لتكن مشاركة فاعلة وإيجابية
لأول مرة تعيش المنطقة نشاطاً محموماً تشترك فيه كل الفاعليات والإرادات الإجتماعية والثقافية بجميع أطيافها، وتلتقي بأجمعها في تحقيق طموح واحد وهمّ مركزي يتعلق بالوضع العام، من خلال الإهتمام الفاعل في التهيؤ للإنتخابات البلدية.
ولاشك أنها بادرة يستحق الجميع من أجلها التكريم والإحترام، لأنها بداية المشوار نحو التوحد الأكبر والمركزية في الأهداف والمشاريع العامة.
فمنذ زمن وأصحاب المشاريع العامة يتطلعون لموقف إجتماعي كهذا، حيث كانت أغلب المحاولات السابقة منحصرة في جهة أو تيار، مع ما تتضمنه من طرح عام، بينما كانت تغيب الأطروحات المركزية التي تعبّر عن إرادة إجتماعية واحدة.
ومثل هذا التحوّل المهم كان ينبغي أن يحدث من زمن بعيد، ولو كان لأصبح وضعنا اليوم أفضل بكثير مما هو عليه..
واليوم سيستشعر الجميع صعوبة الإهتمام بالوضع العام، ومستوى العقبات التي تطرأ بين الحين والآخر، وصعوبة إحداث التحولات، والمثبطات الإجتماعية التي لا تنقطع، وذلك ما سيجعل الجميع أكثر واقعية في تقويم نشاط العاملين والناشطين على المستوى العام.
وعلى كلٍّ فحتى لو لم تتكلل هذه الخطوة بنجاح بالمستوى المطلوب، فإن النجاح في التلاقي والتكامل على مستوى الهم الواحد، يكفينا كخطوة أولى، لأن ذلك سيرشح المنطقة للإستعداد لما هو أهم وأكبر في المستقبل القريب، وستكون له نتائج مهمة على المستوى الإجتماعي والثقافي.
ولذلك علينا أن نتعاون مع سائر المهتمين بهذا الشأن لإنجاح التجربة، وذلك يتم عبر طريقين، أحدهما المشاركة الفاعلة والجادة في الإنتخابات، والثاني إعطاء الأولوية للمصلحة العامة والتقليل قدر الإمكان من الميولات الجهوية والمصلحية.