المعجز في شخصية الرسول محمد!

علي آل غراش *

إن شخصية الرسول محمد أعظم شخصية بشرية على الإطلاق، كيف لا وهو ربيب الخالق كما وضح ذلك النبي بنفسه قائلا : أدبني ربي فأحسن تأديبي.

والصفات الأخلاقية العظيمة التي يتصف بها الرسول الأعظم محمد ربما تكون الأكثر تميزا في شخصيته النموذجية الجامعة لكل ما هو أفضل وأعظم في جميع الجوانب، ولهذا مدحه الخالق في كتابه العزيز (.. وانك لعلى خلق عظيم)، والأمر العظيم في تلك الآية الشريفة، وهذا التمجيد من الخالق العلي العظيم لرسوله الكريم في الجانب الأخلاقي بأنه تقييم حسب الجودة والمعايير الأخلاقية الإلهية وليس البشرية!!

  • معجزة المصطفى الخالدة

الخلق العظيم الراقي زرع الفضائل لا يتعلق بدين أو شعب أو عرق أو قبيلة أو منطقة أو بزمان أو مكان؛ بل هي رسالة لجميع البشر من جميع الأديان والعروق والأصول وفي كل مكان وزمان، والأخلاق الفاضلة الكاملة حسب الخالق تعني الكمال في جميع الجوانب الدينية والقيادية والسياسية والإدارية...؛ كما  إن الأخلاق الحميدة والتعامل الإنساني النبيل بوابة لبناء العلاقة بين أبناء البشر والانفتاح على الجميع، كما أنها أهم عنصر جذب وأقوى سلاح للتأثير، سلاح لا يضعف مع مرور الأيام بل على العكس يزداد قوة ورسوخا، ولهذا سلك النبي محمد المنهج الأخلاقي الإنساني الساحر في سبيل نشر وتبليغ رسالته "الدين الإسلامي".

وتعتبر الأخلاق المحمدية السامية بمثابة المعجزة الحقيقية للنبي إذ إن الرسول محمد لم يعتمد على بث رسالته وجذب الناس والتأثير عليهم وترويض أشرس الشعوب التي عاصرها، على ما هو خارق للعادة أي المعجز المادي، ( كما حدث مع اغلب الأنبياء والرسل) أو من خلال القوة والمال والسلطان (كما حدث لبعض الأنبياء) بل اعتمد على أخلاقه وتعاملاته الإنسانية الوجدانية التي لا تقل إعجازا عن المعاجز المادية عبر: المحبة والتسامح وسعة الصدر والحلم والتواضع والأمانة والصدق والرحمة والرأفة والكرم، وعدم رد الإساءة لكل من ساء إليه من القريبين جدا قبل البعيدين والأعداء ... بل كان رده العفو والعفو والعفو إلى درجة انه قال "ما أذي نبي مثل ما آذيت" ... فالأخلاق المحمدية هي النور المشرق الساحر المؤثر في الشخصيات والمجتمعات للإعجاب بشخصية النبي محمد "ص" والذوبان فيها، كما انها اكبر عامل مؤثر للإيمان بأفكاره واعتناق الإسلام.

كاتب سعودي