أيهما أختار؟
منذ أن يولد الإنسان تولد معه فرصتان متساويتان ككفتي الميزان التي لا رجحان لأحدهما على الأخرى، فرصة الخير وفرصة الشر، فرصة الإيمان وفرصة الفسوق، فرصة الدخول إلى الجنة وفرصة الدخول إلى النار. فأيهما يختار؟!
الجواب هنا كلفظ سهل الاختيار، ولكنه مقرون بعدد غير محدود من الاختبارات والامتحانات التي لا تنتهي إلى خروج الروح من البدن وتزداد هذه الاختبارات كلما تقدم بنا العمر وزادت المسؤوليات والحاجات.
- فما فلسفة هذه الاختبارات؟
1- استعادة الفطرة والعودة إلى الله بالنسبة للغافلين: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ (2) سورة الملك.
2- تزكية النفوس وتعميق الأيمان بالنسبة للمؤمنين ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾ (2) سورة العنكبوت.
فالامتحانات والصعاب شيء حتمي لابد من خوضهما واجتيازهما بنجاح ليتكامل الإنسان وتتكامل شخصيته ويسمو نحو السماء مترفعا عن الدنيا وما فيها.
فمصيبة أن يغرق الإنسان في بحر من الملذات والشهوات ويجري في فلك الغفلة فيتصور سر وجوده في هذه الحياة هو التمتع بإشباع غرائزه وشهواته مثله مثل البهيمة المربوطة التي كل همها هو الحصول على العلف والجنس ويمضي به العمر وهو على هذا الحال فيخسر جنة عرضها كعرض السماء والأرض.
- لماذا خسر الجنة؟
لأنه نسي هذه الحقيقة ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (56) سورة الذاريات، نسي واستغفل حقيقة انه موجود في هذه الدنيا لعبادة الله وطاعته.
فأيهما نختار؟؟.