ماذا حدث للعرب، وأين هم من نداءات هيهات منا الذلة، وهيهات منا الاستسلام؟

علي آل غراش *

 ماذا حدث للعرب، وأين هم من نداءات هيهات منا الذلة، وهيهات منا الاستسلام؟

 دولة إسرائيل الغاصبة العدوانية الصهيونية مع شروق كل يوم جديد، وفي كل مناسبة، وفي كل موقع.. تبرز المزيد من تفاصيل وجهها الحقيقي وتوجهاتها الصهيونية والإحتلالية بكل وقاحة وعنجهية، فهي لا تتحفظ باستخدام أبشع الوسائل العدوانية والخبيثة والدموية لتحقيق أهدافها، والتباهي تارة بالقوة وبامتلاك جيش لا يقهر، والتباكي تارة بأنها دولة مستهدفة من قبل جيرانها، وتذكير العالم بالمجازر التي تعرض لها اليهود من قبل النازيين، والعمل على كسب التعاطف الإعلامي الغربي للحصول على المزيد من الاعتراف والدعم، رغم عدم اعترافها واحترامها للاتفاقيات والعهود الدولية والحقوق الإنسانية؛ ووصلت الوقاحة الإسرائيلية التي تحتل أراضي عربية وتصنف بأنها عدو إلى حد التدخل في الشؤون العربية الخاصة "من داخل الأراضي العربية"، والتنديد بالمقاومين العرب، وزرع الفتنة بين أهل المنطقة، واللعب على وتيرة تأجيج الخلافات والصراعات العربية العربية وجيرانها، وبين أبناء فلسطين.

يقابل ذلك ضعف وذل والمزيد من العراء والتعرية للعرب الذين تخلوا عن كل ما لديهم من كرامة وعزة وحق المقاومة والمطالبة باسترداد الحقوق، وارتدوا لباس الذل والهوان اتجاه عدو لا يزال يحتل الأراضي العربية، ويمارس أبشع صور الحصار والتجويع وسفك الدم العربي!!.

لقد تنازل النظام العربي عن حقوق الأمة اتجاه فلسطين بدون فائدة. فقدم التنازلات عن الأراضي الفلسطينية الكبرى، واعترف باحتلال الكيان الغاصب لتراب فلسطين، وشارك في المؤتمرات لتقديم المزيد من التنازلات والعراء في حفلات مدريد واسلوا وكامب ديفيد وشرم الشيخ وانابولس من اجل الحصول على السلام المفقود، بينما إسرائيل كانت ترد بوقاحة بفرض الاحتلال وبطلب المزيد من التنازلات العربية!

أخر مسلسل الوقاحة الإسرائيلية عدم الترحيب بزيارة الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر الذي ساهم وحقق لإسرائيل أول اعتراف عربي معلن بدولة إسرائيل عبر الاتفاق بين مصر وإسرائيل في كامب ديفيد... كما ان كارتر ليست يداه متلطختان بالدم الإسرائيلي وليس له هدف بتدمير الكيان الإسرائيلي ..، وإنما السبب الرئيس للرفض يعود للقاء الذي جمع كارتر بزعيم حركة حماس خالد مشعل في دمشق.

قبل فترة قامت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بزيارة للكيان الصهيوني بمناسبة الذكرى الـ 60 على اغتصاب فلسطين وتأسيس دولة إسرائيل، وقالت حينها: إن امن إسرائيل من امن المانيا..مضيفة: ان شواه المحرقة يشعرنا نحن الألمان بالخزي.

ويا ليت الإسرائيليين ردوا الدعم الألماني بأجمل منه، وانما ردوه بوقاحة واعتراض إذ صرح احد نواب الكنيست: كيف لهذه الرئيسة أن تتحدث باللغة الألمانية في الكنيست!

بينما العرب يستقبلون أعدائهم "وزراء يديرون دولة الكيان الإسرائيلي المسؤولة عن قتل وسفك الدم العربي"، بالورود والابتسامات والحفاوة ويسمحون لهم بإلقاء الكلمات، والتجرؤ بنقد العرب والطلب بالتطبيع وبتغيير المناهج الدراسية التي تحض على الكراهية!.

كل هذه الوقاحة تقع في بيت العرب بدون أن يتحرك الدم العربي، وتشتعل الغيرة العربية بالدفاع عن كرامتهم وحقوقهم، والرد على مسؤولي الكيان الإجرامي ... الذين فقدوا اللباقة وتسلحوا بالوقاحة، مستغلين العراء والذل والصمت العربي الذي لا مثيل له.

إسرائيل بكل وقاحة تغتصب الأرض العربية بجميع أنواع الوسائل المحرمة والقذرة والوقحة، وتمارس جميع أصناف الاحتلال والاعتداء والذل والاعتقال والسجن والقتل، وتشريد الملايين من أبناء الشعب العربي، وتشتتيهم إلى بقاع الأرض، ومنعهم من حق العودة إلى أراضيهم "في ظل صمت العرب والقبول بواقع الاغتصاب المذل.." بينما إسرائيل لازالت تستغل وتتباكى على جرائم وقعت لليهود، وتطالب بمحاسبة دول وأجيال من قام بالعملية..، والى غاية اليوم تستلم تعويضات على ذلك.. بينما العرب تخلوا عن حق الشعب العربي الفلسطيني الذي يموت يوميا أمام أعينهم واعين العالم.... وتفرغوا لاستقبال المسؤولين في الدولة العبرية.

جميع جدران العزلة والعنصرية تتساقط في العالم الذي تحول إلى قرية صغيرة ولكن إسرائيل وبكل وقاحة تقوم ببناء جدار عازل اشد عنصرية...، وبينما العالم يتجه نحو الحضارة المدنية والإيمان بالتعددية الدينية والمذهبية والفكرية والعرقية والابتعاد عن التشدد، تتبجح إسرائيل بوقاحة بالادعاء بأنها دولة دينية يهودية رغم وجود أبناء فلسطين من مسلمين ومسيحيين وغيرهم على الأرض.

اسرائيل بكل وقاحة تتبجح بالديمقراطية واحترام الاعلام، بينما هي في الحقيقة تستخدم اسطولها واسلحتها في منع نشر الصورة الحقيقة لاعمالها الوحشية وقتل الاعلاميين كما فعلت حينما اغتالت الاعلامي والصحفي شناعة.

والأكثر وقاحة موقف الغرب الذي يتفانى بالدفاع عن هذا الكيان الغاصب الوقح كما تفعل أميركا رغم ادعاء أميركا بنشر الديمقراطية في العالم.

ماذا حدث للعرب، وأين هم من نداءات هيهات منا الذلة، وهيهات منا الاستسلام؟، هل حقا انهم ركب ... وينبغي علينا ان لا نلومهم ولا نزعجهم لأنهم عراء تتقاذفهم الأهواء والتيارات، وعراة من كل ما تعنيه الشهامة والمروءة والغيرة والثقة وحق المقاومة ومن القوة!!

 

كاتب سعودي