ستار أكاديمي الحياة
انتقد البعض تطبيق إستراتيجية كاميرات المراقبة بالدائرة التلفزيونية المغلقة في كل أنحاء المملكة ,والتي تهدف في المقام الأول إلى رصد الاختراقات الأمنية الإجرامية المشبوهة ومكافحتها ,وذلك لأنها تنتهك الخصوصية الفردية والحرية المدنية للمواطنين ,وتراقب كل تصرفاتهم في الأماكن العامة ,وتتجسس على حياتهم اليومية .وإني لأحسب بعض الخير في هذا النظام المتطور الذي إذا ما طبق سيسجل كل شاردة وواردة وليكون بداية إجتماعية حقيقية في معالجة السلوك العام على كافة المستويات ,وأهمها ضبط أي عمل مخل بالآداب بلا فضائح وبلا سباب في الأماكن العامة ,وبالبينة والبرهان الذي يقطع الشك باليقين .ولتنتهي حالة إلقاء التهم جزافاً وسوء الظن والأخذ بالشبهات .ومثلما يقال (لا تسرق.. لا تخاف) !
أظن أن الإنسان الطبيعي يحرص على تصرفاته بدءاً من خروج من منزله , فهو يتحاشى ارتكاب الحماقات و الأخطاء أمام الآخرين , تجنبا لأي إنتقاد,فلكل مقام مقال, وأنماط السلوك لابد أن تكون ملائمة للجو العام,فنمط تصرفات الفرد في بيته يختلف عن نمط سلوكه في بيت جاره أو بيت صديقه أو في مقر عمله أو في ملعب كرة , و إن كان يجمعهم خشية الله واحترام الذات والآخرين ,فلم القلق إذاً من وضع هذه الكاميرات في زوايا الطرق والشوارع والمطاعم والمراكز التجارية المختلفة.
• كيف تكون رقيباً على نفسك ؟!
معظمنا يعرف أو يسمع كيف يعيش المشاركون في برنامج " ستار أكاديمي" حالة مستمرة من التقييم؟! يعلم ويشهد الله أني شخصياً لم أشاهد هذا البرنامج لكن بصراحة شديدة قد نقل لي أحد الأصدقاء الأعزاء مسألة التقييم في ذلك البرنامج. الشاهد في موضوعنا هو حالة التقارب بين تقييم المشاركين في برنامج "ستار أكاديمي"وبين تقييم الناس وبالأخص السارق منهم والمتعدي وغيرهم . وأنا لا أدّعي أن يكون الأمن بوجود الكاميرات الرقابية بنسبة مئة في المئة ولكن أعتقد أنه ربما يتعلم كل مواطن الدرس المهم "كيف تكون رقيبا على نفسك قبل ان يكون أحد رقيبا عليك !!
في الختام : أكررالقول أن الكاميرات يجب أن تكون في كل أنحاء المملكة وليس فقط في محافظة القطيف ، لأن الأعمى قبل البصير يرى أن القوانين توضع في الرياض وتطبق فقط وفقط في القطيف !!
والدليل على ذلك : مخالفات المرور التي يفرضها مرور القطيف بيد من حديد، والمؤسف أن تلك اليد من حديد لانراها في محافظة غير القطيف. لتكون القطيف " البطة السوداء " .