لكلٍ هواه.. ولنا نحن القرار

عقيلة آل حريز *

أكثر الأشخاص دراية بك وأمنا عليك هو ذاتك مهما كان قرب الآخرين منك، ومهما كانت حالة التشتت والشعور بالحيرة، فنحن بصراء بأنفسنا فيما نحتاجه عادة وما نتوجه إليه.

لو لم نحدد رغباتنا ونختمها بقراراتنا فسيصبح الأمر وكأنه يشبه مصير مفقود من رصيد المجتمع، فحياة الإنسان ترتبط عادة باللحظة التي يقرر فيها مصيره ويحسن الاختيار. 

فالصدق الحقيقي هو ما تعرفه عن نفسك أولا ثم ينعكس من خلال تصرفاتك إلى الآخرين، لذا لن يصعب على المرء إن أدرك هذه الحقيقة أن يتخذ قرار ما بعد أن يطلب المشورة فيقرر هو ما يريد. ولعلنا نصنع مشاكلنا بأيدينا ثم لا نجد لها حلا أو لا نحاول جادين في حلها وقد يكون هذا في الوقت الذي نظهر فيه رغبة للبحث عن أخطاءنا لنحلها بعيدا عن ضوضاء المكابرة.

ثمة سؤال مفصلي نحتاج أن نقف عليه، وهو هل إن ما نقوم به يحسن أن نجمله بأنه منطق؟، ربما نقصد صدق التعبير أو الصراحة بمعنى أدق مع انغماسنا في شهوة تقدير الذات إلى الحد الذي نفقد القدرة فيه على تقييم الأمور وتصحيحها، وبالتالي نصبح عُرضة لأهواء قد تختلف وجهتها تبعاً لاختلاف توجهات أصحابها. 

نحتاج للحظة تعارف، لحظة شفافية صادقة، وهذه حقيقة تتطلب وقت نختلسه من ساعات طويلة قد يغرقنا صخبها في صنع أمجاد ربما لا نكون جديرين بها لنتخطى تلك المسافات الطويلة لبلوغها، فلعل خطواتنا تحمل إيقاع متواصل لإعلان الاحتجاج المبطن على نوعية حياة تثير ملامح الجدل حين نبدأها.

ولكن الحقيقة المؤكدة أن كلا منا له رصيد جيد وأفكار خاصة تجاه نفسه وتقديره لأفكاره مهما كانت ضئيلة، ولعله يصدق معها فيزرع بداخله الإحساس أنه أدرى بلحظة صدقها، أو لربما يعيشها في حالة اعتقال مستمر فلا يعرف كيف ولا أين يتوجه.

ورغم كل هذا لا ضير أن نرفع بعض الشعارات التي تضيء لنا لحظة القرار فتصنعه دون الحاجة لتشويش خارجي، «أنت أبصر بذاتك من الآخرين، استفت قلبك يفتيك».

ومن أجل استثمار هذا الرصيد بصورة أحسن فلا تزرع الشك بداخلك تجاه ذاتك وتُسيج نفسك بموج يرتفع وينخفض دون أن تحدد هويتك تبعا لامتداده، وتذكر دوماً بأن لكل هواه.. ولك أنت القرار

كاتبة وقاصة (سعودية )