ضعف الثقة بالكفاءة النسوية

      
        من أعظم الأهداف السامية التي يصبو إليها الإنسان هي أن يكون عضوا فاعلا وناشطا في مجتمعه ويسعى من اجل رقيه وتقدمه والمشاركة في إبعاده عن براثن التخلف والجهل والارتقاء بمستواه الحضاري بمختلف تفرعاته العلمية والثقافية والأخلاقية والأدبية والسلوكية , وهذا لا يتحقق إلا بوجود الكفاءات القادرة على القيام بهذا الدور .

      ومجتمعاتنا لا تفتقر -  ولله الحمد – لمثل هذه الشخصيات الفذة التي بإمكانها المساهمة بشكل فعال لأداء هذا الدور , سواء أكانت من الرجال أو النساء .

  ويستطيع الرجل أن يقوم بأداء مهماته بشكل كامل ودون تبعات أو معوقات تقف في طريق عمله . بل أنه يلقى التشجيع والشكر والتقدير من جميع أفراد مجتمعه ويتوج بالثقة الكاملة بأنه قادر على إنجاز مهماته على أكمل وجه .

    بينما في المقابل نرى أن المرأة لا تقابل في معظم الأحيان بمثل هذا التشجيع والترحاب بل توضع العقبات والعراقيل التي تحد من حركتها وتمنع تقدمها للأمام خاصة في مجتمعاتنا الخليجية . وهذا ناشئ عن المفهوم الخاطئ لعمل المرأة , أو لعدم الثقة بأنها قادرة على انجاز ما أوكل إليها من عمل .

    فما زالت النظرة السلبية التي تفضل الرجل على المرأة وتنظر إليه بأنه الأفضل والأكثر خبرة.  فمهما أثبتت المرأة كفاءتها وقدرتها, تبقى هذه النظرة مسيطرة وراسخة في عقليات الكثير من أفراد مجتمعاتنا. وللأسف فان المرأة قد تكون أول المشجعين لهذه النظرية .. فقد تفضل المريضة مثلا أن يكون الطبيب المعالج لها رجلا بينما هناك في المقابل طبيبة نسائية بنفس المستوى العلمي ولديها مقدرة في العطاء وقد تكون أكثر خبرة من زميلها المعالج.

     وهذه الحالة تضعف من ثقة المرأة بنفسها فتتردد كثيرا قبل أن تطرح نفسها وتعرض خدماتها في ساحة العمل, كما أنها تمتنع عن الإقدام على مجالات جديدة قد تفتح آفاق واسعة لرقي المجتمع خوفا من الفشل أو اعتراض البعض عليها .