خيول في إشارات المرورر
جاء عيد الفطر المبارك ليبارك في هروب سائق العائلة,وبدون أي سبب !
وللإنصاف أقول أن هذا السائق قد ظلم نفسه بهروبه,لأنني أعتقد جازما أنه لن يلقى معاملة أفضل من التي كان يلقاها ، لكن صدق المثل القديم:ومن يصنع المعروف في غير أهله يلاقي ما لاقى مجير أم عامر. عموما ليس الحديث هنا عن هرب ذلك السائق الأبله وما خلفه من لخبطة في صفوف العائلة ، فقد بدأت المدارس وعادت المشاوير الطارئة تطرق الأبواب لكن دون جدوى. وفي خضم تلك الظروف بدت المرأة هي المتضرر الأكبر في المعادلة ، فالشباب غالبا يحملون مشاويرهم ، أما المرأة فلها الله عزوجل .
عند ذلك دار في ذهني جدل بيزنطي حول السماح للمرأة بقيادة السيارة .
فبدل أن يترك النساء والرجال أولادهم وبناتهم واخواتهم للسائقين,يجب إيجاد طريقة بديلة منطقية تفي باحتياجات العوائل في ظل غياب أو انشغال الرجل,ناهيك عن حال الأرامل والمطلقات واليتيمات! ثم أخذت أفند المفاسد العظيمة من قيادة المرأة وعلاقة الأمر بالحجاب والإختلاط بالرجال فما وجدت أي علاقة على الأطلاق,وبخاصة بعد مقارنتها بنتائج تجربة قيادة المرأة في دول الخليج كافة,فالمرأة منهن تقود سيارتها وهي ترتدي عبائتها وكامل حشمتها وبمفردها داخل عربتها,بدل الإختلاء بسائق غريب عنها. خصوصا أن أكثر السائقين وللأسف هم على شاكلة سائقنا الأبله.
إذا كانت الدولة تكفل حق المواطن والمواطنة في التعليم والتنقل والصحة والبيئة فلابد من إيجاد بديل,فمنع المرأة من قيادة السيارة بشكل مطلق يعطل الكثير من مصالح المرأة ومن المجتمع و يضاعف من حاجتها إلى الرجال الغرباء ليقوموا على شؤونها بل ويجبرها على تكرار مقابلتهم بشكل يومي و إذا كان من القواعد الأساسية في الشريعة الإسلامية أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ..فكيف ندرء هذه المفسدة؟
من فضل الإسلام علينا أنه بني على حسن الظن والبينة على من ادعى ولم تأت أحكامه الشرعيه من مبدأ الإرتياب والظن الخبيث في الآخرين.
أما اذا قال قائل أن سياقة المرأة للسيارة لا يعد عرفا مقبولاً ، فذاك يذكرني بقضية تعليم المرأة في السابق ، وتحديداً في الستينيات حيث عد تعليم المرأة في الحجاز عيبا وعارا، ولكن سرعان ما ثبت صحة عكس ذلك ،عندما أثبتت المرأة أنها تستطيع تغيير معادلة المجتمع تبعا لمستوى تعليمها وثقافتها، فالأم مدرسة اذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق .
وأخيرا خطر لي خاطر في إصلاح الأمر وتصريفه مؤقتاً وهو أن تعود النساء فقط إلى عصر إمتطاء الخيول والجمال وترك قيادة السيارة ومشاكلها للرجال على أن تتولى الدوله تهيئه الشوارع لوقوف الخيول إلى جوار السيارات عند إشارات المرور.