الغش والتدليس طال حتى وجوه العرايس

         اقبل مسرعا إلى المستشفى بعد سماعه خبرا كان ينتظره طويلا فهاهي ثمرة زواجه قد ظهرت بعد فترة انتظار دامت خمسة أعوام , وقبل أن يعرج إلى زوجته ذهب إلى غرفة الحضانة ليلقي نظرة مشتاقة لابنته الجديدة وبعد أن أعطى الممرضة اسم الأم ورقم الغرفة وساعة الولادة جات إليه وهي تجر عربة صغيرة يرقد فيها ملاكه الصغير المرتقب الذي كان يتخيله أيه في الجمال فلقد اختار أجمل امرأة  رأتها عينيه ولكن المفاجأة كانت عظيمة فما رآه  مخالف لما توقعه فما نسب إليه مولودة ذات بشرة قريبة إلى السواد جعده الشعر خشنة الملامح ذات عينين جاحظتين ، وفي الحال صرخ في الممرضة هذه ليست ابنتي فابنتي كأمها يضرب بجمالها المثل  بالإضافة إلى أني رجل وسيم  فكيف تكون ابنتي بهذا الشكل وبعد اخذ ورد مع الممرضات في حضانة الأطفال رفع شكواه إلى مدير المستشفى مدعيا إن ابنته قد بدلت مع وليدة أخرى ، ولكن كيف ذلك وكل المعلومات تدل على أنها  ابنته ، حينها ذهب غاضبا إلى زوجته وهو يزجر ويتوعد برفع دعوى ضد هذا المشفى والفوضى التي تعمه فكيف يتم تبديل المواليد بهذه البساطة . ولكن فأجاه موقف زوجته فهاهي تتفق مع كل من في المستشفى بان هذه وليدته ولم يكن هناك أي غلط أو التباس .

فاخذ يحقق فتبين له أن زوجته  قامت بعدة عمليات تجميل ابتدءا من لون بشرتها وملامح وجهها وحتى شعرها لم يسلم من التغيير فكل ما فيها مزيف وصناعي  .

 ربما هذا حال الأجيال القادمة فالجمال الحقيقي سيختلط بالمزيف ولا يمكن التفريق بينهما ، ففي هذا القرن طفرة كبيرة في علم التجميل وتغيير الملامح من الجذور إلى درجة أن الإنسان ينسى ملامحه الأصلية ويستبدلها بأخرى متى شاء فيصبح تغيير الشكل موضة  كتبديل الملابس كلما مل منها الشخص أبدلها بأخرى ورمى  ما كان يرتديه،  فيصبح على الشاب المقبل على الزواج حينما يختار عروسه أن يتأكد بأن ما يعجبه فيها خلقه ربانيه لم تتعرض للتزييف والتغيير وان احتاج الأمر يطلب صورة لها وهي طفلة صغيرة لكي يعرف شكل ما سينجب من أبناء وبنات ولا يغرر به كما حصل لأخينا هذا .

وربما يأتي يوم يضاف  ذلك إلى  شروط  عقد الزواج بان تكون ملامح الوجه ولون البشرة أصلية وليست مزيفة وان العروس لم تخضع إلى أي نوع من عمليات التجميل تشبها بالفنانات والممثلات  .