ماذا جنت المرأة الغربية من الحرية؟
حرية المرأة في نظري هي الحرية المسؤولة والمرشدة في التفكير والعمل ، وهذه الحرية لا تنسلخ عن نهج الاسلام والإلتزام بتعاليم السماء ، وهي حرية شاملة بمفهومها العام ، فحرية المرأة كحرية الرجل ، ينطبق عليها ما ينطبق عليه من حيث العقاب والثواب ( فحلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرام محمد حرام الى يوم القيامة ) ويقول الله سبحانة في كتابة الكريم " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً "
وهناك حرية مطلقة ، أي بلا قيود ولا ضوابط ولا أخلاق ، تحمل بين طياتها مسميات مختلفة نادى بها دعاة التحرر ، وحملها دعاة الحرية في الغرب تحت إطار حرية الفرد أو الحرية الشخصية ، حتى وإن أدت هذه الحرية إلى إيذاء النفس وإلحاق الضرر بالآخرين فيا ترى ماذا جنت المرأة الغربية من الحرية ؟ وماذا حصدت المرأة الشرقية من التحرر ؟ فهل التبرج حرية ؟ وهل ممارسة البغاء والفحشاء حرية ؟ وهل الإختلاط بالرجال وإباحة الجنس حرية ؟ وهل المجون والغناء وملاهي الرقص حرية ؟ هل تعاطي المسكرات ولعب القمار والزنا والإجهاض والإنتحار حرية ؟
هذا ما أرادته المرأة في الغرب ، وهاهي اليوم تجر الويلات على نفسها وعلى مجتمعها لما تعانيه من ضياع ومن مشاكل نفسية وأزمات .
ومع الأسف الشديد ، لقد تسربت مثل هذه الأفكار إلى مجتمعاتنا عبر ما تروج له وسائل الإعلام المختلفة ، لتنال من كرامة المرأة المسلمة ومسخ شخصيتها ، وهويتها الدينية وذلك لأنها ( مستهدفة ) مالم تحصن نفسها بالثقافة الدينية وفهم مبادئ دينها وعقيدتها ..
طبعاً الإسلام لا يقر الحرية الشخصية المطلقة من كل قيد ، وذلك لأنها ترتبط بحريات الآخرين وحقوقهم ( فلا ضرر ولا ضرار ) كما أنه أعطى الحرية للرجال والمرأة في كل شيئ وممارسة كل أمر من أمور الحياة ، لكن بشرط الإلتزام بالتعاليم التي أقرها وأمر بها ، بمعنى يقتضي أن هذا السلوك الذي يمارسة الفرد لا يرتكب فيه محرماً ولا يخالف واجباً ، وإذا أخل بذلك الإلتزام يكون قد تمرد على القيم الإسلامية وخالف الأحكام الشرعية ، وذلك لأن الشارع المقدس ( الإسلام ) هو المرجعية العليا للإنسان المسلم في كافة أموره وقضاياه ، في حياته ومماته ويكفي أنه خصص أكثر من سورة في القرآن الكريم باسم المرأة ومعالجة قضاياها ...
وتخلي المرأة عن الحجاب الإسلامي لا يعد جزءاً من حريتها ، فالإسلام أقر الحجاب وجعله من الواجبات الشرعية للمرأة كي يحافظ عليها من الفساد ويصونها من الإنحراف وإن تدخل ولي الأمر كالأب أو الزوج أو الاخ في هذا الأمر لا يعد مصادرة لهذه الحرية لأن تدخل كل منهم يأتي بحكم ممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والتي تبدأ من المقربين ( أصحاب الوصايا عليها ) وفي بعض الأمور إن لم تنفع نصيحة المقربين ، فللمجتمع أن يتدخل _ من لهم حق التأثير – وإن لم يفد ذلك فالأمر يرفع إلى السلطان أو الحاكم الشرعي وكل ذلك حرصاً على الفرد وحفاضاً على كيان المجتمع من الضياع والتمزق قال تعلى " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ "