسنان فيجعلها قوية ومتينة . 
• يقي الأطفال  من شر الكساح وتقوس الساقين ونخرالأسنان .
ماذا يحدث للعسل إذا سخن ؟
إذا سخن العسل إلى درجة عالية من الحرارة ، فإنه لا يفقد سوى فيتاميناته ، إما مواده العضوية الأخرى فتبقى على فعاليتها وفائدته.

  • ما هي فوائد العسل العامة ؟

    يفيد العسل في تنظيم حركة التنفس ، وخاصة بالنسبة للمصابين بأمراض الصدر ، كما إن له تأثير ملطفا في حالات الجفاف ، وأمراض الجلد ويستخدم كملين في صعوبة البلع والسعال ، كما يزيد في أفرازات الفم واللعاب ، ويستخدم كملين أثناء الجماع لأنه ليس له أضرار كغيره من الملينات المصنعة ، وله تأثير ملين للأمعاء وقتل الجراثيم.

النوع الثاني العسل الاسود :

للعسل الأسود قيمة غذائية مرتفعة ، ويقي مستعمليه شر الإصابة بفقر الدم ، ويعطي الرطل الواحد منه ما يعادل 1320 سعره حرارية ، ويحتوي العسل على مجموعة  الفيتامين ( ب ) كاملة ، لذلك يفيد في مرض البلاغرا المتصف بخشونة الجلد ، وبالاضطرابات الهضمية و العصبية ، ويكاد يكون العسل أغنى الأغذية بالمركبات المعدنية .

تحتوي أنسجة الطفل عند الولادة على كمية من الحديد تكفيه ثلاثة أشهر فقط ، ولأن حليب الأم يفتقر جداً للحديد فإن إعطاء الرضع ملعقة عسل يومياً تفيده اعتباراً من الشهر الرابع ، وذلك لوقايته من شر الكساح وفقر الدم.

تركيبة العسل الكيماوي :

• ماء ( 16,09 % ).
• سكر فواكه ( 41 % ).
• سكر قصب ( 1,9 % ).
• سكر عنب " غلوكوز " ( 34 % ).
• دكسترين ( 1,7 % ).
• بروتين ( 3, 0 ) .
• نيتروجين ( 0,04 % ).
• مواد غير معينة............ ( 3,43 % ).
• رماد ( 0,81 % ).

احتواء العسل على المعادن :

يحتوي العسل على ( الحديد ، الكالسيوم ، الصوديوم ، المغنيسيوم ، الكبريت ، البوتاسيوم ، الفوسفور ).

  • استخداماته :

1. يستخدم العسل كعلاج لأمراض متعددة منها : الصدرية ، الهضمية ، الجلدية .
2. يستخدم قديماً في التحنيط وحفظ الجثث من التعفن.
3. يستخدم في عمل الطبخات والحلويات.
4. يستخدم قديماً في حفظ اللحوم من أن يتسرب إليه الفساد ويحتفظ بطعمه وخصائصه.

وأخيراً هذه مجموعة من الأسئلة والأجوبة حول بعض المواضيع الغذائية التي كثيراً ما يتساءل الناس عنها :

س : هل صحيح أن آلات الطبخ الحديثة تبدل من طعم المأكولات بعكس الطعام المطبوخ بالوسائل القديمة ذات الحرارة المعتدلة ؟ وما هي الحرارة التي يجب استعمالها للماء في الطبخ ؟ وما هي مساوئ زيادة النضج في الطعام ؟ وهل تعمد مصانع الطعام المحفوظ إلى طبخ الطعام قبل تعليبها ؟

ج : يجب أن يوضع الطعام في طناجر مغلقة الأحكام جيداً ، وأن توضع عليه كمية ممكنة من الماء وذلك لحفظ الأملاح المعدنية والفيتامينات الموجودة في الطعام .
أما عن أدوات الطبخ الحديثة فليس هناك فارق بينها وبين وسائل الطبخ القديمة إلا من حيث الوقت الذي يستغرقه نضج الطعام .
لا يجوز لربة البيت أن تزيد نضج الطعام أكثر من الحد المعقول ، لأنه يفقد محتواه الغذائي ، أما بالنسبة للأطعمة المحفوظة فهي تطهو الطعام المعلب بنفس الطريقة التي تستخدم في المنازل.

س : أتناول نوعاً من الحليب كامل الدسم يحتوي على تسعمائة وحدة حرورية ، فهل يجوز أعطاء أطفالي من هذا الحليب ؟

ج : لا يجوز أعطاء الحليب للأطفال اعتباطاً ، بل يجب أن يكون ذلك بمشورة الطبيب ، أما الحليب الكامل الدسم يفضل أن لا يعطى للأطفال لأنه يحول دون تناول الطفل أي غذاء آخر أعتاد عليه. 

س : هل صحيح أن الحليب يحتوي على إشعاع نووي بسبب التجارب الذرية ؟ ماذا لو كان الأمر كذلك فهل هناك خطر من تناول هذا الحليب  وهل تخفف تناول الكالسيوم من أخطاره ؟

ج : لقد أجرت أبحاث كثيرة . حول هذا الموضوع ، في البلاد التي تجرى فيها التجارب ن ثم فحص المأكولات التي يفترض انها تعرضت للإشعاع النووي ن ولم يثبت وجود آثار أي خطر في تناول الحليب أو الخضار رغم وجود آثار الإشعاع في حليب البقر التي تغذت بنباتات معرضة للإشعاع . أما الكالسيوم فليس له أي تأثير على الإشعاع ، أما إذا ما أخد بكميات كبيرة فإنه يكون ضار ا بالصحة لا محالة .
يعطى الكالسيوم للأشخاص فوق سن  الأربعين حبة واحدة يوميا لسد نقص الكالسيوم .

س : هناك تعبير يسمى ( علاوة الطعام ) فهل يدل ذلك على كميات معينة من الطعام يجب ان يتناولها الإنسان ؟
ج: هذا التعبير من ابتكار لجنة التغذية ، وهو يدل على أن هناك كمية من الحراريات يجب ان يتناولها الفرد يوميا ، بنسبة ما يستهلكه جسمه منها .

س : يقال أن ( 900 ) حريرة هي الحد الأدنى المصرح به لممارسة رجيم خاص بتخفيض الوزن ن فهل هذه الكمية كافية لكي يحتفظ الجسم بحيويته وقوته ؟

ج : أن ( 900) حريرة  هي متوسط ما يحتاجه الجسم ، وليس معنى هذا إنها ما يحتاجه كل الناس ، فالأجسام تختلف ومصادر الحراريات تختلف أيضا  كما أن العمل الذي يمارسه الإنسان يؤثر في اختيار طعامه ونوعيته وكيفيته .

س : هل صحيح أن الطقس البارد ، ومزاولة التمرينات الرياضية تتطلب زيادة الفيتامينات التي نتناولها ؟ فإذا كان ذلك صحيحا . فأي الفيتامينات يجب تناولها ؟

ج : أن حاجة الجسم للفيتامينات لا تتبدل في الطقس البارد والحار ، ولكن هناك فيتامينات خاصة تكسب الجسم مناعة ضد أمراض البرد والحر ( س ) مثلا يعطي الجسم مناعة ضد الأنفلونزا . أما التمارين الرياضية فلا تؤثر في المواد الغذائية الموجودة في الجسم .

س : هل صحيح ان تناول الحليب بصورة دائمة يعرقل سيرالدم في الشرايين ؟ لقد رأيت على وجه الحليب طبقة سميكة تشبه القشدة بعد مزجه بالماء أوغليانه  .فهل في ذلك ضرر ؟

ج : ان تكون الطبقة السطحية على الحليب يدل أن الحليب مخزون في أمكنة غير ملائمة ، فتولد الرطوبة تلك الطبقة ، ولكن هذه الرطوبة لا تؤثر على المواد الغذائية الأساسية للحليب .

وفي النهاية نتمنى لكل فرد صحة وهناء العيش في هذه الحياة .

( وليكن غذاؤك دواؤك ... وعالجوا كل مريض بنباتات أرضه فهي أجلب لشفائه ) .